الجمعة، 14 يوليه 2023 - 08:18 م

كل المؤشرات تؤكد أن قمة دول جوار السودان التى استضافتها مصر الخميس الماضي ستشكل حجر الزاوية نحو إيجاد تسوية سياسية للأزمة المستعصية التي اندلعت في منتصف أبريل الماضي.

لأن الخبرة المصرية فى أزمات وقضايا المنطقة، وضعت يدها على بوادر الحل وأهمها تحديد آلية تضع التوصيات موضع التنفيذ، بجانب تشكيل خلية وزارية تعقد اجتماعها الأول فى تشاد لإيجاد حل شامل للأزمة.

والحل يبدأ من أن يرفع الجميع أيديهم عن السودان وعدم تدخل الأطراف فى شئونه، والتركيز على الجانب الإنسانى لرفع المعاناة عن الأشقاء، الذين يعانون من ويلات النزوح ونقص الغذاء والأدوية.

كانت مصر حاضرة بقوة، تنطلق من حرصها على الشعب السوداني وانقاذه من الألم والمعاناة، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، يتم خلاله إدارة حوار سياسى بين كافة الأطراف لوضع حد للحرب.

وحرص قادة دول الجوار على التعبير عن آمالهم ان تحمل قمة القاهرة بشائر الحل .

الرئيس التشادي محمد ديبي قال إنه أصيب بالصدمة عندما زار حدود بلاده مع السودان من مشاهد النساء والأطفال الذين تركوا كل شىء ولجأوا إلى بلاده.

رئيس جنوب السودان سلفاكير تحدث عن الدمار الذى يحدث فى السودان، وأن دول الجوار والمنطقة كلها يجب أن تجتمع لإيجاد حل لهذه المشكلة، وأن تكون مصلحة الشعب السودانى هى الاساس .

رئيس إفريقيا الوسطى فاوستين اركانج حذر من الموقف المأساوى الذى يتفاقم كل يوم، ويشكل تهديداً لدول الجوار، حيث استقبلت بلاده 14 ألف مهاجر سودانى بجانب التوتر الشديد على الحدود.

أعجبنى تعبير «القمة النبيلة» الذى جاء على لسان رئيس المجلس الرئاسى الليبى محمد يونس، فى وصفه للقمة وبالفعل كانت نبيلة.
جاءت فى توقيت شديد الصعوبة، بعد أن فشلت كل المبادرات فى تحقيق وقف دائم أو مؤقت لإطلاق النيران، مما أدى الى زيادة معدلات النزوح إلى دول الجوار، والنقص الكبير فى المواد الغذائية والأدوية.

وجاء التنظيم فى قمة القاهرة دقيقاً وناجحاً فى وقت قصير للغاية، واشاد رؤساء الدول والوفود بالجهد الكبير الذى بذله الرئيس، وبالحفاوة الشديدة والتنظيم الرائع .

وجسدت مبادرة الرئيس السيسي الخبرة المصرية فى فهم مشاكل المنطقة وأزماتها، والوصول من أقصر الطرق إلى مقترحات تبلور بداية حقيقية لإنهاء مأساة الشعب السودانى.

بداية حقيقية لأنها تستهدف كما قال الرئيس أن يزيل الله هذه المحنة، فقلوب المصريين تدمى من مشاهد الخراب والدمار والقتل، ويشعر المصريون بمعاناة أشقائهم فى السودان، ويدعون الله أن يحفظ السودان وشعبه.

وأنجزت القمة تشكيل آلية منبثقة من المؤتمر لوضع خطة عمل تنفيذية للتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية، وتقوم بالاتصال المباشر لكل أطراف الأزمة، والتنسيق مع الآليات والأطراف القائمة.

وتعرض الآلية نتائج اجتماعاتها وما توصلت إليه من توصيات على القمة القادمة لدول جوار السودان، فى أجواء مليئة بالأمل أن تكون قمة القاهرة هى الحاسمة فى إنقاذ السودان من المأساة المروعة.