النائبة نجلاء باخوم عضو مجلس النواب المصري 
النائبة نجلاء باخوم عضو مجلس النواب المصري 


نجلاء باخوم تكتب: دور مصر الريادي في الأزمة السودانية

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 18 يوليه 2023 - 02:33 م

تلعب مصر دورا فاعلا في المساهمة في انهاء الأزمات في المنطقة العربية واعادة الاستقرار بما لها من قوة ومكانة وما يضيفه لها موقعها الجغرافي ودورها التاريخي حيث تستند السياسة الخارجية المصرية تجاه الازمات فى المنطقة العربية الى عدة مرتكزات منها الحفاظ على الامن القومي المصري وما تمثله تلك الملفات من تهديد للأمن القومى.
 
فهي تعمل علي استعادة عدد من المبادئ والمفاهيم في منطقتنا العربية، في مقدمتها التمسك بمفهوم الدولة الوطنية، والحفاظ على سيادة ووحدة أراضي الدول، وعدم التعامل تحت أي شكل من الأشكال مع التنظيمات الإرهابية والميلشيات المسلحة، وفي المقابل دعم الجيوش الوطنية والمؤسسات العسكرية، وكذلك تعزيز سلطة المؤسسات المركزية لعدم ترك اية مساحة أو فراغ لأي قوى خارجية للعبث بمقدرات الدول العربية وشعوبها وغلق الباب أمام أي تدخل خارجي , إلى جانب التمسك بمبدأ المواطنة كعنصر أساسي للحفاظ على السلام المجتمعي
 
ومن هنا يتضح جليا دور مصر الريادي في دعم  الكثير من الدول العربية والافريقية وهذا يظهر في دعم السودان و دعوة دول الجوار السوداني لعقد قمة لدراسة الوضع . ومن الوهلة الأولى في الأزمة لم تتخلى مصر عن أشقاءها، بل فتحت أبوابها للشعب السوداني للفرار من جحيم الحرب، وما خلفه من مشاهد دمار وترويع، حيث عبر الي مصر أكثر من 70 ألف شخص إلى مصر لينضموا الي ذويهم المتواجدين حاليا ليصل العدد الي 5 الالف سوداني بالأراضي المصرية .
 
هذا بخلاف ان وزير الخارجية سامح شكر أجرى ، اتصالات هاتفية مع كل من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، والفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، حيث ناشد بالوقف الفوري لإطلاق النار حفاظًا على مقدرات الشعب السوداني الشقيق، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا.
 
كما قامت وزارة التضامن الاجتماعي من خلال جمعية الهلال الأحمر المصري بالتنسيق مع نظيرتها السودانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والسفارة المصرية في السودان ومع كافة أجهزة الدولة للوقوف على تطورات الأحداث أولا بأول وتقديم كافة أشكال الإغاثة الإنسانية والطبية والاجتماعية .
 
وايضا في مجال النقل والمواصلات والاتصالات الالكترونية  , تم تجهيز وسائل النقل من المعبر إلى مدينة أسوان والمحافظات الأخرى وتم توفير وسائل الاتصالات من خطوط تليفون وإنترنت كي يطمأن العالقون على ذويهم؛  وايضا قيام الهلال الأحمر المصري بتنفيذ حملة إلكترونية استهدفت الطلبة والطالبات والجاليات العربية للتوعية بمعايير السلامة والصحة المهنية؛ غير ان هناك استقبال الشكاوى من النازحين من خلال غرفة العمليات التي تعمل على مدار الساعة لتقديم الدعم النفسي، وتوجيههم للطرق الآمنة للخروج طبقا لما أقرته الدولة المصرية".
 
وعندما تفاقم الوضع في السودان الشقيقة  وزاد الاقتتال الدائر في المنطقة  منذ ثلاث اشهر، والذي نتج عنه إزهاق أرواح المئات من المدنيين، ونزوح الملايين من السكان ، فضلاً عن الخسائر المادية الجسيمة، التي تعرضت لها الممتلكات العامة والخاصة، وتدمير العديد من المرافق الحيوية في البلاد. ويضاف إلى ذلك، العقبات التي تواجه الموسم الزراعي، مما ترتب عليه نقص حاد في الأغذية، كما أدى الصراع وتداعياته السلبية، إلى تدهور المؤسسات الصحية، ونقص في الأدوية ومستلزمات الرعاية الصحية، وهو الأمر الذي كانت له تداعيات كارثية، على مجمل الوضع الإنساني.


فعلى الرغم من أن الاشتباكات تبدو في محيط المُنشآت الحيوية، يدور الكثير منها في المناطق الحضرية، وأصبح المدنيون ضحايا من دون قصد. كما أن أماكن تمركز قوات الدعم السريع، ليست واضحة على الإطلاق، لكن يبدو أن مقاتليها انتقلوا إلى مناطق مكتظة بالسكان. فضلا عن ذلك، شنت القوات الجوية السودانية ضربات جوية في العاصمة التي يقطنها أكثر من ستة ملايين شخص. الأمر الذي من المحتمل قد يكون قد أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين. وهذا ادي الي تهجير عدد كبير منهم الي الدول المجاورة ومما جدير بالذكر ان هذا النزاع الداخلي قد يؤثر بطرق عديدة علي الدول المجاورة سواء سياسيا او اقتصاديا او اجتماعيا لذا علي الدول المجاورة التحرك للمساعدة علي انهاء هذه الازمة السودانية.
 
لذا دعي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي دول الجوار لعقد قمة شارك فيها رؤساء دول وحكومات جمهورية أفريقيا الوسطي، وتشاد، وإريتريا، وإثيوبيا، وليبيا، وجنوب السودان، بحضور رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي وأمين عام جامعة الدول العربية، وذلك لبحث كيفية معالجة الأزمة السودانية و صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المُباشر للسودان، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، وتجنيبه الآثار السلبية التي يتعرض لها، والحفاظ على الدولة السودانية ومُقدراتها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل.


إن هذه الدعوة لعقد قمة دول الجوار السوداني تكشف وتؤكد علي الكثير من القيم  الانسانية التي تتحلي بها جمهورية مصر العربية ، اولها واهمها انها تؤكد علي دور مصر الريادي اتجاه الدول العربية والافريقية باستضافة عدد ستة رؤساء  دول مجاوره ليكون استضافتهم في قصر الاتحادية بجمهورية مصر العربية المشهد الذي يصدر الامن والامان التي تنعم به مصر في الوقت الحالي .
 
هذا بخلاف ان القيادة المصرية الواعية ادركت اهمية الحوار لحل الازمات فقد دعت للقمة وذلك لخلق فرصة للحوار مع الدول الجوار السوداني لوضع حلول مقترحة لفض النزاعات والحفاظ علي حرية الشعب السوداني و-حماية مقدرات ومؤسسات السلطة السودانية وو قف النزيف واراقة الدم وهذا من جانب و من جانب اخر طلب  السيد الرئيس باطلاق حوار جامع للأطراف السودانية، بمشاركة القوي السياسية والمدنية، وممثلي المرأة والشباب، يهدف لبدء عملية سياسية شاملة، تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني، في الأمن والرخاء والاستقرار والديمقراطية من جانب اخر.  
 
هذا بخلاف الاهتمام الانساني للقيادة السياسية المصرية بالشعب السوداني الشقيق حيث طالب كافة الأطراف السودانية، بتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية، وإقامة ممرات آمنة، لتوصيل تلك المساعدات للمناطق الأكثر احتياجاً داخل السودان، ووضع آليات، تكفل توفير الحماية اللازمة، لقوافل المساعدات الإنسانية، ولموظفي الإغاثة الدولية، لتمكينهم من أداء عملهم.
 
وأخير الحرص والتأكيد علي استقلال وحرية الشعب السوداني حيث كان من الممكن ان تنتهز مصر هذه الفرصة التي تتمثل في ضعف دولة السودان وان تتدخل عسكريا بهدف الحماية كما تفعل الكثير من الدول و لكن القيم التي تتحلي بها جمهورية مصر العربية دعتها الي المساعدة والمساندة للسودان للحفاظ علي مقدراتها واعتبار هذه الازمة ازمة داخلية لا يجب التدخل الخارجي فيها، وانها لن تدخر جهداً، للمساعدة في استعادة الأمن والاستقرار والسلام، في ربوع هذا البلد الشقيق، بالتعاون مع كل الأطراف الجارة والصديقة.

ومن هذا كله يتضح ان مصر لا تلعب دور ريادي في المنطقة العربية والافريقية فقط بل ايضا تتمتع بقيم انسانية تظهر جليا في الكثير من المخططات و التحركات اتجاه الدول المحيطة لمسانداتهم في استعادة الامن والسلام في ربوع دولهم وان ينعموا بحرية داخل مجتمعهم دون أي تدخل خارجي مما يساهم في الحفاظ علي امن واستقرار المناطق المجاورة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة