صورة موضوعية
صورة موضوعية


الجماعة الإرهابية تتجه نحو شرق القارة العجوز

أخبار الحوادث

الثلاثاء، 11 يوليه 2023 - 01:57 م

■ كتب: أيمن فاروق

..لم تعد الجماعة الإرهابية قادرة على مواجهة الحصار المفروض عليها في الشرق الأوسط وبعض دول غرب أوروبا والعالم أجمع، أخذت تبحث عن ملاذ آمن، ورغم توجه البعض منهم إلى الحاضنة الرئيسية إليهم، «لندن»، إلا انهم الآن بدأوا في توجيه قبلتهم نحو شرق القارة العجوز، لأجل ممارسة أنشطتهم وتجارتهم بعيدًا عن الرقابة الصارمة، لم تأت تلك الخطوة عشوائيًا ولكن أعضاء الجماعة الإرهابية اعتمدوا على أنهم لهم وجود هناك منذ زمن، من خلال مؤسسات وجمعيات تابعة لهم، بعد أن واجهت خطوات سريعة من تصنيفها بالكيان الإرهابي في الشرق الأوسط، ومواجهتها ببعض المضايقات القانونية والتشريعية، لهذا ولى بعض قادة وأعضاء التنظيم الإرهابي «الإخوان» وجههم ناحية دول غرب أورويا ومنها أوكرانيا، بولندا، رومانيا، جمهورية التشيك، سلوفاكيا، المجر، كرواتيا، سلوفينيا، البوسنة والهرسك، الجبل الأسود، ألبانيا، اليونان، أرمينيا، أذربيجان، بيلاروسيا، بلغاريا، جورجيا، صربيا، مقدونيا، مولودفا.

دراسة أصدرها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، أشارت إلى أن غالبية التقديرات تؤكد تسلل عناصر التنظيم داخل مجتمعات شرق أوروبا سرًا في انتظار ممارسة النشاط بشكل موسع، كما هو الحال في دول أوروبا الغربية، لكن لم يأت هذا التوجه والاتجاه من قبيل الصدفة، لكن يعود هذا إلى جذور الوجود الإخواني في شرق القارة العجوز بسبب بعض الطلاب المنتمين للجماعة والذين وفدوا إلى تلك البلدان في شبكات بدأت صغيرة ثم تحولت إلى مترامية الأطراف حاليا، وتعمل كأذرع قوية للتنظيم، وأكد على ذلك أيضا مركز توثيق الإسلام السياسي في النمسا؛ إن مجموعات طلابية صغيرة أسست خلايا تابعة للتنظيم؛ تعمل حاليًا في دول مثل: التشيك، وسلوفاكيا، والمجر، وسلوفينيا، وكرواتيا، ورومانيا، ضمن منظمات، بينها: اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، والاتحاد الإسلامي للمنظمات الطلابية الشبابية «فيمسو».

لم يأت اختيار تلك البلدان بشرق أوروبا بشكل عشوائي لكنهم تخيروا البلاد ذات الأغلبية المسلمة مثل البوسنة والهرسك، وذلك وفقا لمركز توثيق الإسلام السياسي، الذي نوه بأنه رغم أن معظم أعضاء الجماعة الإرهابية «الإخوان» الذين نشطوا في البوسنة والمناطق المجاورة لها، خلال صراع البوسنة، تركوا البلاد، إلا أن التنظيم العالمي للإخوان كان صوب عينه ناحية بعض الحلفاء في شخصيات محلية بارزة في البوسنة، كما أكد ذلك مركز «جلوبسيك، في تقرير صادر عنه، في ديسمبر عام 2020، إن شخصيات بارزة داخل البوسنة، ارتبطت بجماعة الإخوان بشكل مباشر، ومعظم شخصيات بارزة، وبدأوا في التنسيق فيما بينهما.

◄ اقرأ أيضًا | مصدر أمني ينفي ادعاءات «الإرهابية» بوفاة إخواني نتيجة تعرضه لانتهاكات 

كما أشار تقرير صادر عن مشروع مشترك بين مركز جلوبسيك ومشروع مكافحة التطرف، في نفس التاريخ السابق، إلى أن منتدى منظمات شبابية وطلابية بارزة في مقدونيا لها علاقة وثيقة بالجماعة الإرهابية، كما أن التركيبة السكانية في مقدونيا الشمالية، يغلب عليها تركيبة إسلامية متنوعة بين مجموعة من الأعراق، مثل الألبانية، التركية والسلافية.

كما أنه مع بداية الأزمة الأوكرانية، تحدثت تقارير عديدة عن طبيعة التواجد الإخواني داخل أوكرانيا كذلك الأدوار التي لعبها التنظيم تزامنًا مع الأزمة أو قبلها، الذي كان واضحًا في بيان أصدرته جبهة لندن الإخوانية، في مارس 2022، طالبت فيه بضرورة وقف الحرب، وتدخل الأطراف الدولية الفاعلة من أجل إقرار السلام، ورغم ذلك، إلا أن فرع التنظيم الإخواني في أوكرانيا ممثلاً في «مجلس مسلمي أوكرانيا» والمعروف باسم «الرائد»، التزم بمساندة بلاده وأدان الحرب.

كما إن مركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، أكد أن هناك مؤسسات، إحداهن تأسست في عام 1997، تمثل الكيان الأقوى التابع للإخوان داخل أوكرانيا، تعمل منها 9 من المنظمات والمراكز الإسلامية في العاصمة الأوكرانية كييف، وبعض المدن الأخرى، تنشط بشكل ظاهري في مجالات الخدمة العامة، خاصة للجاليات المسلمة، لكن مهمتها الأساسية هي التعريف بجماعة الإخوان وتجنيد الشباب الجدد من مختلف الجنسيات، وتقيم تلك المؤسسات مخيمات صيفية وتدريبية في يونيو من كل عام تتنوع فيها الأنشطة الترفيهية بالممارسات الدعوية والسياسية، إلا أن السلطات الأوكرانية وضعت منذ عام 2018، إحدى تلك المؤسسات الشهيرة تحت الرقابة الأمنية، بعد تقارير أمنية أثبتت تلقيها دعمًا ماليًا كبيرًا من إحدى الدول الداعمة للإرهاب، كما أسفرت مداهمة للمنظمة عن العثور على منشورات تحرض على العنف والكراهية وتؤسس للخطاب المتطرف، كما ألقت السلطات الأوكرانية القبض على 80 متهمًا بالعنف، معظمهم من دول آسيا، بعد مداهمة مقرها، وبعدها بأشهر ضبطت أحد عناصر تنظيم الإخوان المطلوبين لدى مصر.

◄ دول أدركت خطرهم
وكما قال الباحث الأمريكي لورينزو فيدينوفي، في دراسة تحت عنوان «هياكل الإخوان في أوروبا»؛ إن بولندا بها نسبة كبيرة جدًا من عناصر تنظيم الإخوان بين دول أوروبا الشرقية، مشيرًا إلى أنها الأكثر نشاطاً، لكن دول شرق أوروبا أدركت مؤخرًا خطر الإخوان وبدأت في تطبيق استراتيجيات أمنية وفكرية واسعة النطاق للتعامل مع هذه المخاطر، لكن في نفس الوقت تنظر غالبية الدول في شرق أوروبا إلى التواجد الإخواني باعتباره محدود للغاية وغير مؤثر، وباستثناء الإجراءات الأوكرانية في عامي 2018 و2020، لا توجد إجراءات أمنية تذكر لتحجيم نفاذ جماعة الإخوان الإرهابية داخل دول أوروبا الشرقية، ورغم كل ما سردناه، إلا أنه من المتوقع أن تراجع تلك الدول سياستها قريبا في ضوء تنامي الإجراءات الأوربية ضد التنظيم، وكثافة التقارير الأمنية والاستخباراتية التي تحذر من نشاطاته، بحسب المركز الأوروبي، الذي أشار إلى أن الحرب الأوكرانية ستدفع العديد من الدول إلى مراجعة سياستها فيما يتعلق بالتنظيمات المؤدلجة وتيارات التطرف، مما قد يقيد مساحة الإخوان في التمدد وتعزيز مكانته ونفوذه داخل تلك الدول.

ومن المعروف أن جماعة الإخوان الإرهابية، تتلقى الكثير من الدعم والإعانات من الحكومات والمؤسسات الأوروبية الرسمية بشكل مباشر أو غير مباشر. وتتعدد الأسباب وراء دعم الغرب لتنظيم التنظيم الإرهابي وذلك مقابل استغلال أجهزة الاستخبارات تأثير تنظيم الإخوان كورقة ضغط أو ورقة سياسية في الشرق الأوسط لشن حروب دعائية ونشر معلومات مضللة عن العديد من دول المنطقة أو كجهة للحصول على معلومات وبيانات عن تلك الدول لتحقيق مكاسب سياسية إقليمية.

كما يرى “لورنزو فيدينو” مدير برنامج البحث حول التطرف في جامعة جورج واشنطن؛ ليست المشكلة في المبالغ الممنوحة من قبل أوروبا للجماعة، لأن الإخوان لا يحتاجون إليها أصلا، بل المشكلة هي اعتراف المؤسسات الضمني الكامن وراء هذه المخصصات المالية. ويتساءل: هل الإخوان يعملون كجماعة ضغط في بروكسل؟ مشيراً إلى أن عبارة “جماعة ضغط” توحي بشيء قوي ومنظم للغاية، وهذا ليس هو الحال في الواقع.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة