صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

الإعلام العالمى الجديد

صالح الصالحي

الأربعاء، 21 يونيو 2023 - 11:35 م

لا يخفى على أحد ما أصبحت عليه الآن صناعة الإعلام بكافة جوانبها، والتى أصبحت من القوة والتأثير ما ينفق عليها تريليونات الدولارات..

مما أكسب هذه الصناعة قوة تجعلها تتخطى حدود الدول وتؤثر على الرأى العام وتدويل كافة القضايا، بل هى من أدت إلى ظهور الاقتصاد العالمى، وكذلك ظهور مجتمعات المعلومات.. تلك المجتمعات المتقدمة ذات الاقتصاديات القائمة على صناعة المعلومات والخدمات، مما أدى للاندماج التكنولوجى فى كافة المجالات الاقتصادية والعسكرية والسياسية، وأدى هذا الأمر لظهور أنظمة دولية غير عادلة بين الشمال والجنوب، وخلق معه الصراعات الأساسية فى النظام الدولى وما تبعه من تأثيرات على الدول النامية..

فى وقت انتبه الجميع إلى دعم قوته بتعزيز مكانته وتقوية أشكال تدفق المعلومات وحجمها واتجاهاتها، لما لها من تأثير خطير على سلامة الدول وكيانها الاجتماعى بل والأمنى، حيث يرتبط تدفق المعلومات من وإلى الدول ارتباطاً مباشراً بمفهوم السيادة السياسية للدول..

فالدول التى تقل سيطرتها على المعلومات التى تتدفق عبر حدودها تتعرض لتهديد، مما يدفع الحكومات وكذلك القوى المعارضة والمعادية للاهتمام بالتدفق المعلوماتى عبر وسائل الإعلام بكافة أشكالها.

مما لاشك فيه أصبح الجميع يواجه تحديات جسيمة فى النظام العالمى الجديد الذى يتسم بالتسارع والتصارع، ويتطلب قدرات هائلة لدعم القدرات التقنية والبشرية فى توجيه استثمارات ضخمة فى التكنولوجيا، التى تتطور بشكل مذهل فى ظل الانفجار المعرفى، مما يستدعى إجراء تغييرات هيكلية فى الاتصال على المستوى العالمى وصولاً إلى عدالة أكثر ومساواة أكثر وتفاعل أكثر فى تبادل المعلومات من خلال عديد من الآليات لدعم المنظومة الإعلامية للدول مما يترتب عليه خلق سياسات قوية لدعم أهم فروع القوى الناعمة.

كما أنها أيضا أهم وسائل دعم السياسات الخارجية لدى الدول، وبناء علاقات طويلة المدى مع الشعوب، وتمثل ذراعاً رئيسياً للدول النامية، فهى أهم أذرع عملية التنمية، فالإعلام التنموى يدعم خطط الدول ويهيئ شعوبها لتقبل المشروعات التنموية.. لقد أصبحنا جميعاً فى قرية صغيرة تتطلب التعاون والتكاتف والاستثمار المشترك لخلق نظام أكثر عدالة.

جوهر التنمية الإنسانية مرتبط بعملية توسيع الخيارات، ففى العصر الجديد أصبحت التحولات على الصعيد الثقافى والمعرفى حاسمة فى إنجاز التطور المنشود، فالمعرفة هى كلمة سر العصر الجديد، وقد أصبحت منتجاً استراتيجياً فى هذا العصر، وأضحى اقتحام مجتمع المعرفة والدخول إليه بقوة وجسارة ضرورة لازمة لتحقيق التنمية البشرية الشاملة والمستدامة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة