محمد قناوى
محمد قناوى


قلم على ورق

سيدتى أنا.. النص الأصلى

محمد قناوي

الجمعة، 23 يونيو 2023 - 08:59 م

قبل ذهابى للمسرح القومى لمشاهدة النسخة الأخيرة من العرض المسرحى «بجماليون» للكاتب الإيرلندي/ الإنجليزى «برنارد شو»، كنت مشفقا على صُناع العرض من تقديم نسخة جديدة منه وهو الذى استُهلك مسرحيا وتليفزيونيا وسينمائيا على مدار أكثر من قرن، وقلت إن خوض المغامرة يحتاج لجرأة كبرى من مُعد العرض ومخرجه «محسن رزق» الذى نجح فى تقديم رؤية تعتمد على النص الأصلى دون «تمصير» محافظا على روح النص والبعد النفسى له وقدرة الممثلين على الأداء، وتقديم عناصر المتعة والترفيه والكوميديا، جذبنى العرض منذ اللوحة الأولى بالاستعراضات والغناء والحفاظ على أسماء شخصيات النص الانجليزى، واعتمدت الحبكة على التحدى الذى خاضه البروفسير «آدم» مع صديقه «د.بيكو» لفضح المجتمع الأرستقراطى بتحويل الفتاة بائعة الورد «ليزا دوليتل» التى تتحدث بألفاظ سوقية إلى سيدة مجتمع راق، يتم تقديمها فى حفل كبير تحضره ملكة بريطانيا ونبلاء وصفوة المجتمع دون أن يكتشفوا حقيقتها .

جاء اختيار «داليا البحيرى» و«نضال الشافعى» لتقديم شخصيتى «ليزا دولتيل» والبروفسير «آدم»، كما يقولون «إن كاست» حيث ظهر واضحا وجود كيمياء وتناغم وتتجانس بينهما فى الأداء وبرعت «البحيري» فى تجسيد مشاعر «ليزا» التى عاشت حياة قاسية صعبة انعكست على تصرفاتها وتعاملها بعنف مع المجتمع، وعندما اتيحت لها الفرصة لتخرج أفضل ما بداخلها من نبل وأخلاق فعلت، قدمت الشخصية بجدارة ممسكة بروحها وتطوراتها الزمنية والنفسية، دون أن تضع نفسها فى مقارنات مع أحد.

أما نضال الشافعى فهو من الفنانين الذين أؤمن بموهبتهم منذ بداية ظهوره، وفى هذا العرض وكعادته يقدم أداءً سهلا ممتعا، وهذا ليس غريبا عليه فهو حريف تمثيل ينتمى لمدرسة الاندماج مع الشخصية التى يقدمها، أتقن دور «أدم» بكافة أبعادها النفسية، ما بين أستاذ الصوتيات الذى يعلم الناس الأتيكيت والتعامل الراقى والشخصية التى بداخله التى تحمل عقدة دفينة بسبب علاقة عاطفية فاشلة تسببت فى كره واحتقار النساء، وكان له حضور رهيب وكوميديا تلقائية.
فى حين نرى «فريد النقراشى» أحد الموهوبين فى فن التمثيل والذى لم ينل ما تستحقه موهبته حتى الآن فقد ملأ خشبة المسرح بهجة وخفة دم وحضورا طاغيا فى دور «دولتيل» والد «إليزا» السكير العاطل، وقدم محمد الدسوقى شخصية «د.بيكو» بخفة دم رائعة، ولا يمكن أن ننسى أشعار عادل سلامة، وألحان محمود طلعت واستعراضات مصطفى حجاج التى جعلت العرض أكثر حيوية، ساعده ديكور حمدى عطية وأزياء مروة عودة وجرافيك جون بهاء والذى قدم وسائل إبهار غير معتادة فى مسارح الدولة وايضا الشباب «خالد إبراهيم وعبدالبارى سعد وأحمد علاء وهمسة وريموندا وأحمد بيلا وفادى رأفت» كل ذلك بقيادة المخرج «محسن رزق» الذى قدم عرضا بمواصفات عالمية وابهار وامكانيات المسرح الخاص على خشبة المسرح القومى.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة