الخائنة !!
الخائنة !!


حكاية جريمة | الخائنة !!

دسوقي عمارة

الأحد، 09 يوليه 2023 - 11:50 م

فى يوم من الأيام ، بينما كانت مها تدخل أحد المحلات التجارية بالزقازيق التقت به قدراً أمام الباب، استوقفها الشاب وبادرها بالكلام قائلاً : يااااه كيف مرت هذه المدة الطويلة ولم أرك فيها، حقاً اشتقت إليك كثيراً وأعتذر لك أننى تركتك فى منتصف الطريق وبنيت حياتى مع المرأة التى اختارها لى أبى واستبدلت حبك بحبها وأنجبت منها 3 أطفال، وأتمنى حقاً ان تقبلى اعتذارى بعد مرور كل هذه السنوات لأنك كنت انت وأسرتك السبب فى الفراق بعد حب سنوات الجامعة .


تسمرت مها فى مكانها ومرت أمام عينيها كل الذكريات الجميلة واللحظات السعيدة التى قضتها مع هذا الشاب كالبرق وتذكرت علاقتهما طوال سنوات الجامعة وسعادتهما معاً، ثم تذكرت كيف فرقت بينهما الأيام وكتب القدر نهاية مؤلمة للحب الكبير، بعد ان عجز عن ان يتقدم لها للزواج وتدبير نفقات زواجهما، تركها لدموعها وحزنها، أحست حينها برغبة شديدة فى البكاء ودقات قلبها ازدادت سرعة، ولكنها قررت التماسك و كتمت كل مابداخلها من مشاعر فجاة لتحتفظ بما تبقى لها من كبريائها، ثم نظرت إليه بلا مبالاة شديدة قائلة : عذراً من أنت ؟ هل أعرفك يا سيدى ؟ هل سبق لنا أن ألتقينا من قبل ؟ وأمام دهشته من رد فعلها، نادت ابنها الصغير من داخل المحل وقالت له هيا بنا يا بنى فقد تأخرنا على والدك الذى ينتظرنا بالخارج ، وبخطوات ثقيلة متثاقلة انصرفت مها وصغيرها ، بينما لاحقها مازن يسترق المشهد حتى ركبت سيارة زوجها الفارهة، وتسمرت قدما مازن بعدما شاهد زوجها ، فهو يعرفه جيدا فهو شاب ثرى جدا ميسور الحال والده صاحب شركات كبيرة ويعرفه الجميع، جلست مها بجوار زوجها شاردة الذهن ، وراحت تتذكر الليالى والأيام التى جمعتها بمازن ، وكيف ظل يلاحقها من أول يوم بالجامعة ويطاردها يهيم فيها حبا وعشقا حتى سقطت فى شباكه وعشقته بجنون ، تذكرت كيف تعاهدا الا يفترقا مهما حدث ، وأقسما معا بأنه لم يفرق بينهما سوى الموت ، والموت فقط!! ، ودارت. الارض تحت قدميها ، فها هو الحب يطل برأسه من جديد ويجدد ذكريات الماضى الأليم ويفجر ما تبقى من ولعها به وعشقها لأيام الحب والصبا والعشق المشروع، توغلت مها فى الماضى الأليم وتذكرت كيف هوى الحب الكبير وكأنه كان صرحا من خيال وكيف تحول الى العشق الممنوع،

وتساقطت دموع مها خلف نظارتها السوداء، ولامت نفسها كيف تنكرت له وللماضى الجميل ولماذا لم تحتضنه أمام الجميع وتعرف أين يسكن وكيف يعيش بدونها ، بدلا من لقاء الغرباء الذى تصنعته أمامه ، وتمنت أن تعود مسرعة لتحصل على رقم هاتفه مرت الساعات ثقيلة متثاقلة على مها وقررت ان تبحث عنه فى كل مكان حتى تلتقيه، بينما قرر مازن ان يتوجه الى فيلا حبيبته ويجلس على كافيه مقابل للفيلا، يترقب بلكونات ونوافذ المبنى حتى خرجت مها للشارع فانطلق خلفها كالريح حتى حدث اللقاء الاول ، وتبادلا أرقام الهواتف وكلمات الغزل واللهفة والشوق ، وعاد الحب والغرام الى سابق عهده ، وهاتف الحبيبان بعضهما بالساعات ، وسرقا من الزمن لحظات الحب الحرام ، ومرة أخرى تعاهدا الا يفترقا، وقررت مها ان تقدم حبيبها لزوجها على انه شقيق صديقتها الانتيم وهو يبحث عن عمل ، ولابد ان يوفر له عملا مميزا بشركته ويستعين به فهو محاسب شاطر وسوف ينفعه كثيرا فى العمل ، وظلت مها تلح على زوجها حتى استجاب لها وتم تعيين مازن بالشركة ،وأصبح مازن ذراع الزوج اليمين ، يتردد على فيلا حبيبته وصاحب الشركة لإنهاء بعض الحسابات والأعمال ، وكان الشيطان ثالثهما ، سقطا معا فى الرزيلة ، وزين لهما الشيطان أعمالهما ، ولحظات الحب الحرام والعشق الممنوع ، وتعددت اللقاءات وفاحت رائحة الخيانة فمعظم العاملين بالشركة من قرى مجاورة ويعرفون قصة الحب الملتهبة التى كانت تجمع بين مازن ومها ، وهمسوا فى اذن الزوج ، خد بالك من مازن !!، يتردد كثيرا على الفيلا ، وانتبه الزوج وراجع كاميرات المراقبة وتأكد وشاهد تردد مازن بلا تكليف منه،  واكتشف الزوج بوادر الخيانة ، فقرر فضح زوجته وزود جميع مداخل وغرف الفيلا بكاميرات المراقبة  واكتشفت الزوجة حصار قصة الحب الكبير بالكاميرات ،

فقررت هى ان تبادر بالانتقام ، وأخبرت مازن وطلبت منه عدم التردد عليها ، لأن زوجها يراقبهما ، لفضحهما أمام الجميع والانتقام منهما ، وقررت هى أن ينهيا معا حياة الزوج خشية الفضيحة وخوفا من التفريق بينهما، ودست مها السم لزوجها فى كوب العصير ، فسقط على الارض مغشيا عليه ، وراح يعتصره الالم الشديد فأغلقت عليه الغرفة بالمفتاح ، حتى غاب عن الوعى حتى فاضت روحه الطاهرة الى بارئها، ونفذ العشيق باقى خطة الانتقام، وقاما بتقطيع الجثة بالساطور بعد ان قاما بسحبها الى الحمام ، ووضعها فى اكياس ،

وتحت جنح الليل القاسى وظلامه الدامس والخيانة ، ألقيا بأجزاء الجثة فى ترعة قريبة من الفيلا ، حتى فضحهما القدر على لسان طفلها الصغير ، وأبلغ الاهالى بالعثور على أكياس بها أجزاء آدمية قذفت بها الأمواج على الشط وكأنها تنعى حياتها وتبلغ عن نفسها، وتتطابق أوصاف الجثة مع بلاغ أهالى القتيل ، وتلقى الشرطة القبض على الخائنين ، بعد أن أكد ابن القتيل انه شاهد عمو مازن يجلس مع أمه فى الظلام أثناء انقطاع الكهرباء لانها كانت خائفة ، بعد نوم والده ولم يكن الصغير يعلم أن أمه وعمو مازن شياطين فى جسد آدميين ، قتلا والده ليعيش باقى حياته يتيم الأبوين ، اعترف المتهمان تفصيليا وأمرت النيابة بحبسهما بتهمة قتل الزوج عمدا بالسم وتمزيق الجثة وإلقائها فى الترعة .

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

مشاركة