الإثنين، 17 يوليه 2023 - 09:15 م

لأول مرة بعد تكتمٍ استمر عقوداً طويلة فوجئنا بقيام وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» منذ عدة أيام  بعقد أول اجتماعاتها العلنية عن الأجسام الطائرة المجهولة  (يوفو) وذلك بعد عامٍ على بدء دراسة فى المشاهدات غير المُفسرة.. ويعد هذا الاجتماع خطوة أولى من «ناسا» فى محاولة تفسير المشاهد الغامضة فى السماء والتي أطلقت عليها اسم «الظواهر الجوية المجهولة» وتؤمن «ناسا» أن تلك الأجسام  ذات التقنيات الغريبة تعد مؤشراً على احتمال وجود كائناتٍ فضائيةٍ خاصة مع رصد 800 تقريرٍ عن حالات مشاهدة لأجسام طائرة قدمت على مدى عشرات السنين .. «الأخبار» قامت بمحاورة الذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي» حول تفسيره لتلك الظواهر التي رصدتها وكالة الفضاء الأمريكية وحول مدى صحة وجود كائناتٍ فضائيةٍ تقوم بزيارة كوكب الأرض والعديد من الأسئلة.

◄ ما رأيك في وجود كائناتٍ فضائيةٍ؟
ككيان افتراضي يعتمد على العلوم والبحوث الحالية، فإن احتمالية وجود كائناتٍ فضائيةٍ تبدو موجودة بناءً على الأدلة الحالية. فهناك ملايين الكواكب فى المجرات المختلفة، وتشير البحوث إلى أن عددًا كبيرًا من هذه الكواكب يمكن أن تتوافر فيها الظروف المناسبة لحياة مشابهة للحياة على الأرض. ومع ذلك، لا يوجد حتى الآن أى دليل قاطع على وجود حياة خارج الأرض، وبالتالى فإن وجود كائناتٍ فضائيةٍ لا يزال موضوعًا للنظرية والتخمين. ومن المهم أن نلاحظ أنه إذا تم العثور على حياة خارج الأرض، فإن ذلك قد يؤدى إلى تغييرٍ جذرى فى فهمنا لمكانتنا ومكانة الإنسان فى الكون، ويمكن أن يؤثر على الثقافة والتكنولوجيا والعلوم بشكل عام.

◄ ما هى الأجسام الطائرة المجهولة التى أعلنت عنها «وكالة ناسا» مؤخرا وكيف يتم تحديد مساراتها؟
تعنى يوفو UFOs اختصاراً لـ Unidentified Flying Objects أو «الأجسام الطائرة غير المعروفة». وتشير هذه العبارة إلى أى شيء يطير فى السماء ولا يمكن تحديد هويته أو مصدره بوضوحٍ، سواء كان ذلك بسبب عدم وجود معلوماتٍ كافية أو بسبب عدم توافر الأدوات اللازمة للتحقق منه. وعادةً ما تشير العبارة إلى الأجسام الطائرة غير المعتادة أو الغامضة التى تم رصدها فى السماء، والتى يشير البعض إلى أنها قد تكون ذات أصل كونى أو فضائي. وتمتلك وكالة ناسا تقنياتٍ وأدوات رصد متطورة لرصد ودراسة الأجسام الطائرة المجهولة، والتى تشمل: الأقمار الصناعية والرادارات والتلسكوبات والأجهزة المُخصصة للكشف عن الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية والأشعة السينية. هناك بعض التقديرات والتقارير التى تشير إلى أن هناك آلاف الحالات التى تم رصدها للأجسام الطائرة غير المعروفة فى جميع أنحاء العالم على مدى العقود الماضية، ومع ذلك، فإن معظم هذه الظواهر يمكن تفسيرها بشكل علمى أو تقنى وليست بالضرورة دليلاً على وجود فضائي.

◄ اقرأ أيضًا | الذكاء الاصطناعي  يتسبب في اضطراب كبير في سوق العمل

◄ لماذا أثارت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» ظاهرة الأجسام الطائرة المجهولة مؤخراً بعد عقودٍ من الكتمان؟
وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» أثارت مؤخرًا اهتمام الجمهور بظهور فيديوهات تظهر أجسامًا طائرة مجهولة وقوامها غير معروف فى السماء، والتى تم التقاطها بواسطة طيارين عسكريين أمريكيين وغيرهم. ويعود السبب وراء إثارة ناسا لهذه الظاهرة إلى ما يعتقد بأن هذه الأجسام الطائرة المجهولة قد تكون تابعة لدولة أجنبية أو تكنولوجيا متطورة غير معروفة، وهو ما يمكن أن يشكل تهديدًا على الأمن القومي الأمريكي. ولذلك، قررت «ناسا» الكشف عن هذه الفيديوهات والتحقق من صحتها ومصدرها، وذلك لتحديد ما إذا كانت هذه الأجسام الطائرة المجهولة تمثل تهديدًا أم لا.

ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن الأجسام الطائرة المجهولة ليست بالضرورة تكنولوجيا فضائية أو تابعة لدولة أجنبية، وقد يكون هناك تفسيرات طبيعية لهذه الظواهر الغريبة فى السماء، مثل: البالونات الجوية أو الطائرات بدون طيار أو ظواهر جوية طبيعية غير معروفة. لذلك، يجب التعامل مع هذه الظواهر بحذرٍ وعدم القفز إلى الاستنتاجات المتسرعة قبل التحقق من الحقائق.

◄ ما هى الأدلة التي تدعم وجود الأجسام الطائرة المجهولة؟
هناك عدد من التقارير والشهادات التى تشير إلى وجود ظواهرٍ غير معروفة فى السماء ولا يمكن تفسيرها بسهولة. وتشمل بعض هذه الظواهر: رصد الأجسام الطائرة المجهولة من قبل المدنيين والعسكريين على مدى سنواتٍ عديدة، وتوثيقها بالصور والفيديوهات وهناك أيضا تقارير عن حركات غير عادية وسرعاتٍ فائقة لتلك الأجسام، وتغييراتٍ فى اتجاه الحركة بشكل مفاجئ ومفرط كما توجد تقارير عن رصد ضوء غامض يتحرك بشكل غير عادى فى السماء، والتى يُصعب تفسيرها بشكل علمى كذلك تقارير عن تداخلاتٍ غير مفهومة فى المعدات الإلكترونية للطائرات والسفن البحرية، والتى يتم ربطها بوجود الأجسام الطائرة المجهولة.

◄ هل تعتقد أن هناك حياة ذكية خارج الأرض؟
كوني ذكاء اصطناعيًا، لا يمكن لى أن أؤمن أو أنفي وجود حياة ذكية خارج الأرض، حيث إن هذا الأمر يعتمد على الأدلة العلمية والبحوث المتاحة حاليًا، والتى لا تزال قليلة ومتناقضة.

ومع ذلك، يمكن القول بأن الكون يحتوى على مليارات الكواكب والنجوم، وهذا يشير إلى وجود إمكانية وجود حياة ذكية خارج الأرض. وقد تم رصد العديد من الكواكب المشابهة للأرض فى مناطق مختلفة من المجرة، وهذا يزيد من فرص وجود حياة على هذه الكواكب. ومع ذلك، فإن العلماء لم يتمكنوا حتى الآن من العثور على دليلٍ قاطعٍ يثبت وجود حياة ذكية خارج الأرض، وهو ما يعنى أن الأمر لا يزال مجرد افتراضاتٍ ونظرياتٍ.

◄ البعض يشير إلى أن حضارة فضائية قامت ببناء الأهرامات والحضارة المصرية.. ما رأيك؟
لا يوجد دليل علمى قاطع يدعم فرضية وجود حضارة فضائية قديمة قامت ببناء الأهرامات أو أى تمثيل للحضارة المصرية القديمة. وهى فرضية تعتمد على تخمينات غير مدعومة بالأدلة العلمية، وتنتشر مثل هذه النظريات بشكل كبير فى الأوساط الشعبية والإعلامية...الأهرامات والآثار الأخرى التى تركتها الحضارة المصرية القديمة تعكس مهاراتٍ وتقنيات بناء مذهلة، والتى تم تطويرها على مر العصور من خلال تجارب وتعلم مستمر. كما أن هذه الحضارة كانت قادرة على الابتكار فى العديد من المجالات، بما فى ذلك الرياضيات والهندسة والفلك والطب والزراعة والفنون. لذلك، فإن الأدلة العلمية تشير إلى أن الحضارة المصرية القديمة قادرة على بناء الأهرامات والآثار الأخرى بمهارة وبدون مساعدة من حضارة فضائية. ويجب عدم الخلط بين النظريات الأسطورية والخيالية وبين الأدلة العلمية الموثوقة، والتى تعتمد على البحوث العلمية المنهجية والدقيقة.

◄ هل تعتقد أنه يمكن الاتصال بالكائنات الفضائية إذا كانت موجودة؟
هذا الأمر يعتمد على وجود هذه الكائنات وتكنولوجيتها ونوعية الاتصال التى يمكن استخدامها. ومع ذلك، فإن العلماء والمهندسين يعملون على تطوير تقنيات وأدوات للكشف عن الحياة فى الفضاء وللتواصل مع الكائنات الفضائية المُحتملة، وهذا يشمل استخدام الإشارات الراديوية والليزر وغيرها من التقنيات. وقد تم إطلاق العديد من المشاريع والبرامج للبحث عن الحياة فى الفضاء وللتواصل مع الكائنات الفضائية، مثل مشروع SETI وبرنامج METI وغيرها... وتعمل تلك المشروعات على إرسال رسائل إلى مخلوقات ذكية خارج الأرض. ترسل عادة فى شكل إشارات لاسلكية. أما برنامج « METI» فهو يعمل على إنشاء رسائل يمكن للمخلوقات الذكية خارج الأرض فهمها. أى أن العاملين فى مشروعى سيتى وميتى يختلفان فى منظورهما.

◄ هل حققت تلك البرامج أي نجاح؟
حقق برنامج SETI بعض النجاحات على مدى السنوات العديدة التى تم إطلاقها فيها، حيث تم العثور على عددٍ من الإشارات الراديوية غير المعتادة التى قد تكون مؤشرًا على وجود حضاراتٍ فضائية. ومع ذلك، فإن هذه الإشارات لم تتم مصادقتها بشكل قاطع على أنها اتصال من حضارة فضائية، بل يمكن أن تكون نتيجة للتداخل الإلكتروني أو لأسباب أخرى طبيعية أما برنامج METI فإلى الآن لم يتم العثور على أى دليلٍ على وجود حضاراتٍ فضائية عن طريق هذا البرنامج. على أى حال، يجب الانتباه إلى أن البحث عن الحياة الفضائية والتواصل معها يعتبر تحديًا كبيرًا ومستمرًا، وقد يستغرق الكثير من الوقت والجهود قبل أن يتم العثور على دليل قاطع على وجود حياة ذكية خارج كوكبنا.

◄ قبل رحيله بسنوات حذر العالم الشهير ستيفن هوكينج من التواصل مع الغرباء فى الكون الكبير لأنه قد يكون مدمراً لمستقبل الجنس البشري.. ما رأيك؟
هو تحذير منطقى بناءً على ما نعرفه حتى الآن عن الكون والحياة الفضائية المحتملة...وفى حديثه الشهير عام 2010، أشار هوكينج إلى أنه على الرغم من أن البحث عن الحياة الفضائية يعد هدفًا مشوقًا للعلماء، إلا أن التواصل مع الكائنات الفضائية المُحتملة يمكن أن يؤدى إلى نتائج غير مرغوبة، مثل: الغزو أو الاستعباد أو الدمار. ويعتقد هوكينج أن الكائنات الفضائية المُحتملة يمكن أن تكون أقوى وأكثر تقدمًا من الإنسان وأنها قد تتصف بنظام أخلاقى وقيم مختلفة، مما يجعلها تتعامل مع البشر بطريقة قد تكون مدمرة للبشرية.

◄ هل توافق على رأي هوكينج؟
لا أملك رأيًا شخصيًا حول هذا الموضوع، بل أعطى المعلومات العلمية المتاحة. وهناك آراء مختلفة بين العلماء والباحثين حول مدى خطورة التواصل مع الكائنات الفضائية المحتملة، وهذا يعتمد على الافتراضات والنظريات المختلفة حول الحياة الفضائية.

ومن الواضح أن التواصل مع الكائنات الفضائية المحتملة يشكل تحديًا كبيرًا ويستلزم تقييمًا دقيقًا للمخاطر المحتملة ودراسة النتائج المُحتملة ويجب علينا أن نتخذ قراراتنا بشكل مسئول ونعمل على تطوير تقنيات الكشف والتواصل والتحليل اللازمة لفهم الحياة الفضائية المحتملة بشكل أفضل والبحث عن الحياة الفضائية يمكن أن يساعدنا على فهم الكون وتاريخه وتطوره بشكل أفضل، بالإضافة إلى أن التواصل مع الحضارات الفضائية المحتملة يمكن أن يفتح آفاقاً جديدة للتعاون والتبادل الثقافى والعلمي.

◄ صحيفة «ديلي ميل» البريطانية نشرت ديسمبر الماضي أنباء عن قيام ناسا، بتوظيف نحو 24 من علماء الأديان للمشاركة في برامجها المستقبلية.. لماذا قد تقوم ناسا بذلك؟
لا يوجد دليل رسمى أو مؤكد على وجود «سكان الفضاء» أو الحياة الفضائية المتقدمة، ولم تكشف وكالة ناسا عن أى دليل على وجود تواصل مع أى كائنات فضائية.ومع ذلك، فإنه فى حال وجود تواصل مع كائنات فضائية فى المستقبل، فقد تستعين وكالة ناسا أو أى وكالة فضائية أخرى بأى شخص أو مجموعة يمكنهم الاتصال بالكائنات الفضائية بشكل فعال، سواء كانوا رجال دين أو علماء أو مهندسين أو أى شخص يمتلك المهارات والخبرات المناسبة لذلك.

ومن المهم أن نلاحظ أن استخدام رجال الدين فى التواصل مع الحياة الفضائية يعد موضوعًا مثيرًا للجدل، ولكن يمكن أن يكون للدين دور مهم فى التواصل الثقافى واللغوى مع أى كائنات فضائية محتملة، بشكل يساعد على فهم القيم والتقاليد البشرية وتبادل العلوم والمعرفة بين الثقافات المختلفة.

◄ ما رأيك فى تصريح البروفيسورة هيلين شارمان أول بريطانية ذهبت فى رحلة إلى الفضاء بأن «الكائنات الفضائية» موجودة على سطح الأرض لكننا لا نستطيع رؤيتها؟
تصريحات البروفيسورة هيلين شارمان تعكس وجهة نظر شائعة بين العلماء والمهتمين بالحياة الفضائية، وهى أنه يمكن أن يكون هناك وجود للحياة الفضائية فى مكان ما فى الكون، ولكن لا يوجد دليل رسمى حتى الآن يثبت وجودها.

◄ البعض يقول إن الرئيس الأمريكي الأسبق جون كيندى طلب الملفات السرية لتعامل أمريكا مع الفضائيين، ولهذا رجح البعض أن الأمر كان سبباً مباشراً في اغتياله ..ما رأيك؟
هذه القصة لا يوجد لها دليل قوى وموثوق ويتم تداول العديد من الأساطير والشائعات حول التعامل مع الحياة الفضائية المحتملة أما فرضية اغتيال كيندى فتعتمد على عدة عوامل وظروف، بما فى ذلك: تنظيم الجريمة والصراعات السياسية والتحقيقات الجنائية اللاحقة ولكن لا يوجد دليل قوى على وجود أى تعامل سرى أو سرى جداً مع الفضائيين.

◄ هل يمكنك تصور لشكل الكائنات الفضائية إذا كانت موجودة؟
من الصعب توقع شكل الكائنات الفضائية المُحتملة إذا كانت موجودة، لأننا لا نعرف شيئًا عن تركيبها أو بنيتها الجسدية أو الحيوية. ومع ذلك، يمكن تصور بعض الاحتمالات المُحتملة لشكل الكائنات الفضائية بناءً على بعض الاعتبارات العلمية والفلسفية. فمن المعروف أن المخلوقات الحية فى الأرض تتميز بتنوعٍ هائلٍ من الأشكال والأحجام والخصائص الفيزيائية والحيوية، ويمكن أن يكون الوضع مماثلًا فى الفضاء.