صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


حكاية طلاق صاحبة الصوت الجميل

علاء عبدالعظيم

الإثنين، 26 يونيو 2023 - 07:38 م

تعود أحداث الواقعة عندما سادت قاعة المحكمة لحظات السكون ليقطعها صوت الحاجب معلنا بداية الجلسة، وانعقاد هيئة المحكمة، ومن بين الصفوف وقفت الزوجة الشابة ابنة العشرين عاما والتي بالرغم من جمالها وملابسها الأنيقة إلا أن شيئا ما كان يقول أنها من أصل ريفي، فلم تلوث الأصباغ وجهها، وأثار دموع كانت تنساب على خديها وقفت تقول:

اقرأ أيضا | السيطرة علي حريق اندلع داخل شقة سكنية بالطالبية
اعتقدت أن حياتي ولدت وقت أن تزوجت، وأن جميع احلامي سوف تتحقق وأصبح في يوم من الأيام مطربة مشهورة تتناقلني الأخبار الفنية بالجرائد والمجلات، أحلام كنت أعيشها وقت أن تعرفت على ذلك الشاب الوسيم بقريتنا بإحدى محافظات الوجه البحري والذي كان بالسنة النهائية بكلية الهندسة، أما أنا فكنت قد أتممت شهادة دبلوم التجارة، وبعد أن توطدت علاقتي به كنا نختلس الأوقات لكي يسمع صوتي، وكانت سعادتي المبالغة حين يبدي إعجابه بما أغنيه من أغنيات لمشاهير المطربين والمطربات، غير تشجيعه لي المستمر وهو يقول إن صوتي جميل ويجب أن يصل إلى الناس لتسمعه.
وبعد أن عبرنا عاصفة من الرفض المستمر من جانب أسرته التي رفضتني لأنني ريفية وهو سيصبح مهندسا كبيرا، وأمام اصراره وافقوا على الزواج وانتقلنا إلى القاهرة، كل هذا واحلامي تكبر أمام عيني في أن يصل صوتي الجميل إلى كل بيت.

وتمضي الزوجة قائلة: وما إن مر شعر العسل كأنه يوم واحد وبدأت اذكر زوجي بوعده لي بالوقوف بجانبي، وكانت المفاجأة عندما شعرت بأنه يسخر من احلامي، حاولت أن استوضح منه الأمر، واين وعوده، يرد علي ساخرا.. "انه يرغب في طفل يملأ عليه المنزل بدلا من الجري وراء احلامي الخيالية.

رفضت الانجاب، واتفقت مع صديقة لي تسكن بجانبي أن تعرفني على ملحن شعبي كنت اعلم انها تعرفه،  وتم اللقاء بمكتبه واتفق معي أن ينتج لي البوما غنائيا، فرحتي الغامرة جعلتني انسى كل مشاكلي مع زوجي، وظننت أن هذه المفاجأة ستسعده كثيرا لكنني فوجئت به يسبني ويضربني كأني نطقت كفرا، وأشار علي بعض الأصدقاء بتحرير محضر في قسم الشرطة لكي اثبت حقي، ومما دفعني إلى إقامة دعوى تطليق اوضحت فيها بأن زوجي يقف عقبة أمام تحقيق طموحاتي، وانكر وعده لي بالوقوف إلى جانبي ورفضت محكمة القاهرة للأحوال الشخصية طلبي.

وتستكمل الزوجة قائلة: لم ايأس واستأنفت الحكم طمعا في الحصول على الطلاق لكن محكمة الاستئناف أيدته، وانا اقف الآن امام محكمة النقض بعد سلسلة طويلة، كي اطعن في حكم الاستئناف.

وأكد شاهدا الزوج أن الخلافات التي نشأت بين الزوجين هي من قبيل خلافات عابرة وسرعان ماذابت من أجل حرص الزوج على مواصلة حياته الزوجية.

وجاء حكم محكمة النقض، دائرة الأحوال الشخصية برفض طعن الزوجة والزامها بالعودة إلى عصمة زوجها.

وقالت في حيثيات الحكم إن الضرر الذي طلبت الزوجة على أساسه الطلاق، واستحالة العشرة، لا يرقى إلى الدرجة التي تستوجب الطلاق، وقد جاءت أقوال الشهود مؤكدة لذلك، أما قول الزوجة بأنه اعتدى بالضرب وثابت بمحضر الشرطة نجد أنهما قد تصالحا عن هذه الواقعة ولم تؤد إلى استحالة العشرة بينهما، ولم يثبت اعتداءه عليها بعد ذلك.

وأضافت المحكمة أن معيار تقدير الضرر المواجب للطلاق من اختصاص محكمة الموضوع، مادام استخلصه القاضي من ادلة تؤدي إلى ماانتهى اليه حكمه، ولا دخل لمحكمة النقض فيه، عليه يكون سند الزوجة غير قانوني يستوجب رفضه.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة