صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


كيف وصلت معاناة الأسرى الفلسطينيين داخل السجون وسط جبروت إيتمار بن غفير؟

أحمد نزيه

الإثنين، 26 يونيو 2023 - 11:39 م

زادت معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي مع قدوم وزير الأمن الداخلي المتطرف إيتمار بن غفير، حيث تضاعفت عملية التنكيل بالأسرى وتضييق الخناق عليهم بشكل لافت خلال الفترة الأخيرة.

ومنذ أن تولت حكومة بنيامين نتنياهو مقاليد الحكم في إسرائيل نهاية العام الماضي، أطلقت تلك الحكومة يد بن غفير ليسن من الإجراءات ما يحقق مآربه في التنكيل بالأسرى، وقد عمد إلى اتخاذ العديد من الإجراءات العقابية، والتي أدت في النهاية إلى استشهاد الأسير خضر عدنان نتيجة الإهمال الطبي المتعمد.

وقبل أن يأتي بن غفير للحكم، وفي خضم حملته الانتخابية توعد بالتنكيل بالأسرى تحديدًا حال وصوله إلى السلطة، وهو ما كان.

وفي غضون ذلك، رصد تقرير صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة للحكومة الفلسطينية حجم المعاناة التي يعيشها الأسرى في سجون الاحتلال في الآونة الأخيرة.

أوضاع صعبة

ووثقت هيئة شؤون الأسرى، وبعد زيارة محاميها جانبًا من معاناة الأسرى المرضى القابعين في سجون الاحتلال، حيث أُنهكت الأمراض أجسادهم وباتت لا علاج لها، نتاجًا لما يتعرضوا له من استهداف مقصود، بإهمال أوضاعهم الصحية والاستهتار بحياتهم.

ورصد تقرير الهيئة في هذا السياق  أبرز الحالات المرضية القابعة بما يُسمى عيادة سجن الرملة وسجن مجدو، إحداها حالة الأسير مالك أكرم محمد طقاطقة من بلدة بيت فجار جنوب محافظة بيت لحم، والذي تم اعتقاله بعد إطلاق النار عليه، وتمت إصابته برصاصة متفجرة بقدمه اليسرى ليتم نقله إلى مستشفى "هداسا عين كارم" لتلقي العلاج، حيث أجريت له عملية جراحية ووضع له بلاتين في قدمه وحديد لتثبيت البلاتين.

وأوضحت الهيئة أن الأسير مالك طقاطقة ما زال  يتلقى المسكنات فقط ويتنقل على عكازات.

وأشارت الهيئة الفلسطينية إلى أنه تم اعتقال الأسير عندما كان يقوم بتوزيع كروت الدعوى لفرح أخيه وبعد أن تم التحقيق معه، ووجد أنه ليس هناك أي إدانات ضده تم تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة ثلاثة شهور، وتم تثبيت الأمر من المحكمة.

وتناول تقرير الهيئة أيضًا حالة الأسير ضياء سلامة (24 عامًا) من مخيم جنين، والذي اعتُقل على يد قوات خاصة بعد أن اقتحمت منزله في المخيم وبعد عملية الاعتقال نُقل الأسير إلى معتقل الجلمة وبقي قابعًا بداخله لمدة 30 يومًا.

وأشارت الهيئة إلى أن الأسير ضياء سلامة مصاب في قدمه اليسرى بالرصاص من عام 2020 وقد تم زرع براغي بلاتين له، وكان محدد له قبل عملية الاعتقال إزالتها  
لكي يتعافى ويمشي بشكل سليم لكن إدارة السجن لم تكترث لوضعه بل بررت حجتها  بأنه ليس داعيًا لذلك حيث ما زال الأسير يعاني من الآم شديدة في منطقة البراغي ولا يستطيع المشي والوقوف بشكل سليم.


تضييقات في مستشفى السجن

ونشرت هيئة شؤون الأسرى في تقريرها، تفاصيل الظروف الصعبة و السيء التي يواجهنها الأسيرتان فاطمة شاهين وعطاف جرادات في سجن الرملة.

وقال محامي الهيئة فواز شلودي إن الأسيرة جرادات تتواجد كمرافقة للأسيرة المصابة شاهين، والتي تعرضت لإطلاق نار من قبل جيش الاحتلال عند اعتقالها، استهدفوا منطقة العمود الفقري والبطن، مما أدى إلى إصابتها بالشلل، وما زالت تعاني من آلام حادة وانتفاخ مكان الإصابة يسبب لها أوجاع حادة يجعلها مستيقظة طوال الليل.   

كما تفرض عليها إدارة السجون عقوبات إضافية، فهي محرومة من زيارة أهلها أو التواصل معهم عبر الهاتف العمومي، وفق ما جاء في التقرير.

إجراءات لا تخطر على بال الشيطان

وإزاء ما يلقى الأسرى من أوضاع صعبة وإجراءات تعسفية، وصف رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر الإجراءات والقرارات العدائية التي تتخذها مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي بهدف تحويل الحياة الاعتقالية للأسرى الفلسطينيين إلى "جحيم لا يطاق"، قائلا إن هذه الإجراءات "لا تخطر على بال الشيطان"، حسب وصفه.

وقال اللواء أبو بكر: "الإجراءات الإسرائيلية العدائية بحق الأسرى الفلسطينيين في تصاعد يومي ومستمر، وقد تصل إلى حد إجبار الأسير على دفع أجرة الزنزانة المعزول بداخلها.

وأضاف أن القرار يأتي في سياق جملة السياسات الانتقامية التي صدرتها الحكومة اليمينية المتطرفة لإدارة السجون، والتي يسيطر عليها قائد عصابة المستوطنين بن غفير، والذي ينادي بتحويل واقع الأسرى والمعتقلين إلى جحيم. 

ويأتي هذا الوصف من رئيس هيئة الأسرى في سياق تعقيبه على القرار الإسرائيلي بالخصم المسبق لقيمة مراجعة أي أسير لعيادة الأسنان من حسابه الخاص لدى مقصف السجن، تنفيذًا لتعليمات وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة