محمد قناوي
محمد قناوي


محمد قناوي يكتب: قوة 30 يونيو الناعمة 

محمد قناوي

الجمعة، 30 يونيو 2023 - 06:21 م

طوال السنوات العشر التي أعقبت ثورة 30 يونيو، عادت من جديد أهمية السينما والدراما التليفزيونية، وأيضا الأغنية الوطنية كإحدى الوسائل الهامة التي يجب أن نجيد استخدامها للحفاظ على الهوية المصرية، واستعادة الشخصية المصرية الأصيلة، والتي عبر عنها من قبل مبدعون عظماء مثل «نجيب محفوظ، إحسان عبد القدوس، يوسف السباعي، أسامة أنور عكاشة، محفوظ عبد الرحمن، وحيد حامد، يسرى الجندي وغيرهم، ولكن عقب أحداث يناير مباشرة عانت الدراما المصرية من عثرات ودخلت في أزمات، لدرجة أنه تم اتهامها بأنها تعمل على طمس الهوية المصرية بعد أن خرجت عن نطاقها الطبيعي بشكل كبير في محتوى النص، وما يحمله من نماذج اجتماعية، مثل «البلطجي والشرير والفاسد» والتركيز على أوضاع الطبقة العشوائية، كان هدفها تغييب العقول وإظهار الشخصية المصرية على أنها غير سوية.

وقد أدركت الثورة منذ اللحظات الأولى أهمية الفنون بصفة عامة، والدراما بصفة خاصة كقوة ناعمة وأداة لتوصيل أفكارها وآرائها للجماهير، واقناعهم بتوجهاتها الجديدة وإعادة تشكيل الوعى ، فتم وضع خطة لإعادة ضبط المشهد الدرامي، وبما يتناسب مع حرب الدولة ضد الارهاب، وأيضا معركة البناء والتنمية، فبدأت بخطة ضبط حالة الارتفاع الجنوني في الميزانيات والأجور المبالغ فيها، ويمكن اعتبار عام 2018 هو البداية الحقيقية لحالة التغيير في المشهد الدرامي من خلال تقديم أعمال تخاطب الوعى وتتناول قضايا مهمة، وخلال الأربعة أعوام الأخيرة ظهر واضحا وجود خطة درامية متكاملة العناصر لتلعب الدراما المهمة الرئيسية في تشكيل الوعى.

وذلك من خلال تقديم أعمال درامية تبرز البطولات المصرية للجيش والشرطة في مواجهة التطرف والارهاب، وكشف الخطط والمؤامرات التي تحاك ضد الدولة ومواجهة الغزو الفكري لعقول الشباب فتم تقديم «الاختيار» بأجزائه الثلاثة، و«هجمة مرتدة»  و«القاهرة كابول»، و«العائدون» و»الكتيبة 101»  بالإضافة لأعمال درامية أخرى تناقش قضايا اجتماعية وحياتية حقيقية تساهم في تشكيل الوعى وتعبر عن الواقع بشكل حقيقي، وعندما نجحت الدراما في استعادة قوتها محليا، فرضت نفسها على الشاشات العربية وتصدرت الفضائيات العربية وكانت القنوات الفضائية العربية تعرض ما بين ثلاثة وأربعة أعمال مصرية في ظاهرة لم تحدث منذ سنوات طويلة لتؤكد على استعادة الدراما المصرية لقوتها وبريقها وريادتها عربيا ، وفى الوقت الذى نجح صناع الدراما التليفزيونية فى تعديل المسار، كان صناع السينما يسيرون على نفس «التراك» لإصلاح ما أصاب المنتج السينمائي من تراجع فكانت البداية بفيلم «جواب اعتقال»  ثم «الخلية»  ثم «الممر» وهو الفيلم الذى حقق نجاحا كبيرا ومؤخرا فيلم «السرب» الذى ينتظر عرضه خلال الفترة القادمة، كما شهدت صناعة الفن تطورا ملحوظا على مستوى التكنيك والاداء جعل منها صناعة حقيقية
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة