أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

عباس فى بكين

أسامة عجاج

الثلاثاء، 20 يونيو 2023 - 09:48 م

ثلاث نتائج مهمة، للزيارة الاستثنائية الأخيرة التى قام بها الرئيس الفلسطينى محمود عباس إلى بكين، ولقائه مع الرئيس الصينى شى جين بينغ، الأولى الإعلان عن شراكة استراتيجية بين الطرفين، والثانية التأكيد على دعم المساعى الفلسطينية، بالحصول على العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة، ، أما النتيجة الثالثة، فهى الإعلان عن الاستعداد للقيام بدور إيجابى فى مساعدة الفلسطينيين، ودعم استئناف محادثات السلام مع إسرائيل، الزيارة فى المجمل مهمة واستثنائية، إذا تم وضعها فى إطار التطورات الحاصلة فى المنطقة، ورغبة كل طرف فى الاستثمار فى الآخر، الصين لم تعد تخفى سعيها إلى تنامى دورها فى المنطقة، والخروج من (شرنقة البعد الاقتصادى)، الذى حكم علاقاتها  فى الحقب الماضية، إلى (فضاء التعاطى الإيجابى مع القضايا السياسية)، والذى أثمر فى رعاية وتحقيق اختراق نوعى فى التوصل الى اتفاق لتطبيع العلاقات بين السعودية وإيران، ومن قبل ما حدث فى قمم الرياض فى ديسمبر من العام الماضى، قمة عربية صينية، وأخرى خليجية وثالثة مع الدول المضيفة، وهى مؤشر مهم على التوجه الصينى الجديد، والغريب فى الأمر حالة التهوين من بعض المراقبين، الذى وصل بهم، إلى التقليل من قيمة الزيارة، أو أن يكون لها انعكاسات إيجابية على مسار عملية السلام، دون إدراك للتعقيد الحاصل فى الأزمة، فمن السذاجة تصور أن الزيارة قد تثمر تغييرا دراماتيكيا فى القضية الفلسطينية، فى ظل التعنت الإسرائيلى الرافض لأى تحرك، باتجاه استئناف عمليات التفاوض مع السلطة الفلسطينية، والمجمدة منذ أكثر من عشر سنوات، أو حتى القبول بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، ولكن هذا لا ينفى أنه يمكن للصين أن يكون لها دور مهم، فى استثمار علاقاتها الاقتصادية الضخمة مع تل أبيب، ومن المهم السعى فلسطينيا لاستجماع أكبر قدر من الدعم الدولى لحقوقهم، خاصة من عواصم القرار الدولى، أو من الدول الخمس الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن، والموقف الصينى هنا يشكل ضمانة مهمة، مقابل الانحياز الأمريكى لإسرائيل، بعد خيبة إدارة بايدن ظن الجميع، والتى فقدت قدرتها على أن تكون راعيا وحيدا لعملية السلام فى المنطقة، وفى السياسية - كما فى الحياة - (ما لا يدرك كله لا يترك كله).


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة