دود
دود


«رزقهم» من عرق الدود! | «الكومبوست».. ربح وفير وتربة خصبة

آخر ساعة

الجمعة، 14 يوليه 2023 - 03:01 م

■ كتبت: علا نافع

مع ارتفاع أسعار الأسمدة الكيماوية وعدم توافرها فى كثير من الأحيان، خطرت على بال محمود الحديدى ذى الثلاثين عامًا فكرة تربية دود الريدويجلر أو «دودة الأرض الحمراء» الذى له قدرة فائقة على تحويل المخلفات العضوية إلى سماد يعرف باسم «فيرمي كومبوست» يستخدم فى كثير من الزراعات التقليدية، فضلًا عن تدعيم خصوبة الأرض الزراعية وتقويتها مع أول تسميد به، والأهم أنه لا يتطلب إمكانيات كبيرة، إذ يمكن الاعتماد على فضلات المنزل في تغذيتها شرط توفير بيئة رطبة تساعدها على النمو السريع.

◄ دود الريدويجلر وتايجر وورم بديل لأعلاف الأسماك

◄ يتغذي على فضلات الطعام وقشر البيض النيئ

ومنذ لحظة تفكير محمود الحديدي فى هذا المشروع وجد عشرات من صفحات الفيسبوك تضم آلاف المربين، حيث بات هذا المشروع من أكثر المشروعات ربحية فى مصر، فالكل يطرح تجربته فى تربية دود «الزاحف الأفريقى» و«تايجر وورم» و«الريدويجلر» دون تكبد تكلفة عالية خاصة أنها تتكاثر عشر مرات سنويًا وتنجب نحو عشر دودات، كما تستخدم كبديل لأعلاف الأسماك فى المزارع السمكية ببعض الأحيان لقيمتها الغذائية العالية، وهناك بعض الدراسات العلمية التى أكدت قدرة تلك الديدان على معالجة الجروح وسرعة التئامها.

وفي اليوم الأول لتنفيذه المشروع استعان بكمية محدودة من المخلفات العضوية مثل قشور الفاكهة والبيض مع صندوق بلاستيكي به عدة ثقوب مفروش بقطعة كبيرة من الكرتون لتكون مصدرًا للكربون، وقام برش كمية محدودة من الماء من آن لآخر لتكون الديدان قادرة على إنتاج السماد الحيوى، وبمرور الأيام نجح فى الحصول على كمية كبيرة من الكومبوست استعان به فى تسميده لتربة أرضه الزراعية.

ولم يكن ذلك الدود يستخدم فقط فى إنتاج السماد العضوى بل هو غذاء مثالي للأسماك لاحتوائه على البروتينات المعقدة كبديل للأعلاف المستوردة.

◄ الكومبوست
وتضج مواقع التواصل الاجتماعي بالعديد من الصفحات الخاصة بمربى دود الكومبوست، ومن أشهرها «يوميات مربى دود ريدويجلر جروب» و»ثقافة تربية دود الأرض وإنتاج الفيرميكومبوست»، فهما ملتقيان لكافة المهتمين بتلك التجارة، يقدمون نصائحهم حول كيفية شراء الدود وطرق تغذيته المثالية، بخلاف طلبات الشراء والبيع المختلفة فى جميع المحافظات، وقد وصل عدد متابعى الصفحتين لأكثر من مئة ألف زائر، وهدفهم الأساسى إنتاج سماد عضوى له قيمة تسويقية عالية.

◄ الزاحف الأفريقي
 سعيد زين أحد مربى دود «الريدويجلر» من مركز أشمون بمحافظة المنوفية يقول: مع ارتفاع أسعارها، بات الاعتماد على الأسمدة الكيماوية باهظ الثمن مما جعل الكثير من الفلاحين يبحثون عن مصدر آخر، وتعد الأنواع المختلفة من ديدان الأرض أحدها وعلى رأسها «الزاحف الأفريقي» و«تايجر وورم» و«ريدويجلر» وتتباين أسعارها وأحجامها، مشيرًا إلى أن تلك الديدان تتكاثر 10 مرات سنويًا وتنجب نحو 10 دودات على الأقل.. ويتابع: لا تحتاج تربية الديدان سوى متطلبات بسيطة وهى مخلفات عضوية مثل بقايا الطعام وقشر البيض النيئ، إضافة إلى تفل الشاى والقهوة كمصدر للكربون اللازم لعملية النمو، بشرط توافر درجة حرارة تتراوح بين 15 و25 درجة مئوية، مؤكدًا ضرورة رش الماء من آن لآخر لإنتاج السماد. لافتا إلى أن هذه الديدان تستخدم أيضًا كعلف للأسماك خاصة فى المزارع السمكية التى تتكلف أطنانًا كبيرة من العلف المستورد.

◄ براميل محكمة الغلق
فيما يقول محمد عبدالعزيز أحد رواد المشروع: يمكن تنفيذ المشروع فى أى منزل للتخلص من بقايا الطعام والفضلات منعًا للتلوث وانتشار الأمراض المعدية باستثناء بقايا اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان، وذلك عن طريق براميل أو صناديق بلاستيكية كبيرة الحجم يتم ثقبها، ثم يفرش على أرضها قطع كبيرة من الكرتون عليها فضلات الطعام، وتخلط كل المكونات مع الديدان كى تكون قادرة على إنتاج السماد العضوى.

ويشير إلى أن الإسراف فى وضع بقايا الفضلات قد يصيب الديدان ببعض الأمراض ويسبب وفاتها ناهيك عن الرائحة العفنة بالمكان، مؤكدًا أن سماد دود الكمبوست يتراوح سعره بين 8 و10 جنيهات للكيلو الواحد.

وعن فوائد سماد الدود يقول: يعد من الأسمدة العضوية ذات القيمة العالية للتربة مقارنة بالأسمدة الكيماوية التى تضر بخصوبة الأرض على المدى البعيد، كما أنها تسبب الكثير من الأمراض المزمنة، إضافة إلى أن تكلفة التسميد الكيماوى تبلغ مابين 15 إلى 17 ألف جنيه للفدان الواحد مقارنة بالسماد العضوى الذى لا يزيد عن 12 ألف جنيه.

ويشير عبد العزيز أن دود الزاحف الأفريقى يزيد سعره عن الريدويجلرز نظرًا لسرعته وإنتاجه العالى للسماد فى وقت أقل، فيصل سعر الكيلو الواحد إلى أكثر من ألف جنيه، أما الريدويجلر فسعره 700 جنيه.

◄ مشروع مربح
أما حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، فيقول: يمكن تربية دود الكمبوست فى أى منزل نظرًا لسهولة المشروع واعتماده على الفضلات المنزلية وصناديق بسيطة تحتضن الإنتاج، حيث يعتمد على الديدان المستوردة من أستراليا التى تقوم بتحويل فضلات الطعام إلى سماد عضوى إضافة إلى كونه علفا للأسماك.

وعن إنتاج الدود من الأسمدة يشير إلى أن الدودة الواحدة التى تزن 50 جراما تنتج ما يضاهى 25 جرامًا من السماد فى الشهر الواحد، مؤكدًا أن هذا المشروع يسهم فى توفير فرص عمل للشباب والفلاحين.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة