صورة موضوعية
صورة موضوعية


63% من مشاكل المراهقين.. بسبب نشأتهم بعيدًا عن وجود الأب

أستاذ طب نفسي: بعد 10 سنوات من البحث.. تبين أن هناك أمراض نفسية تصاحب الأطفال بعد طلاق والديهم

أخبار الحوادث

الثلاثاء، 11 يوليه 2023 - 01:34 م

 ■ كتب: مصطفى منير

الطلاق قد يكون الحل لنهاية مشاكل طرفين «الزوج والزوجة» ولكن فى بعض الأحيان تبدأ مشاكل أخرى يكون المتضرر فيها هو الطفل نفسه.. صراع الأب والأم بعد الطلاق يدفع ثمنه الطفل الصغير؛ فهناك الكثير من الحالات التى يحاول فيها أحد الطرفين بعد الطلاق أستغلال الأطفال من أجل تعذيب الطرف الأخر، وابتزازه والضغط عليه دون أن يدرك وقتها أن من يدفع الثمن الحقيقي لتلك المحاولات هو «الطفل»، أن فلذة كبدة عرضه لمخاطر نفسية كثيرة.. أسئلة كثيرة حول الحالة النفسية لأطفال الطلاق، والحل الأمثل لتجنب الأضرار النفسية التى تلاحق الطفل، نتعرف عليها من خلال هذا الحوار مع د. هشام ماجد استشاري الطب النفسي.

◄ 85% من أطفال الشقاق مصابون باضطرابات نفسية

◄ ضرورة وجود برنامج للحضانة والرعاية المشتركة للأبناء في قانون الأحوال الشخصية الجديد

فى بداية الحديث مع الطبيب النفسي هشام ماجد استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان، والمتخصص في أبحاث الأسرة والطفل أكد قائلا؛ أنه خلال 10 سنوات من البحث توصل لدراسة تكشف الامراض النفسية التى تلاحق الأطفال بعد حالات الطلاق، وأكد أن الدراسة بعنوان « الاضطرابات العصبية والنفسية لدى الأطفال بعد الطلاق في مصر».

وأكد أن الدراسة توضح خطورة غياب الأب عن حياة الطفل بعد الطلاق، واختزال علاقة الأبوة إلى الرؤية في أحد الأماكن العامة، مثل الأندية أو مراكز الأمومة والطفولة، أو المكتبات أو الحدائق العامة.

• سألته لماذا الاهتمام بالدراسة؟!
الإهتمام بعمل الدراسة كان نتيجة الإرتفاع في معدلات الطلاق، وزيادة أعدد أبناء الشقاق، وغياب الرعاية الأبوية، وأوضح الدكتور هشام ماجد بالدراسة؛ أن الإحصائيات بمثابة كارثة عضوية ونفسية وإجتماعية تؤثر على نمو أطفال الطلاق، بسبب غياب دور الأب نهائيا في حياه الأطفال، فـ هناك نسبة 63% من حالات انتحار الشباب تم نشأتهم بعيدا عن الأب، ونسبة 85% من الأطفال المنفصلين عن آبائهم يعانون من إضطرابات سلوكية، وهم عرضه للاضطرابات والأمراض النفسية ثلاثه أضعاف أمثالهم من الأطفال داخل الأسر المستقره أو تحت الرعايه المشتركة بعد الطلاق، نسبة 80% من المتحرشين أو المغتصبين تم تربيتهم بعيدا عن الأب، نسبة 17% من المتسربيـن مـن التعليم الثانوي بلا رعاية أبوية، نسبة 75% من عدد المراهقين في مراكز تعاطي المخدرات بلا رعاية أبوية، نسبة 70% من عدد الشباب في المؤسسات العقابية منفصلين عن الأب، نسبة 80% من عدد الشباب المسجونين هم من بيوت بلا أب، معدل إساءة التعامل مع الأطفال بدون رعاية الأب ثلاثة أضعاف قرناءهم، معدل الفقر لدى الأطفال الذين يعيشون في منازل تعولها نساء بدون والد 47.6٪، وهو أكثر من أربعة أضعاف معدل الأطفال الذين يعيشون في أسر مستقره، الرجال الذين نشأوا محرومون من الأب أكثر عرضة لكي يصبحوا آباء غائبيـن عن أطفالهم في المستقبل، غياب الأب يؤدي إلى زيادة خطر وفيات الرضع خلال أول 28 يومًا، بمعدل أربع مرات أكثر بالمقارنة بأمثالهم الذين لديهم آباء متواجدون.

كما أضافت الدراسة؛ أن الأبناء الذين نشأوا من منازل بلا أب هم أكثر عرضة لحمل الاسلحة، وتجارة المخدرات بنسبة 79٪ من أقرانهم الذين يعيشون تحت غطاء الرعاية المشتركة، المراهقون المحرومون من الأب أكثر عرضة للسلوك الانحرافي، واضطرابات النشئ، يعاني الأطفال المحرومون من الأب بمرض السمنة ضعف الأطفال في الأسر المستقرة، الفتيات المحرومة من الأب معرضات لممارسة الجنس، وخطر الحمل في سن المراهقة، الأولاد المحرومون من الأب معرضون لخطر الانحراف الجنسي والأمراض الجنسية، الأطفال بلا أب معرضون بشكل متزايد عن قرنائهم لخطر التنمر في الشارع أو المدرسة أو الإعتداء الجسدي والجنسي، زوج الأم لا يعوض مساوئ غياب الأب، ويمكن أن يسبب تأثيرًا سلبيًا أكبر على الأطفال، الفتيات المحرومات من الأب في مرحلة النضج المبكر معرضات لخطر إنجاب أطفال ناقصي الوزن عند الولادة، ظاهره الاغتراب الأبوي، وعدم إحترام الأب، والعـداء تجاه الأب غيـر المتواجد قد يمتد هذا الكرة والعداء إلى باقي أفراد أسره الأب.

◄ الطلاق المبكر
كما تشير نتائج دراسة للدكتور هشام ماجد إلى الحاجة الماسة لتعديلات تشريعية سريعة تهدف إلى تنفيذ نظام الرعاية المشتركة، واستضافة الأب والتعايش مع أبنائه مع تحديد سن الحضانة ألا يقل عن سبعة أعوام والا يزيد عن بداية سن المراهقة وهو اثني عشر عاما مع اعادة تقييم الطرف الحاضن من قبل لجنة تساعد القضاء المصري كل خمسة أعوام وذلك من أجل التنمية الصحية لأبناء الطلاق في مصر، وحفاظًا على متانة النسيج للمجتمع وصلابة الدولة المصرية.

وبسؤال الدكتور هشام ماجد حول التفسير النفسي لحالات الطلاق المبكر وخصوصاً فى حالات الزواج التي يسبقه قصة حب.. أكد قائلا؛ أنه لابد من الفحص النفسي للمقبلين على الزواج، فللأسف هناك من لا يمتلك الكفاءه النفسية للزواج، فلابد من طرح هذه الأسئلة قبل الزواج وهو دور الفاحص النفسي؛ «هل الطرفين بيكملوا بعض.. فاهمين بعض.. عارفين نقاط القوة والضعف فى شخصية كل واحد فيهم ومتقبلها ولا لأ.. هل هناك اضطراب نفسي لدي الطرفين ولا لأ» تلك الأسئلة لابد من أن يتم الاجابة عليها قبل الاقبال على الزواج وتكوين أسرة.

فالاضطراب النفسي مرض غير واضح ولابد من معرفته قبل الزواج، وأن تم التأكد من أن هناك طرف يعاني من أضطراب نفسي فهل يقبل الطرف الأخر.. وهل الأضطراب خطير وقد يؤثر أم لا.. فهناك اضطرابات الشك قد تتسبب فى مشاكل كثيرة وقد تصل للأسف لجرائم بشعة.. وما لا يعلمه الكثير أن الأضطرابات النفسية أن وجدت لدي الطرفين فبنسبة كبيرة جداً سيتوارثها الابناء وهنا لا يفضل الارتباط لحماية أجيال قادمة.. وهنا أطالب المشرع بالعمل لوضع تشريع لضرورة الحالة النفسية للمقبلين على الزواج ضمن أوراق اتمام الزواج وتكون على يد متخصصين ويتضمن السلامة النفسية للمقبلين على الزواج.

ومن وجهة نظري نحن فى حاجة لمشروع لحل الخلافات الزوجية، وهنا تتواجد الاستشارة النفسية للمقبلين على الطلاق، يكون هدفها الفصل بين الزوجين كما يحدث فى دول كثيرة، فهناك العديد من الاسباب التافهة تتسبب فى النهاية لخراب البيوت، وهنا يأتي دور الطبيب النفسي في العمل على تقريب وجهات النظر والوصول لحل دون الطلاق.. فهناك حالات طلاق سببها العناد فقط.

◄ اقترح تشريعي
• وبالسؤال حول كيف نتجنب الاضرار النفسية التى تطارد الأطفال بعد حالات الطلاق؟!
أجاب د. هشام ماجد قائلا: لابد من أن ينتبه واضعي قانون الاحوال الشخصية الجديد، مراعاة عمل برنامج للحضانة والرعاية المشتركة للطفل.. فهناك حالات كثيرة الحل الامثل فيها هو الانفصال لصالح الطفل، وهنا يجب على الطرفين أن يتحملا المسئولية لرعاية الطفل، وليس لطرف على حساب طرف أخر، ويكون عن طريق المعايشة والاستضافة للطرف الأخر بحيث تكون رعاية وتربية مشتركة للطفل، ولكن بشرط إلا يؤثر هذا على انشطة الطفل سواء كان نشاطا اجتماعيًا أو رياضيًا.

في نهاية الحديث أكد الدكتور هشام ماجد؛ أننا للأسف نعاني من جهل حول الثقافة النفسية، ولا يوجد الوعي الكافي للتعامل أو اكتشاف الاضطراب النفسي المبكر لدي الأطفال، فلا يوجد داخل المدرسة من يلاحظ الحالة النفسية للطفل لتنبيه الاسرة للمتابعة النفسية، وأن وجدت فللأسف هناك آباء وأمهات يرفضون تواجد الطفل داخل عيادة طبيب نفسي بسبب التفكير الرجعي حول وصمة العار التى ستلاحقه، وأن ذهبوا نعاني من مشكلة كبيرة وهو عدم تقبل الأسرة أن يبدأ الطفل فى علاج نفسي أو الانتظام فى العلاج، وبحكم تواجدي فى العيادة لدي صعوبة شديدة لإقناع الاب أو الام أن يأخذ الطفل العلاج ويتوقع الأب أو الأم أن الدواء سيضر الطفل وهذا غير صحيح، وللأسف الاستمرار فى تجاهل المرض النفسي سيجعل الطفل عبأ على المجتمع وكل من حوله.. لذلك لابد من العمل على زيادة الوعي والثقافة النفسية لدي الأسر فكلما اكتشفنا المرض فى مرحلة أولية كان العلاج سهلًا وبسيطًا ونتائجه مؤكده.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة