الأحد، 25 يونيو 2023 - 11:30 ص

تخطت شهرة الشيخ عاطف، الذي امتهن إصلاح الدراجات، على الرغم من كونه كفيفًا، حدود دكانه الصغير، بعد تفننه في هذا المجال، حتى كسب قوت يومه من كد، وهو ما يشعر بالسعادة البالغة.

وعلى غرار أفلام السينما، حين قدم الفنان الراحل محمود عبد العزيز شخصية الشيخ حسني، استطاع الشيخ عاطف أن يقوم بتصليح الدراجات مستعينا على ذلك بحاسة اللمس.

ومن الوهلة الأولى تراه سليما معافى يوجه نظره إليك بابتسامة طليقة وينتاب الجميع الاستغراب عندما يعرفون أنه كفيف.

منذ 41 عام عندما كان في  الطفولة فقد الشيخ عاطف بصره بسبب مرض وراثي، لم يقعده فقدان البصر بل كان له منطلقا آخر وهو يعمل في صيانة وتصليح الدراجات

عاطف سعيد ابن قرية غيتة التابعة لمركز أبو المطامير في محافظة البحيرة، إلى الدنيا ضريرًا نشأ وترعرع في أحضان الريف المصري، وحفظ القرآن الكريم كاملًا رغم أنه لم يكمل تعليمه بالمرحلة الابتدائية.

نموذج للشاب المصري الأصيل، الذي رفض الركون إلى إعاقته التي ولد بها، ليعيش عالة على الناس، فبحث عن مهنة يحصل منها على قوت يومه.

يقول عاطف "فقدت بصري نهائيا عام 2003 بسبب مرض وراثي وقبل هذا التاريخ كان بصري ضعيفا بسبب التهاب العصب البصري ومارست مهنا مختلفة منها البيع والشراء وتصليح الدراجات.

اعتمد  عاطف على حواسه المختلفة في عمله بأنامله يستدل على أجزاء المحركات والسمع لكيفية معرفة أنواع العطلات عن طريق الأصوات.

حول عاطف، ساحة منزل عائلته إلى ورشة لتصليح الدراجات  يستقبل زبائنه فيها مقابل أجور بسيطة يستعين من خلالها على قضاء احتياجاته عائلته المكونة من أربع أبناء.

يتحدث عاطف بلهجة تملؤها القناعة والرضا، لـ"بوابة أخبار اليوم " :"رغم فقداني لنعمة البصر، إلا أن الله أكرمني بالقدرة على إصلاح الدراجات، وبدأت هذه المهنة منذ عدة سنوات، وفى البداية بدأت العمل مع شخصين واحترفت من خلالهما المهنة، وبعدها تركوني لأعمل بمفردي، وأنا أستطيع إصلاح أي عيب في الدراجة وفكها وتركيبها".

 والحمد لله تعلمت المهنة بالممارسة من خلال إصلاحي الدراجات الخاصة بأشقائي، واعتمد على حاسة اللمس في الإصلاح، ده يعوض النظر.

يرفض عاطف أي مساعدات مالية، وكل أمله في الحياة، الحصول على فرصة عمل مناسبة له، وقريبة من منزله تعينه على أعباء الحياة، لاسيما أن مهنته التي يعمل بها ليست دائمة، ولا تفي بكل احتياجات أسرته.