جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

طباخ بوتين.. والطموح القاتل!!

جلال عارف

السبت، 24 يونيو 2023 - 08:25 م

آخر ما كان متوقعًا -حتى فى أشد خصوم روسيا أو أعدائها- هو أن يتمرد «طباخ بوتين» عليه، وأن ترفع جماعة «فاجنر» أسلحتها فى وجه الجيش الروسى!!

صحيح أن «بريجوجين» قائد جماعة «فاجنر» لم يتوقف منذ شهور عن توجيه الاتهامات ضد وزير الدفاع وقادة الجيش الروسى متجاوزًا حدودًا كثيرة. لكن أحدًا لم يتوقع أن تصل الأمور إلى أن يتحول الأمر إلى «انقلاب» يطلب فيه قائد «فاجنر» رأس وزير الدفاع وقادة الجيش ويعلن الزحف على موسكو!!! وأن أن يتحول الرجل الذى تحول -بسبب صداقته مع بوتين- من صاحب مطعم إلى قائد تنظيم عسكرى خاص يؤدى المهام التى يطلبها الجيش الروسى ولا يريد التورط فى تنفيذها، من واحد من أقرب المقربين لبوتين إلى متهم بالخيانة!!

كانت جماعة «فاجنر» قد أدت دورًا مهمًا فى مرحلة صعبة من حرب أوكرانيا، حيث ساهمت بالدور الأكبر فى اقتحام المدن الذى يحتاج إلى نوع من حرب الشوارع الذى لا تجيده الجيوش النظامية وأكسبها ذلك تعاطف الشارع الروسى. لكن طموح قائدها «بريجوجين» أوقعه فى خلاف شديد مع القيادات العسكرية للجيش ورفض انضواء قواته تحت إمرة هذه القيادات، وبدأ فى توجيه الاتهامات علنًا لهذه القيادات ولوزير الدفاع.

ويبدو أن صمت «الرئيس بوتين» على ذلك شجعه على الاستمرار والتصعيد حتى تم الإعلان منذ شهر عن انسحاب قوات «فاجنر» من خطوط القتال ودخولها فى مرحلة من إعادة التنظيم وتعويض خسائرها فى الحرب.

ويبدو أن هناك قرارًا ما بإنهاء دور «بريجوجين» فى وقت كان طموحه يزداد فى أن يكافأ بدور أكبر كوزير دفاع أو بموقع سياسى رسمى يؤهله للمشاركة فى يوم ما فى سباق خلافة بوتين، لتجد روسيا نفسها أمام هذا الصدام الصعب الذى سيكلفها الكثير. كان خطأ كبيرًا من بوتين أن ترك الخلاف العلنى بين الجيش و«فاجنر» لشهور عديدة دون حسم ولم يعد أمامه إلا القضاء بسرعة على تمرد «طباخه» الخاص وصديقه القديم، ثم حساب الخسائر ومواجهة التحديات الجديدة وهو يخوض حربًا يتأكد خصومه الآن أن استمرارها فى مصلحتهم!!

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة