فهمي عمر
فهمي عمر


ذكريات إذاعية

فهمي عمر يكتب: صفية المهندس.. وحرم السفير

آخر ساعة

الجمعة، 07 يوليه 2023 - 06:27 م

■ بقلم: فهمي عمر

استكمالاً لما سردناه من ذكريات عن صفية المهندس فى العدد الماضى من مجلتنا الغراء أذكر حادثًا شخصيًا تعرضت له صفية حدثت وقائعه فى روما العاصمة الإيطالية.. ذلك أن السيد الرئيس الراحل أنور السادات سافر إلى أوروبا سنة ١٩٧٦، حيث قام بزيارة إيطاليا وألمانيا واختتم الرحلة بزيارته ليوجوسلافيا وتشكل الطاقم الإذاعى المصاحب لتغطية الزيارة من السيدة صفية المهندس رئيس الإذاعة وشخصى الضعيف والزميل الراحل على فايق زغلول، وكان من جدول عملنا أيضًا أن تقوم بتغطية نشاط السيدة حرم الرئيس وكانت صفية ترافقها فى جولاتها ولقاءاتها مع المسئولين عن النشاطات الخاصة بالمرأة.. وأخطر المسئول الإعلامى للرئاسة السيدة صفية المهندس أن السيدة چيهان ستلتقى فى السفارة المصرية بالعديد من السيدات المصريات المقيمات فى روما بحكم العمل أو الزواج أى زوجات رجال الجالية المصرية فى إيطاليا، وكان طبيعيًا أن نغطى هذا اللقاء الذى أقيم فى السفارة المصرية فى روما ونسجل أحاديث وحوارات ستدور بين السيدة الأولى وبين الفضليات المصريات..

وبالفعل حملنا أجهزة التسجيل وتوجهنا إلى مقر السفارة عازمين على تسجيل العديد من الأحاديث مع حرم السفير ومع زوجات رجال الجالية المصرية.. جلسنا ثلاثتنا صفية المهندس وأنا وعلى فايق زغلول فى حديقة السفارة وكتبت السيدة صفية كلمات فى ورقة سلمتها إلى أحد العاملين بالسفارة لتوصيلها إلى حرم السيد السفير، لإخطارها بأن وفد الإذاعة المصرية برئاسة رئيس الإذاعة صفية المهندس فى انتظار أية تعليمات من السيدة حرم السيد الرئيس إذا ما كانت ترغب فى تسجيل حديث بشأن هذا الاجتماع، وأضافت صفية قائلة إنها ترجو أيضًا فى لقاء مع حرم السفير ومع من تختاره من سيدات الجالية المصرية بتسجيل خواطرهن وما يقمن به من نشاط بشأن التعريف بالمرأة المصرية وتقدمها وتحضرها وعلو شأنها.. وبعد فترة من الزمن امتدت إلى أكثر من نصف ساعة جاءت حرم السفير متجهمة غاضبة.. وهى تقول إنها لم توجه الدعوة إلى الإعلام المصاحب للرئيس وأن عدد الكراسى فى «القعدة» يدوب على قد المدعوات، وهنا انبرت لها صفية المهندس التى كادت المفاجأة تلجم لسانها قائلة «يا سيدتى نحن لم نحضر هنا لكى نجلس على مائدة الشاى وإنما جئنا لأن عملنا ومهمتنا تقتضى منا أن نلازم حرم السيد الرئيس فى تنقلاتها، وزياراتها واستطردت تقول لها «وعلى أية حال نحن نشكركم على هذه المقابلة المليئة بالدبلوماسية والترحيب وإننا سنغادر السفارة على الفور وفى الذهن أن تعيش ذكرى لقائنا مع سيادتك أبد الدهر..

الغريب أن حرم السفير أعطتنا ظهرها وانصرفت «تبرطم» بكلمات فرنسية مما يدل على سخطها علينا وغادرنا السفارة والذهول يغلف قسمات وجوهنا، وما إن دخلنا الفندق الذى نعيش وبه وجلسنا فى صالته حتى انفجرنا فى ضحكات مما حدث ضاربين كفًا بكف على «ذوق» حرم السفير المفروض فيها أنها تعرف قدر الناس وأنها إذا كانت لا تعرف من هى صفية المهندس رئيس إذاعات مصر فالعيب ليس فى صفية وإنما العيب عند الآخرين الذين لا يقدرون ولا يقرأون صحافة بلدهم التى بالقطع تكتب يوميًا أخبار الإذاعة ورئيستها ونجومها، وفى مساء ذاك اليوم كانت البعثة المصاحبة للرئيس بكل أطيافها تعرف ما حدث وجاء إلى الفندق الأساتذة أنيس منصور وموسى صبرى وغيرهم يسألون عن صفية ويستفسرون عما حدث وقال موسى صبرى ضاحكا «تعيشى يا صفية وتاخدى غيرها» وانفجر الجميع فى الضحك وطيب الجميع خاطر رئيسة الإذاعة فى مساء نفس اليوم كانت حرم السيد الرئيس قد عرفت ما حدث وكيف أن صفية المهندس فى حالة نفسية سيئة، وفى صباح اليوم التالى كانت حرم السيد الرئيس تزمع زيارة بعض الهيئات الاجتماعية  فى روما وجاءت مكالمة تليفونية لصفية المهندس مؤداها أن تتوجه إلى مقر إقامة حرم الرئيس وأن هناك سيارة رسمية ستحضر إلى الفندق لنقلها إلى مقر إقامة حرم السيد الرئيس..

وبالفعل جاءت السيارة فى الوقت المحدد واستقلتها صفية وعندما دخلت إلى صالون السيدة الأولى وكانت حرم السفير متواجدة رحبت السيدة الأولى ترحيبا حارا بصفية وبلغ الترحيب مداه عندما قامت حرم السيد الرئيس إلى مائدة عليها زجاجات وأكواب وقامت سيادتها بملء كوب من إحدى هذه الزجاجات وقالت إشربى يا صفية دى شربات اللوز وهنا بيعملوها بشكل جيد، ثم أجلستها إلى جوارها وهات يا دردشة دون أن تشرك حرم السفير فى الحديث ثم قالت لصفية تعالى معايا ودخلت بها إلى حجرة أخرى وطيبت خاطرها بسبب أحداث الأمس ثم أخذتها معها فى جولتها التى قامت بها فى ذاك الصباح وبالطبع لم تركب حرم السفير مع السيدة الأولى..

ولكن الأمر لم ينته عند هذا الحد بل إن الرئيس السادات غضب غضبًا شديدًا عندما بلغه ما حدث من حرم السفير تجاه رئيسة الإذاعة وكانت المفاجأة التى أثلجت صدور الإذاعيين جميعًا أن قرارًا صدر من وزارة  الخارجية بنقل السيد السفير إلى الديوان العام للوزارة، وكانت حكاية تناقلتها الألسنة آنذاك خاصة بعد أن كتب الراحل موسى صبرى مقالاً فى صفحتين بمجلتنا الغراء «آخر ساعة» حكى فى الصفحتين تفاصيل كل الأحداث التى طرحتها فى هذه الذكريات.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة