مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل


رأى

ذهب مع الريح

الأخبار

السبت، 24 يونيو 2023 - 07:58 م

يطل عليك من خلال السوشيال ميديا ..يلبس قناع العلم والحكمة ..الخبير العليم ببواطن الامور فهو الإعلامى الكبير أو الخبير الإقتصادى النابغة ..يثبت نظارته على أنفه يرسل إليك نظراته النافذة الواثقة ومن ثم يبدأ فى الوصف والتحليل مزينا حديثه بالكلمات الفخمة المعقدة ..ينتظره صغار المستثمرين ممن جمعوا أموالهم من نهاية خدمة او إرث تفرق دمه بين القبائل بعد أن طال انتظاره ..الباحثون عن الاسثمار الآمن وحفظ القيمة مع المعدن النفيس الذى لا يفقد بريقه على مر العصور

وبين التوقعات بالزيادة والقفزات المتتالية أو الانخفاضات اللحظية ينتظر الغلابة النصيحة من العلامة شجيع السوشيال ميديا ..يسألون نشترى الآن أم ننتظر ؟؟..واخيرا وبعد ساعات وأيام من التردد يأخذ المستثمر الصغير قراره بالشراء وعند الصائغ يقف فى طابور الحجز ينتظر بالأيام حتى يحصل على مراده ويقبض على جنيهاته الذهبية تأخذه الحسرة على مدخرات العمر وأكوام جنيهاته الورقية التى تحولت بقدرة قادر إلى بضعة جنيهات ذهبية لا تتعدى أصابع اليد الواحدة أوربما قطعة حلى يتيمة تزين بها زوجته معصمها أو رقبتها

وهكذا وبعد قرار الشراء الجريء يدخل المسكين الخية و دائرة القلق والنار

يستيقظ يوميا وعينه على المواقع الإخبارية يتتبع أخبار اوأسعار الذهب وكأنه شريك البنك المركزى والحارس على العملة الوطنية 00يقارن سعر الذهب بسعر الدولار يطارد أسعار الفائدة وبورصة الذهب العالمية يرتفع ضغطه وينخفض مع سعر الجرام يسب الفصيح الذى نصحه بالشراء مع انخفاض الأسعار يصب عليه اللعنات أويثنى عليه ويدعو له بالخيرات مع الارتفاعات وأخيرا يكتشف أن عقله ذهب مع تتبع أسعار وجنون الذهب ويدرك أن من معه فلوس معه فكر وقلق ..يفتقد أيام قضاها خالى البال والوفاض لا يعرف سعر الذهب ولا يدرى عن الدولار ولا عمره سمع ولا رأى خبيرا اقتصاديا ولا فهم شيئا عن بورصة الذهب العالمية ولا عرف طريق البنك المركزى ولا فهم قراراته فهل لنا أن نقول الآن للزمان ارجع يازمان وعليك الأمان بلا ذهب ولا دولار ؟!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة