في إطار ما يصفه بالتحسب من عمليات مسلحة قد يقوم بها تنظيم «داعش» ضد إسرائيل، أجرى سلاح البحرية الإسرائيلي مناورات واسعة في منطقة متاخمة لسواحل مدينة إيلات فى مياه البحر الأحمر؛ وكان من بين سيناريوهات المناورات، تعرض سفينة مدنية إسرائيلية للاختطاف على أيدي عناصر إرهابية تابعة لـ «داعش».

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أجرى جنود سلاح البحرية الإسرائيلي مناورات، شارك فيها عددا كبيرا من السفن الصاروخية والفرقاطات الحربية؛ وقال خبراء إسرائيليون تعليقًا على سيناريو المناورات، إن إسرائيل تتحسب لسيناريو مماثل في ظل التهديدات، التي باتت تخيم على منطقة الشرق الأوسط.

كما حددت قيادة البحرية الإسرائيلية خطوطًا واضحة لتلك المناورات، جاء في طليعتها التدريب على التعامل مع تعرض إحدى القطع البحرية الإسرائيلية لإطلاق صواريخ مضادة للمدرعات، وإطلاق قذائف من تنظيمات إرهابية فى الجانب المصري، وتحديدًا من سيناء باتجاه منطقة إيلات، واحتمالات اختطاف إحدى السفن المدنية الإسرائيلية من خلال خلايا إرهابية في عرض البحر.

ونقلت الصحيفة العبرية عن ضابط وصفته بالكبير في سلاح البحرية الإسرائيلي«إن تقديرات الموقف الإسرائيلي لا تستبعد احتمالات تعرض إسرائيل لهجوم إرهابي على جبهتها الجنوبية»، واعتبر أن الهواجس زادت لدى إسرائيل في هذا الصدد في أعقاب سقوط الطائرة المدنية الروسية في سيناء خلال الأشهر الماضية، وأضاف أن المناورات جرت بالتنسيق بين سلاح البحرية، وحرس الحدود، فضلا عن مشاركة عناصر من الشرطة، وكوادر نجمة داود الحمراء فى مدينة إيلات.

وأشار الضابط الإسرائيلى إلى انه بعيدًا عن التهديدات التي يدور الحديث عنها، تجري إسرائيل بشكل تقليدي تلك المناورات بشكل دوري مرة أو مرتين في العام الواحد، سواء كانت تلك المناورات قبالة شواطئ غزة أو لبنان، مؤكدًا أنه قبل إجراء تلك المناورات، أبلغ المستوى العسكري في تل أبيب مصر والأردن، رغم أن المناورات جرت جميعها في المياه الإقليمية الإسرائيلية.

ووفق المعطيات التي نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت في تقريرها، يعتزم سلاح البحرية الإسرائيلي بناء سياج حدودي بحري على حدود إسرائيل مع الأردن من جهة، وبين الأولى وطابا من جهة أخرى، للحيلولة دون تمكن عناصر إرهابية من التسلل إلى إسرائيل عبر البحر، خاصة أن إسرائيل تتحسب لتلك العمليات منذ فترة ليست بالقصيرة، لاسيما بعد إحباط نسبة كبيرة من عمليات التسلل البري إلى إسرائيل خلال الآونة الأخيرة؛ إذ تؤكد تقديرات إسرائيل، أنه كلما زاد معدل مكافحة عمليات تسلل الحدود برًا، كلما ارتفعت معه محاولات عناصر متسللة عبر الطرق البحرية؛ وحذرت الصحيفة العبرية من أن عمليات التسلل عبر المياه لا تسبقها في الغالب إنذارات استخباراتية.

وفي تبرير لإجراء المناورات الأخيرة، قالت يديعوت أحرونوت، إن سلاح البحرية الإسرائيلي يسعى إلى تأمين مدينة إيلات، التي وصفتها الصحيفة العبرية بالمنعزلة على الحدود، خاصة في أعقاب ارتفاع معدل عمليات انتقال المستوطنين منها إلى مدن ومستوطنات الداخل الإسرائيلي، تحسبًا من تعرض المدينة لعمليات إرهابية مختلفة؛ كما قال الضابط الإسرائيلي للصحيفة: «إنه رغم تلك التحسبات، لم تفرض الدوائر المعنية في إسرائيل عراقيل على حركة الآليات البحرية، سواء كانت مدنية أو نظيرتها الرياضية على سواحل إسرائيل الجنوبية».