جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

عرض إسرائيلى متكامل .. فى جرائم الحرب!

جلال عارف

الأربعاء، 05 يوليه 2023 - 08:32 م

هل حقق نتنياهو شيئا من الأهداف التى حددها وهو يبدأ هذا العدوان الهمجى على مخيم ومدينة «جنين» بالضفة الغربية المحتلة؟!

لقد حشد أكبر قوة عسكرية ترسلها إسرائيل للضفة منذ عشرين سنة، واستخدم المدرعات والطائرات المسيرة وقاذفات القنابل لمهاجمة مخيم لا تزيد مساحته على نصف كيلو متر مربع. وقال إنه سيقضى نهائيا على شباب المقاومة «التى يسميها الاحتلال إرهابا!!» وسيدمر مصانع السلاح ويصادر المخازن المملوءة بأحدث الأسلحة ويعيد الاطمئنان لجحافل المستوطنين لتفعل ما تريد فى الضفة المحتلة دون أى مقاومة من الفلسطينيين!

وبعد ٤٨ ساعة كان نتنياهو يسحب قواته ويسحب أول قتلاه مع المصابين فى هذه المعركة. ورغم حجم الدمار الذى تركه فى المخيم وعدد الشهداء الفلسطينيين الذى وصل إلى ١٢ فإن شيئا من الأهداف الرئيسية التى حددها نتنياهو بنفسه لهذا العدوان الهمجى لم يتحقق.. المقاومة باقية فى «جنين» وفى كل الضفة الغربية والقدس المحتلة. الصمود فى وجه الاحتلال يشتد، وأجيال جديدة من الأطفال الفلسطينيين تعرف أنه لا مستقبل ولا كرامة إلا بزوال الاحتلال وتحرير الأرض وقيام الدولة المستقلة مهما كان الثمن.

أما الأهم.. فهو أن إسرائيل قدمت فى ٤٨ ساعة عرضا متكاملا لممارسات إجرامية كنا نظن أنها انتهت مع سقوط النازية ونهاية الأنظمة العنصرية.. هدمت مساكن اللاجئين فى المخيم، وحطمت البنية الأساسية الفقيرة أصلا، وقتلت أطفالا وروعت شيوخا، وقامت بتهجير الآلاف قسرا، وهاجمت المستشفيات بالقنابل، وحبست أطفالا صغارا فى حراسة الكلاب البوليسية، وتركت وراءها سجلا حافلا بجرائم الحرب التى ما كانت إسرائيل تجرؤ على ارتكابها إلا إذا كان هناك «الفيتو» الأمريكى يحميها من العقاب ويقول إنها تمارس حقها المشروع فى الدفاع عن النفس «!!» وهو موقف لا تفسره حكاية «المعايير المزدوجة» التى تكرر الحديث عنها، بل هو «السقوط الأخلاقى» الذى سيكلف أصحابه الكثير!!

المجد للشهداء، والحرية لفلسطين، والعار لمجرمى الحرب ومن يدعمونهم.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة