د.مصطفى مدبولى خلال تفقده مقبرة الزعيم أحمد عرابى
د.مصطفى مدبولى خلال تفقده مقبرة الزعيم أحمد عرابى


رؤية متكاملة لتنفيذ «مقبرة الخالدين».. وإنشاء 20 ألف مقبرة بديلة خلال أشهر

عمرو خليفة- منصور كامل

السبت، 24 يونيو 2023 - 06:26 م

تفقد د. مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، المقابر المطلة على شارع صلاح سالم، تنفيذاً لتكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعرض الرؤية المتكاملة لخطوات بدء تنفيذ «مقبرة الخالدين»، كصرح شاهد على تقدير الوطن لعظمائه، بحيث يُنقل إليها من خلال المتخصصين والخبراء رُفات رموز مصر، من المقابر التى يتم نقل جانب منها..

وأكد مدبولى أن الحكومة حريصة على التعامل مع الموقف الخاص بنقل المقابر، فى إطار تقييم واضح للوضع الراهن لها، ودراسة وافية لكافة البدائل.

وأشار إلى أن هناك اهتماماً باستكمال تطوير القاهرة التاريخية، والحفاظ على مكوناتها التى تعكس تاريخ هذا الوطن وحضارته.

وأضاف أن عملية نقل المقابر لا تمس الشكل التاريخى للمقابر العريقة، وحتى مع نقلها سيكون هناك مراعاة لتنفيذ البدائل بشكل حضارى مُماثل.

وأوضح أن الموقف الراهن فى المقابر، يشير إلى أن منسوب المياه الجوفية بهذه المنطقة أصبح يؤثر سلباً على عملية الدفن بتلك المقابر، إلى حد عدم التمكن من الدفن أسفل الأرض، وذلك كان سبباً جوهرياً وراء عملية نقل جانب من تلك المقابر، لاسيما وأن البعض بات يقوم بالدفن أعلى سطح الأرض حالياً.

وزار رئيس الوزراء، مقبرة الزعيم الوطنى، أحمد عرابى، والتى لا تقع ضمن نطاق عمليات نقل المقابر، ومن المخطط أن تخضع لأعمال الترميم، وزار أيضاً عدداً من المقابر الأثرية الأخرى لعددٍ من الشخصيات المعروفة تاريخياً، وتابع عن كثب آثار المياه الجوفية على جدران تلك المقابر العريقة.

وبيَّن أن مصر عندما كانت تنفذ مشروع السد العالى، تم نقل 22 معبداً فرعونياً، من مكانها، لأنها كانت معرضة للغرق نتيجة بحيرة السد؟، منها «معبد أبوسمبل»، وهذه نفس فكرة نقل المقابر اليوم، والتى تعد عملاً هندسياً سهلاً، مقارنة بمعابد كاملة تم نقلها، وهدفنا هو استكمال تطوير القاهرة وتحسين وضع «العاصمة»، حيث كانت مهملة لعشرات السنين، ونسير بخطى سريعة وتخطيط وقوة لاستعادة وجه القاهرة الحضارى.

وأدلى مدبولى، بتصريحات صحفية، على هامش جولته بمنطقة المقابر، مشيراً إلى أنه يقوم بتفقد العديد من المشروعات التى تنفذها الدولة حالياً فى هذه المنطقة، لافتاً إلى التكليفات الرئاسية، فى هذا الشأن، والتى تتضمن تشكيل لجنة برئاسة رئيس الوزراء، وتضم فى عضويتها الوزراء والمحافظ، والهيئة الهندسية، وممثلى جميع الجهات المعنية والأثريين المختصين والمكاتب الاستشارية الهندسية، وعددًا من الخبراء، لمناقشة القضية التى أثير حولها الكثير من الجدل بشأن نقل المقابر، وكيفية وضع تصور فى إطار التنمية الحضرية التى نقوم بتنفيذها لمدينة القاهرة.

ونوَّه بأن هناك أكثر من 20 ألف مقبرة، تم إنشاؤها ويُجرى استكمالها، خلال الأشهر القليلة المقبلة، لكى تكون بديلاً لنقل الأماكن، التى تيقنًا أنها لا تصلح للدفن بها، وهى نقطة مهمة يجب التأكيد عليها.

وأضاف أنه فيما يخص الأماكن التى لا تصلح للدفن، فهناك تصور بإقامة حدائق ومتنزهات حضارية عليها، أو مجموعة من الطرق والخدمات لا تشمل إقامة أى مبانٍ، بحيث تعمل شبكة الطرق، التى ننفذها، على حل مشكلة الاختناقات المرورية داخل العاصمة.

وكشف أن التصور الحالى يتمثل فى نقل المقابر التى أصبحت غير صالحة للأنشطة الأصلية التى أنشئت من أجلها، إلى مناطق أخرى «إنسانية»، لنعيد تشكيل هذه المنطقة بما يخدم هدف «إضافة مناطق خضراء» للقاهرة. 

 وتساءل مدبولى: «هل رأينا مقبرة الزعيم الخالد أحمد عرابى، الذى درسنا إنجازاته فى كتب التاريخ؟»، وهل يُعقل أن أحد أهم زعماء مصر تكون مقبرته بهذا الشكل؟، ومن هنا كان توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة إقامة منطقة كبيرة تُسمى «مقبرة الخالدين»، لنُعلى من شأن زعمائنا، الذين ضحوا من أجل الدولة المصرية على مدار العصور المتعاقبة، بحيث تكون تلك المنطقة بمثابة مُجمع يذهب إليه المواطنون للاطلاع على تاريخ هؤلاء الزعماء ومعرفة حجم ما قدموه للدولة.

كما أوضح أن توجيه الرئيس، تضمن أن يكون ذلك المكان مُصمماً على أعلى مستوى وبشكل حضارى ليجمع كل الخالدين وزعماء الوطن، ويكون مزاراً لنا جميعًا نفخر به ونرسخ من خلاله تاريخنا، ويمثل أيضًا جزءًا من رفع كفاءة القاهرة القديمة.

ولفت إلى أنه توجد بدائل مطروحة بالنسبة للمقابر التى لن يتم نقلها أو إجراء أى نوع من التطوير بها، ومن بين تلك البدائل عمل تطوير للمقبرة نفسها كواجهة، وسيكون ذلك التطوير من قِبل الدولة التى ستنفق عليه بدلاً من صاحب المقبرة أو الأسرة.

حيث إنه من الواضح أن هذه المقابر تم هجرها أو من الممكن أن يكون الأحفاد نقلوا مقابرهم إلى مناطق أخرى وأصبح المكان متروكاً بهذا الشكل، مشيراً أيضًا إلى أنه يمكن نقل مفردات حوائط المقبرة وواجهتها مع المنطقة المجمعة، التى تشمل سواء مقبرة الخالدين أو حتى المقابر ذات القيمة.

وواصل رئيس الوزراء التأكيد على حرص الدولة على الحفاظ على القاهرة القديمة وتاريخها لأنه تاريخ نفخر به جميعًا، وأنه لا يمكن أن يكون هناك أى نية أو رغبة لتدمير هذا التراث على الإطلاق، ومن الوارد أن يكون هناك وجهات نظر متعددة فى هذا الشأن.

وشدد على أن الحكومة تطلع على كل آراء الخبراء ومقترحاتهم وطلباتهم فى هذا الملف، ولابد أن يكون هناك بعض التصورات إزاءها وطرح بعض الحلول البديلة، ومن خلال الاجتماع بالمسئولين والخبراء سندرس كل البدائل حتى نصل إلى تصور يحقق الهدف من عملية التطوير بقدر الإمكان.

من جانب آخر، تفقد مدبولى، عدداً من مشروعات التطوير الحضرى بمحافظة القاهرة، بدءاً بمشروع تطوير منطقة سور مجرى العيون، حيث تابع سير العمل بكافة مكوناته، كما زار نماذج للعمارات المنفذة وتعرف على موقف التشطيب بمداخلها وداخل الوحدات السكنية.

وأكد أن هذه المنطقة الحضارية نفذتها الدولة كبديل لمنطقة المدابغ، مسترجعاً شكل المنطقة سابقاً، معتبراً أنها كانت بكل المقاييس منطقة ليست على المستوى الإنسانى اللائق، حيث كانت تضم صناعة المدابغ القديمة جداً، غير المتطورة، وكان يعيش بها 2000 أسرة مصرية، بدون أى نوع من الخدمات وتفتقر لمعايير الحياة الإنسانية الطبيعية.

وأشار إلى أن وضع المنطقة اليوم يُشير إلى أنه تم نقل الـ 2000 أسرة إلى شقق حضارية، على أعلى مستوى بمدينة بدر، وذلك ليكونوا بجوار منطقة الروبيكى التى تمت إقامة منطقة المدابغ الجديدة بها، على أعلى مستوى، بحيث يكونون قريبين من مكان عملهم.

كما تفقد رئيس الوزراء، مشروع تطوير حدائق الفسطاط، وتابع أعمال تنفيذ المشروع فى مُجمل مناطقه، ووجَّه بضرورة الإسراع فى تنفيذ مختلف الأعمال بالمشروع للانتهاء منه فى ضوء البرنامج الزمنى المقرر.

وواصل رئيس الوزراء، جولته بتفقد مشروع تطوير منطقة الطيبى بحى السيدة زينب «روضة السيدة ٢».

وبدأ رئيس الوزراء جولته من بوابة الفتوح، المؤدية إلى شارع المعز، بمحيط مسجد الحسين، واستمع إلى شرح من المهندس خالد صديق، رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية، حول مجريات العمل بالتطوير فى هذه المنطقة، كما استعرض ما شهدته القطاعات المختلفة من أعمال ترميم الآثار المُسجلة، وإعادة توظيف المبانى التراثية المُسجلة وذات القيمة، وكذا إعادة بناء المبانى المتهالكة، وتطوير الواجهات بنفس نسق الواجهات الأصلية.

إقرأ أيضاً|رئيس الوزراء للمحافظين: التصدي لأي تعديات خلال إجازة عيد الأضحي

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة