الإثنين، 03 يوليه 2023 - 08:03 م

أفشلت مصر الجزء الأكبر من مخطط تفكيك الدولة الذى جاء به الربيع العربي ، ولم تنته بقية الفصول.

كان مخططا ايقاع البلاد فى آتون الحروب الدينية ونفذ الاخوان ما طُلب منهم ، وهيأ المعزول وأهله وعشيرته المسرح للتنازل والتفريط، بإلغاء النص الوارد فى دستور 1971 الذى يحظر التنازل عن الأراضي، وأجرى تغييرا يتيح له إدخال تعديلات على الحدود، ليتنازل عن أجزاء من التراب الوطنى ، مقابل اعلان قيام دولة الخلافة الاخوانية فى مصر ، فتصدى له الجيش والشعب وانتزعوا جماعة الشر من فوق مقعد السلطة ، قبل ان يضيع الوطن.

كان مقررا أن تكون مصر في قلب الجحيم العربى المعروف بالربيع، وبدأوا تجهيز الحرائق منذ عام 2005 وتهيئة مسارح الدول المجاورة المستهدفة، لتشتعل فى كل دول المنطقة بصورة هائلة لا يمكن السيطرة عليها ، وعندما جاء الأشرار إلى مصر بعد 2011، ابتكروا اسلوبا جديدا للهدم مأخوذ من تجارب الدول التى تم إفشالها وهدمها.

واشعال فتنة الحروب الدينية التي لا تنطفئ نارها ، ولا تتوقف دماؤها.

كان صنّاع المؤامرة يقولون ان مصر لن تستقر قبل ثلاثين عاما ، مثلما حدث فى حروب الثلاثين عاما فى اوربا فى القرن السابع عشر ، ودمرت نصف الدول وأفنت ثلث الشعوب، فلماذا لا تكون مصر مثلهم ، ويتقاتل شعبها وبعد ذلك يعاد تقسيمها بين المتحاربين والطامعين؟.

ولم يكن افضل من ينفذ خطة تقسيم مصر افضل من الاخوان ، والثمن هو منحهم جزءا من الارض يقيمون عليها خلافتهم ، على امل توسيع اطماعهم فى المستقبل والتمدد فى الدول المجاورة، ولم يخجل رئيسهم المعزول وهو يلوح بالتنازل عن بعض الاراضى المصرية جنوبا وشرقا.

كان مخططا لمصر ايضا ان تكون رأس الحربة لتوجيه ضربات متتالية للدول والانظمة المجاورة التى ترفض الانصياع لدخول حظيرة الشرق الاوسط الجديد ، وقوامه اعادة ترسيم الحدود فى المنطقة والغاء دول وتقسيم دول واقامة دول جديدة ، فماذا كان يحدث لو - لا قدر الله - نجح مخطط إفشال مصر؟.

من كان فى مقدوره أن يتحدى ويقف ويصمد ويصرخ مستنهضاً الهمم والعزائم، باعثاً فى النفوس الأمل؟، ومن كان فى استطاعته إعادة استعادة الاستقرار ولم الشمل وتعظيم مفهوم الدولة الوطنية ، التى تجمع الشعوب تحت مظلتها ؟.

انتهى الفصل الاول من المؤامرة ولكن لم تنته بقيه الفصول ، فجاءوا بصور أخرى من الربيع العربى، تأخذ اشكال الشائعات والتحريض واستغلال الازمة الاقتصادية والدولار واختلطت الاوراق.

فاتهم ان الدولة التى افشلت المؤامرة الكبرى ، لن يستعصى عليها إفشال بقية المؤامرات .