صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


بسبب نهر هلمند.. القاعدة باعت طالبان من أجل ملالي إيران

أخبار الحوادث

الجمعة، 16 يونيو 2023 - 04:47 م

■ كتب: أيمن فاروق

..ما من شك أن الجماعات الإرهابية، وحاضنتهم الرئيسية «الإخوان» صاروا كوضوح الشمس في كبد السماء، ليس لهم ولاء أو انتماء، فقط هم يلهثون وراء مصالحهم، ولاؤهم الوحيد فقط لمن يدعمهم، أدوات في يد الأجهزة والدول، كلمة وطن لا يعرفون لها معنى، وهاهي القاعدة ومؤرخها وزعيمها الروحي يسيرون على درب الخيانة والمصلحة، مصطفى حامد مؤرخ القاعدة ينكشف على حقيقته هو وصهره سيف العدل زعيم القاعدة أمام حركة طالبان بعد المواجهات العسكرية والتلويحات في أفق الفضاء الإلكتروني؛ فلم يقدر مصطفى حامد الإمساك بالعصا من المنتصف طويلا، وسقط أمام قناعه الزائف أمام حركة طالبان، رغم أنه يكتب في مجلة الصمود التي تصدرها الحركة الأفغانية، وسلسلة مقالاته فيها عن جلال الدين حقاني أحد رموز طالبان.

◄ مقالات مؤرخ «القاعدة» الإرهابى تكشف ولاء التنظيم لوجهة النظر الإيرانية

أزمة المياه بين أفغانستان وإيران أسقطت الأقنعة، وكشفت مؤرخ القاعدة وزعيمها وقامت بتعريتهما أمام حركة طالبان، بعد الخلاف وتوتر العلاقات بين طهران وكابول، بسبب تقاسم مياه نهر هلمند، ومحاولة إيران تحذير جيرانها الشرقيين، إذ تتهم طهران الأفغان بحجز المياه عنها قصدًا، لكن الطرف الآخر ينفي ويعطى مبررات لنقص إمدادات أهمها وجود جفاف ضرب منبع النهر مما أثر على كمية المياه التي تتدفق إلى إيران، لكن طهران ردت بأن وكالة فضاء تابعة لها التقطت صورًا من القمر الصناعي «خيام»  تكشف تغيير كابول لمسار نهر هلمند، باستخدام السدود لمنع وصول المياه.

الغريب في هذا الأمر هو موقف كل من مصطفى حامد مؤرخ «القاعدة» وزعيمها سيف العدل، وتغير موقف الأول، رغم أنه كان يظهر عبرحسابه على تويتر وموقعه الشخصي «مافا الإيراني»، أنه موالي لطالبان ومنحاز لصفهم، وعند بدء شرارة الأزمة بين طهران وكابول، بدأت تسقط الأقنعة ويظهر الانتماء الرئيسي، حيث أخذ يدافع عن حق إيران في المياه، كما اعتبرت لحظة الاختيار هذه خبرًا سيئًا أيضًا لصهره، زعيم تنظيم القاعدة، على اعتبار أنه من غير المقبول أن تستمر العلاقات بينه وحكام أفغانستان وهم يعيشون في كنف ورغد طهران؛ والدليل على ذلك تهديدات ناصر بدري، القيادي البارز في طالبان، في مقطع فيديو نشره على تويتر، قائلا إن جنود حركته سيقاتلون إيران بحماس أكبر من قتالهم للأمريكان، الأمر الذي من شأنه أن يقلب حسابات تنظيم القاعدة رأسًا على عقب إن لم يتم تدارك الأمور بين الدولتين اللتين كانت تجمعهما مصلحة مشتركة للتعاون ضد الأمريكيين فلما رحلوا عن أفغانستان زالت تلك المصلحة وأصبحت إقامة هؤلاء في إيران ورطة كبيرة، لكنه ليس بالقدر الهائل لأن المصلحة دائما تربط هؤلاء فهم لا ولاء لهم إلا لمن يدفع ويدعمهم.

◄ اقرأ أيضًا | طالبان تعلق أنشطة المدارس الخاصة بجنوب أفغانستان

ووسط تهديدات الرئيس الإيراني ووزير داخليته، بعدم السماح بانتهاك حقوق شعبهما، وإعلان طالبان رفضها لتلك التحذيرات، والمطالبة بعد تكرارها، نجد أن مصطفى كان قد نشر مقالا في 28 مايو 2023 عن الأزمة بعنوان، مياه للحرب (1) تبنى فيه وجهة نظر الحرس الثوري الإيراني بشكل مستتر، فنظرًا لمكانته لدى طالبان فإنه حاول إلباس عباراته ثوب النصح والإرشاد وجلس مجلس الحكيم الحريص على منع طائفتين من المسلمين أن يقتتلا، لكن بالتدقيق في حديثه يتضح أنه تبنى وجهة النظر الرسمية الإيرانية على استحياء وحاول جعل كلامه مقبولا بتضمينه بعض البديهيات والحديث عن مواقف ومصالح تجمع طهران وكابول والتركيز على “إسلامية” كلا الدولتين، مع بعض التذكير الديني بضرورة نبذ الخلافات.

وأشار مصطفى حامد في مقاله على نقطة واضحة وهي ان الأمر يتعلق بالالتزام بالعقود، في إشارة إلى اتفاقية تقاسم المياه، وهذه هي بالضبط وجهة نظر إيران التي تطالب جارتها الشرقية بتوفير كمية المياه الطبيعية لها بغض النظر عن وجود جفاف من عدمه، كما يعتبر مقاله هذا أن سد كمال خان مؤامرة ليس على إيران فقط بل على الشعب الأفغاني لأنه يمنع المياه عن بعض المناطق الأفغانية، ويعده مؤامرة كذلك على أهل السنة، لأنه يقطع المياه عن “إخوانهم البلوش السنّة علي الجانب الآخر من الحدود” جنوب شرق إيران، ويخلص إلى أنه إذا فشلت طالبان في الاستجابة لمطالب طهران، فإن ذلك “سقوط أخلاقي»، وهو سبب مهم لسقوط شرعية أي نظام، في إشارة واضحة أنه يهاجم طالبان، كما أنه ذكر مرارًا وتكرارًا الأفضال الإيرانية على كابول بعد خروج الأمريكان، ووقوفها اقتصاديًا بجانب أفغانستان، 

ولأن أيضا تلك الجماعات الإرهابية ولاؤها لمن يدعمهم ليس أكثر فهم بلا عقيدة أو مبدأ، حيث مؤرخ القاعدة يقيم في طهران تحت حماية قوات الحرس الثوري، وتسخير القاعدة لخدمة المشروع الإيراني، وبذلك فإنه باع طالبان الذي أعلن مبايعته لها منذ عهد مؤسسها الملا عمر، لكنه الآن على النقيض حينما جاءت المصلحة والدعم من طهران على الفور ترك طالبان وأعلن ولاءه لطهران ولكن لن يدوم كثيرًا، لأن هؤلاء ليس لهم مبدأ وحينما تنقضي المصلحة سيتجهون إلى داعم آخر، وسوف يقوم بدور مشابه لكن لا أحد يعرف مع من في المستقبل، وأكبر دليل مقاله الثاني بعنوان حرب المياه 2، وشرحه للموقف الإيراني من سد كمال خان واتهامه لطالبان بالتورط في الفتنة المائية بعبقرية الاتفاق والتعاقد تم تصميمها على يد الأمريكان وفقا لما قاله وكشفه في مقاله.

ليس هذا فحسب بل إن مؤرخ القاعدة مصطفى حامد استمر في بيعه لطالبان، وإظهار ولائه لداعمته إيران وقال بكل وضوح داعيا أفغانستان بعدم استخدام السد وترك مياههم تتدفق إلى الجانب الإيراني بلا ضبط لتجنب المشكلات مع إيران، مستحضرًا فكرة خيالية مفادها أن المياه تتوزع بشكل طبيعي بدون تدخل الإنسان.

فمن تلك النقطة تندفع المياه داخل إيران مع الانحدار الطبيعي للأرض، وهكذا يعم السلام وفقا لما قاله وكشف به في المقال، المثير أن إيران نفسها لا تتحدث بهذه الصراحة مثلما قالها المؤرخ التاريخي للقاعدة، وطالب بها مرارًا وتكرارًا، فالإيرانيون يطالبون بحصتهم المتفق عليها بغض النظر عن وجود جفاف من عدمه، أي أنهم لا يطالبون أصلا بمياه النهر كلها في أوقات الفيضان كما يحاول حامد أن يقنع طالبان بذلك، وكأنه ملكي أكثر من الملك، ليبثت ولائه ودعمه لمن يأويه ويحميه، ويدعم تنظيمه.

كما كشف المقال الثاني لمصطفى حامد مؤرخ القاعدة، الذي تطرق لأزمة المياه، حيث برأ طهران من تعمد الإضرار  بالحقوق المائية للشعب الأفغاني وأظهره في دور الضحية، وفند في مقاله أن أمريكا هي التي أشعلت هذا النزاع بتحفيزها لطالبان ضد إيران، فما الهدف من ذلك؟.. إذن في كل نقطة وكل كلمة كتبها عبر مقاله تكشف عن أن هؤلاء ليس لديهم مبدأ وهم فقط باحثين عن داعمهم وليس لهم ولاء. 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة