القوات المسلحة ..قاطرة التنمية فى الجمهورية الجديدة
القوات المسلحة ..قاطرة التنمية فى الجمهورية الجديدة


القوات المسلحة ..قاطرة التنمية فى الجمهورية الجديدة

بهاء المهدي

الأربعاء، 28 يونيو 2023 - 11:24 م

تهل علينا الذكرى العاشرة لثورة الـ٣٠ من يونيو، والتى ثار فيها الشعب المصرى عن بكرة أبيه رافضًا حكم الجماعة الإرهابية، وقد انحازت القوات المسلحة إلى الشعب، وتدخلت لإنقاذ البلاد من ويلات الحرب الأهلية، وقام الرئيس عبد الفتاح السيسى - الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع وقتئذ - بإعلان بيان الثالث من يوليو مع ممثلى القوى المدنية والشعب المصرى والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لتنفجر معه صيحات المصريين فرحًا بعزل محمد مرسي.


ولطالما عهدناها .. قواتنا المسلحة .. خير أجناد الأرض .. كانت الدرع الواقية لمصر والحصن المنيع لشعبها والضامن لاستقرارها، وقدم أبطالها نموذجًا فريدًا فى الفداء والتضحية والعطاء بكل الصدق والشرف.. يقدمون الغالى والنفيس فى سبيل الحفاظ على تراب الوطن وأبنائه .. ووقفت دفاعًا عن أرض الوطن وحماية الشعب وتحافظ على أمن واستقرار الدولة من التهديدات الخارجية، وأيضًا الداخلية.


وبينما كانت القوات المسلحة تحارب الإرهاب نيابة عن الشعب المصري، وقدمت الكثير من الشهداء فداءً للوطن ، حققت كذلك طفرة نوعية فى رفع مستوى الكفاءة والتسليح حتى أصبحت واحدة من أقوى جيوش العالم، بحرصها على امتلاك أحدث مقومات العصر من العلوم والتكنولوجيا ونظم التسليح العالمية لدعم قدراتها وإمكاناتها القتالية والفنية.
كما لم تنس القيام بدورها فى حماية الأمن القومى للدولة بمفهومه الشامل والمساهمة بشكل قوى فى التنمية الشاملة للدولة وتحقيق الاستقرار الداخلى ودعم القطاع المدنى لتخفيف الأعباء عن المواطن والنهوض بمصر ووضعها فى مكانتها بين الدول المتقدمة.
وتضم القوات المسلحة عددًا من الهيئات والإدارات التى تساهم بشكل كبير فى القطاع المدنى، وتعد شريكًا هامًا فى تنشيط وتنمية الاقتصاد المصرى .. فالكثير منا يعرف  دور الهيئة الهندسية للقوات المسلحة فى أعمال الطرق وإنشاء الكبارى، فيما تقوم جهاز الخدمة الوطنية بمشاركة القطاع المدنى فى أعمال الأمن الغذائى، بالإضافة إلى شركات أخرى تساهم بأشكال شتى فى مجال العمل العام .. فالقوات المسلحة المصرية هى القاطرة التى تقود الأمة نحو التنمية والازدهار، وما جرى من مشروعات عملاقة فى مصر إنجاز للشعب المصرى كله.


وقد أسهمت القوات المسلحة فى العديد من مشروعات التنمية وتعتمد فى تنفيذ هذه المشروعات على (الشركات المدنية) وتتم تحت إشرافها لضمان دقة المواصفات المطلوبة، وكذا الالتزام بالخطة الزمنية للتنفيذ ويتم مشاركة العديد من هيئات وإدارات القوات المسلحة لتنفيذ المشروعات التى تخدم خطة الدولة.


ويعد جهاز مشروعات الخدمة الوطنية صرحًا من صروح التنمية ودعامة أساسية من دعائم الاقتصاد الوطنى وركيزة واضحة على طريق التقدم والنمو ويجمع فى أسلوب عمله بين شركات قطاع الأعمال وشركات القطاع الخاص آثر منذ بداية نشأته أن يكون له مساهمته ودوره الفعال فى النهوض بمستوى التنمية فى مصرنا الغالية من منطلق الإيمان العميق بأمتنا ودورها التاريخى ذلك الإيمان الذى يبعث على المزيد من العمل الجاد والعطاء اللا محدود .. ويعتبر الجهاز من الؤسسات الوطنية الأولى الداعمة للاقتصاد المصرى بتحقيق العديد من الانجازات منها إنشاء المنافذ الثابتة و المتحركة لبيع المنتجات بأسعار التكلفة، وإمداد أجهزة الدولة بالمنتجات بسعر التكلفة، واستيراد أجود أنواع اللحوم لطرحها للمواطنين بسعر التكلفة، واستصلاح آلاف الأفدنة بالفرافرة وشرق العوينات، وتوفير فرص العمل للشباب من مختلف التخصصات والتأهيل العلمي، وإنشاء محطات الوقود لتوفيره للمواطنين، وإنشاء وتطوير الطرق السريعة، وكذلك إنشاء أحدث مصانع الرخام والجبس، وإنشاء مصانع إنتاج الكيماويات والأسمدة، بالإضافة إلى تطوير البحيرات والمسطحات المائية وزيادة انتاجيتها، وتنفيذ المشروعات الإنشائية المختلفة لأجهزة الدولة والقطاع المدني.


وتشكل المشروعات العملاقة قاطرة للتنمية المستدامة، فقناة السويس الجديدة - التى تم إنجازها فى عام واحد ( اغسطس ٢٠١٤ - اغسطس ٢٠١٥ )، وبتمويل وطنى خالص – لها آثارها الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة على صعيد زيادة الدخل القومى من ناحية، وتنشيط الحركة الاقتصادية وجذب الاستثمارات الأجنبية من ناحية أخرى.


أما المشروعات الزراعية ومنها مشروع مستقبل مصر وكذلك ما قامت به الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان، فتهدف إلى توفير المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والذرة والبنجر وغيرها، لزيادة نسبة الاكتفاء الذاتى من الغذاء وإحلال الواردات وزيادة الصادرات وفتح فرص عمل منتجة علاوة على زيادة الرقعة المأهولة فى مصر، وإنشاء دلتا جديدة والتوطين بها، وتخفيف التكدس والازدحام السكانى والتلوث فى الدلتا القديمة والوادى الضيق.
وأكد اللواء د. محمد الغبارى مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا أن كل شائعات تدخل الجيش فى المشروعات الاقتصادية فى الدولة ويستحوذ عليها وينافس القطاعين العام والخاص، لا أساس لها من الصحة وهذا الأمر بعيد كل البعد عن الواقع، فالقوات المسلحة تشرف فقط على تلك المشروعات.


أما الشركات العامة والخاصة فتقوم بالتنفيذ، وذلك لما تتسم به القوات المسلحة من الجدية والانضباط وسرعة التنفيذ، بالاضافة إلى الإشراف الفنى على تلك المشروعات، موضحًا أن القوات المسلحة تقوم بهذا الدور من منطلق حمايتها للأمن القومى المصرى بمفهومه الشامل.


وأضاف الغبارى أن هذا هو دور القوات المسلحة فى وقت الأزمات وأن من مهامها الأساسية حماية الشعب والحفاظ على مقدراته .. فالقوات المسلحة لا تدخر جهدًا من أجل رفعة شأن الوطن، وحماية الأمن القومي، وبجانب ذلك المساهمة فى التنمية الشاملة للبلاد.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة