الموسيقار رياض السنباطى ومشوار العمر مع أم كلثوم
الموسيقار رياض السنباطى ومشوار العمر مع أم كلثوم


كنوز| مأمون الشناوى يكشف سر «خناقة» أم كلثوم مع رياض السنباطى !

عاطف النمر

الأربعاء، 05 يوليه 2023 - 07:12 م

فى 14 مايو من عام 1960 ظهرت جريدة «الجمهورية» على القراء بحوار أجراه الشاعر الغنائى الكبير مأمون الشناوى مع الموسيقار الأصيل رياض السنباطى، كشف فيه عن سر الخلاف المحتدم بين الموسيقار الكبير والصوت المعجزة «أم كلثوم» التى قدم لها روائع ألحانه فى مشوار طويل بينهما، وصاغ مأمون الشناوى عناوين الحوار بقنابل متفجرة على طريقة «أتمنى ان يغنى عبد الوهاب ألحانى»، و«ألحان الطويل والموجى.. مهرولة، ومحزقة.. ولا تصلح لأم كلثوم»، وهذه العناوين فجرت الخلاف بين السنباطى والملحنين الجدد الذين ردوا عليه فى حواراتٍ بالمجلات والصحف العربية !

يبدأ مأمون الشناوى مقدمة الحوار بقوله: أم كلثوم معجزة الغناء وصاحبة أندر صوت، ربطت حبال حنجرتها بقلوب الملايين وشدت أسماعهم إليها، هل نتصور أن يهرب ملحن - أى ملحنٍ - من التلحين لها؟! .

إن قبول أم كلثوم للحنٍ من الألحان يعتبر «دكتوراة» لصاحب اللحن، ومن أعز آمال محمد عبد الوهاب عميد التلحين أن يسمع صوت أم كلثوم فى أحد ألحانه. 

فى الأيام الأخيرة تفجرت مشكلة لم يكن أحد يتوقعها بين الموسيقار الكبير والمطربة الكبيرة التى أرسلت له إنذاراً على يد محضرٍ طرق باب بيته ليعلنه بأغرب وأعجب إنذارٍ من أم كلثوم تطالبه فيه بأن يلحن الأغنية المدرجة فى الإنذار طبقاً للعقد المبرم بينهما، لكن السنباطى رفض الإنذار ورد عليه بأنه لا يستطيع تنفيذ العقد!

الناس تتساءل: ماذا حدث بين السنباطى وأم كلثوم؟! وما هى المشاكل التى تفرق بين صاحب الألحان المجيدة وصاحبة الصوت المعجزة ؟! 

حملت السؤال للسنباطى لمعرفة المشكلة، لعلى أنا وغيرى نستطيع أن نعيد التعاون بينهما؟ 

أجابنى بهدوء «صدقنى إذا قلت لك إن قلب أنغامى أُغلق إلى الأبد فى وجه صوت أم كلثوم، أعظم صوتٍ سمعته فى حياتى».

هل هى مشاكل مادية ؟ 

خلافات مادية وخلافات أدبية، أم كلثوم التى قدمت لها عصارة فنى وخلاصة أنغامى لا تزال تتردد فى الاقتناع بألحانى بالرغم من النجاح الذى صادفته معها هذه الألحان!!.

ليس هذا بالسبب الجديد فأنا أعلم أن أغنية «يا ظالمنى» ظلت مترددة فى غنائها أكثر من عام ومع ذلك لم يكن هذا التردد سبباً فى أى خلافٍ بينكما؟

«هناك خلاف مادى بيننا حول تسجيل ألحانى على إسطواناتٍ، أم كلثوم عارضت أن أتقاضى ثمن تسجيل ألحانى على إسطواناتٍ بحجة أننى بعت لها هذه الألحان بيعاً كلياً، وترى أن من حقها تقاضى ثمن التسجيل وأنا أرى عكس ذلك !. 

إذا زالت هذه المشاكل.. هل يعود قلب أنغامك ليفتح بابه لأم كلثوم ؟ 

لقد نفضت يدى وموهبتى من التلحين لأم كلثوم مرة أخرى. 

ومن هو الملحن الذى تراه يحل مكانك فى أغانى أم كلثوم ؟ 

زكريا أحمد. 

والملحنون المحدثون ؟ 

ألحان كمال الطويل ومحمد الموجى على سبيل المثال ألحان تتسم بالهرولة ومحزقة «يقصد ضيقة المساحات».. ولا تصلح لصوت المعجزة الإلهية أم كلثوم. 

هل حدث نفس النفور بينك وبين مطربين ومطرباتٍ أخرياتٍ؟ 

أول مرة فى حياتى أصمم فيها آسفاً على ألا أتعاون مع صوتٍ من الأصوات.

وما هى النصيحة التى تقدمها إلى أم كلثوم حتى لا يتكرر ما حدث بينكما مع الملحنين الآخرين ؟ 

أنصحها بأن تعاملهم عكس معاملتها لى. 

هل تفضل حضور حفلات أم كلثوم أم تستمع لها فى الراديو ؟ 

لم أحضرحفلة واحدة من حفلاتها وأفضل أن أسمعها من الراديو وأكون فى مثل حالتها. 

من تعتبره مسئولا عن الأغنية.. الملحن أم صاحب الصوت ؟ 

الاثنان معا. 

لكن المطرب أو المطربة يواجه الناس ويواجه النجاح والفشل؟.

وكذلك الملحن، الناس لا تراه ولكن بقدر ما يصيب المطرب أو المطربة من نجاحٍ أو فشلٍ يصيب الملحن. 

ومن هو المطرب الذى تتمنى أن تلحن له بعد أم كلثوم ؟ 

محمد عبد الوهاب. 

رتب لى أصوات المطربات ؟

أم كلثوم .. سعاد محمد .. نجاة الصغيرة.. فايزة أحمد. 

ولماذا لم تذكر صباح وشادية ؟ 

لأنهما خير من يغنى الأغنية الخفيفة. 

ورتب لى المطربين ؟ 

محمد عبد الوهاب، عبد الحليم حافظ، محمد قنديل، محمد عبد المطلب. 

وما هى أجمل ألحانك التى أبدعتها لأم كلثوم ؟ 

«وقف الخلق» فى الأغانى الوطنية، و«عودت عينى» فى الأغانى العاطفية، و«نهج البردة» فى الأغانى الدينية، و«رباعيات الخيام» فى الأغانى الفلسفية. 

ما هو العامل الأساسى فى نجاح الأغنية ؟ 

استعداد المستمع وتذوقه، والكلمة الجديدة الجيدة واللحن المُبتكر والأداء المفعم بالصدق. 

ماذا تلحن الآن ولمن ؟ 

ألحن قصيدة «لا تودعنى يا حبيبى».. وسوف تغنيها وردة. 

ألا تنوى أن تشاهد أم كلثوم وهى تغنى على المسرح ؟ 

لا أنوى أن أراها أبداً. 

هل أنت واثق أنك لن تلحن لأم كلثوم بعد اليوم ؟ 

قلب أنغامى أُغلق فى وجه أعظم صوت سمعته فى حياتى، انقطعت صلتى بها تماماً ! 

مأمون الشناوى  «الجمهورية» - 14 مايو 1960 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة