ندى معارض «ديارنا»
ندى معارض «ديارنا»


أزمـــة الزيـادة السكانية مسئولية الجميع| ندى: معارض «ديارنا» فتحت لى باب رزق واسع

أخبار اليوم

الجمعة، 07 يوليه 2023 - 06:41 م

 

بإبرة كورشيه وشلات من الخيوط ومن حبال الخيش والخوص، تشعر ندى محمد عبد الحفيظ، بالأمان، وبأنها يمكن أن تواجه العالم وأن توفر كل ما تريده ابنتها، من كدها وسهرها وعمل يديها، وأنها لا تحتاج لأن تتقدم بطلب لوزارة التضامن الاجتماعى لتحصل على الدعم النقدى «تكافل» كحق لامرأة معيلة مثلها، بل تقدمت للوزارة لتحصل على جناح عرض لمنتجات يديها فى معارض ديارنا، التى تجوب محافظات الجمهورية.

فى معرض ديارنا للحرف اليدوية بمكتبة الاسكندرية، وعلى هامش لقاء عقدته وزارة التضامن الاجتماعى ضمن حملتها للتوعية بقضايا الأسرة والتنمية، تحت شعار «احسبوها صح عشان ولادكم»، وقفت ندى ذات الثلاثة والثلاثين عامًا، خريجة كلية الخدمة الاجتماعية، لتعرض منتجات يدها من الحقائب والكوسترات ولعب الأميجرومى وسلال الخيش، أمام رواد المكتبة.

جاءت علاقة ندى بالكروشيه كهواية منذ 13 سنة، وهى طالبة بجامعة الاسكندرية، لكنها قررت أن تكون مهنتها منذ 8 سنوات، حين أصبحت مسئولة عن ابنتها «مريم» ذات السبعة أعوام.

تأتى مريم برفقة جدتها لمعرض ديارنا، لتشارك أمها فرحة باب الرزق، فتشعر بأنك أمام عائلة مكافحة ومبتهجة ومتفائلة، رغم صعوبات العمل اليدوى وتسويقة.

تعلمت ندى الكروشيه من جدتها واتقنته، وأضافت لعلمها الاطلاع على أفكار الصناعة من فيديوهات يوتيوب، وكانت وهى فى الجامعة تصنع بعض المنتجات وتبيعها للزملاء، لكن لم يكن مع ندى أى رأسمال لتبدأ مشروعها فى منتجات الكروشيه. 

السيدة آمال حمدى، والدة ندى اقترحت عليها أن تتاجر فى الخامات، بعد أن لاحظت الفرق بين أسعار الخيوط بالجملة وبين سعرها بالتجزئة، وأعطتها وقتها 3 آلاف جنيه، على سبيل «السلفة» لكى تشترى خيوط كروشيه من محلات الجملة فى المحلة والاسكندرية والقاهرة.

وبالفعل اشترت ندى خيوط القطن والصوف بكل المبلغ، وأعلنت عن بيعها عبر صفحة على فيسبوك، خصصتها لذلك تحت عنوان «ندى لبيع الخيوط».
خلال 3 شهور فقط، نجحت ندى فى رد «سلفة» والدتها، وبدأت هى فى شراء خيوط لتصنع منها إنتاجها الخاص من الكروشيه، من الميداليات والسلال والشنط وغيرها، ولا تبخل ندى بنشر طرق عمل هذه المنتجات للراغبات فى تعلم الكروشيه، وخصصت صفحة على فيسبوك وعلى يوتيوب بنفس الاسم «cro-hook art»، أى فن ابرة الكروشيه، لشرح كيفية غزل خيوط الكروشيه، خطوة خطوة.

تدين ندى لفيديوهات «مدام ماري» التى تعلمت منها الكثير عن عمل منتجات الكروشيه، وتحاول هى من خلال صفحتها وقناتها، نقل خبرتها للأخريات، وأيضا عرض منتجاتها من الشنط ومعلقات ديكور المطبخ والمكرمية وغيرها.

تبدأ فيديوهات ندى غالبا باستعراض الأدوات والخامات التى ستستخدمها، ثم الطريقة التى غالبا ما تبدأ بالدائرة السحرية، ثم غرزة الحشو، وتنتقل بعدها لغرزة السلسلة ثم المنزلقة فى التقفيل، ولا تدخر أى معلومة تساعد على نقل خبرة التقفيل الجيد وكيفية تلافى الأخطاء الشائعة للمبتدئين، ولا تنسى أن تحسب ثمن الخامات التى استخدمتها فى المنتج، ثم تضربها فى 2، لتحسب سعرها، لمن يريد البيع أو الشراء.

 لا تنتج ندى المنتجات التقليدية من الكروشيه، مثل المفارش والفساتين، لكنها تركز على المنتجات التى تصفها بالمودرن، وديكورات المنزل، أو شنط من خيوط الخيش بلون الأزرق «الجينز»، لتتوافق مع البنطلون الجينز، من خامات طبيعية.

رغم محاولة ندى الدمج فى منتجاتها، بين الكروشيه والخامات الأخرى كالخشب والجلود، لإضافة أبعاد أخرى للمنتج وإثرائه، مثل صوانى الخشب المغلفة بالكروشيه، أو سلة للخضار مغلفة بالكروشيه، لتجذب المشترين بأشكال جديدة، لكنها تؤكد أن مكسبها الحقيقى جاء من بيع الخامات، التى لم تنقطع عن بيعها حتى الآن، وأضافت لبيع الخيوط، الجلود والخشب أو أى من الأدوات التى تستخدمها أثناء عمل المنتجات، على غرار حقائب لحفظ الخيوط مثلا أو الإبر.

تتمنى ندى أن تنشئ مصانع للخيوط، على غرار مصنع البيضاء فى كفر الدوار، الذى أغلق أبوابه، والذى كانت خاماته جيدة، بالمقارنة ببعض الخيوط التركى المستوردة التى تتخللها الفتلة البوليستر مع القطن.

تشارك ندى فى معارض ديارنا منذ أربع سنوات، مما مكنها من أن تشترى ماكينة خياطة سنجر منزلية وقوية، تستطيع بواسطتها تثبيت حبال الخيش أو حبال القطن التى تضفرها بيدها وتبرمها بشكل دائري، ثم تثبيتها معا بالماكينة، لتصبح قواعد للأوانى الساخنة، أو للديكور، أو كسلال متعددة الاستخدامات، للفاكهة أو الخبز على المائدة، أو لحفظ الفوط أو الشامبو فى الحمام، أو للعب الأطفال أو الاكسسوارات، الصغيرة بـ 150 جنيهًا والكبيرة بـ 300 جنيه».

«أشترى الحبال بالكيلو، وألفه على ايدى بطريقة معينة، وأخيطه بالغرزة الزجزاج زى ما باعمل فى الكروشيه، لكن الحبل أسهل كثير من الكروشيه لان الكروشيه محتاج شغل ومجهود ووقت، لكن شغل الماكينة، هو برضه هاند ميد، لأنى ايدى هى اللى بتحول الحبل لمنتج، لما اشتريت الماكينة كنت صفر فى الخياطة، بدأت واحدة واحدة أتعلم اللضم والخياطة، وأجرب وأغلط، لغاية ما تعلمت، دلوقت فيه أسر منتجة بيساعدونى والأفكار ما بتخلصش.. كثيرة جدا».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة