الثلاثاء، 11 يوليه 2023 - 07:24 م

توافرت أسباب عديدة، تدفعنا للتأكيد على نجاح القمة التي دعت إليها مصر لدول جوار السودان غدا ، لعل فى مقدمتها الهدف الواضح من عقدها، فالأمر أبعد من أن يكون (تبرئة ذمة )،بل هى محاولة جادة من طرف بثقل مصر ودورها التاريخي، للبحث عن حل لأزمة مستعصية، بدأت بمواجهات عسكرية منذ منتصف ابريل الماضى، وهناك ايضا وضوح الهدف، الذى يتجاوز فكرة الانحياز لهذا الطرف أو ذاك، بل السعى الى الانحياز الى ماهو (انساني)، حقن دماء السودانيين ومنعها من الوصول الى احتراب أهلي، الى ماهو (سياسي)، الحفاظ على الدولة السودانية من أى محاولة للتقسيم، كما ان المشاركين فيها تضم قادة دول عربية وافريقية، فى تجاوز واضح لفكرة الانقسام المفتعل مابين ماهو عربى وافريقي، كما انها لم تطرح نفسها بديلا أو تتجاهل كل الجهد الدولى والاقليمى القائم للحل، بل بالتنسيق معها، والاستفادة من جهدها.

قمة غد الخميس تمثل محاولة جدية توافر لها الإعداد الجيد منذ مايو الماضي، وكانت ذلك فرصة لمزيد من المشاورات، بين كافة الأطراف المعنية بالملف، كما انها تضم الدول أصحاب المصلحة الرئيسية فى الوصول الى حل للازمة، خاصة انها دفعت اثمانا باهظة لاستمرارها، منها تدفق اللاجئين والنازحين، وتخشى من تداعياتها على استقرارها وامنها، اعتقد ان القمة فرصة للوصول الى خريطة طريق، وتوافق بين الأطراف الأكثر تضررا من استمرارها، للتوافق على بنودها، بعيدا عن المصالح الضيقة فى الانحياز الى هذا الطرف أو ذاك، فالمهم هو النجاح فى وقف اطلاق النار، والسعى الى تنفيذ بنود الخريطة وعنوانها، الحفاظ على السودان وامنه ووحدته.