جانب من حملات الوقاية
جانب من حملات الوقاية


حمى الضنك.. كيف يعيش الأهالي في قرية «سندل» بقنا مع المرض الغامض؟

أبو المعارف الحفناوي

الخميس، 20 يوليه 2023 - 12:25 م

قرية صغيرة يبلغ تعداد سكانها، 4163 نسمة، هنا في أقصى جنوب مصر، وتحديدًا في محافظة قنا، إحدى محافظات الصعيد، اشتهرت في الآونة الأخيرة،  بإصابة عدد من مواطنيها بمرض غامض، انتشر في القرية.

اقرأ أيضا| سنة أولى طب جنوب الوادي.. 28.51 % نسبة النجاح |خاص

أعراض المرض المتشابهة بين المواطنين، زاد من حدة الخوف والتوتر والقلق، بعدما علموا أنه ربما يكون حمى الضنك، فالأعراض كانت متمثلة في ارتفاع درجة الحرارة وقيء، وتكسير عظام، ودوخة، وصداع، وتستمر هذه الأعراض ما بين 3 إلى 10 أيام على حد قولهم.

وبعد أن أعلنت وزارة الصحة، نتيجة التحاليل، التي تم سحبها من القرية، أثبتت التحاليل أن المرض الغامض، هو حمى الضنك، وبعض الحالات مرتبطة بحالات ظهرت عليها الأعراض في مدينتي سفاجا والقصير.

تعايش الأهالي مع الوضع القائم، والحياة هناك تسير على طبيعتها، فهناك خوف الأهالي على بعضهم البعض من انتقال العدوى، كما أن هناك حملات مكثفة من الصحة لتطهير القرية وتعقيمها للحد من انتشار العدوى بين المواطنين.

الحياة هنا لبست صعبة كما يعتقد البعض، أو هناك حجر صحي على أهالي القرية، فجميع الحالات المصابة، تتلقى العلاج في المنزل، مع تواجد فريق طبي متكامل لمتابعة الحالات.

وكانت وزارة الصحة أعلنت أنه في ضوء قيام وزارة الصحة والسكان بتقصي الوضع الوبائي المتعلق بوجود حالات مرضية في نجع سندل التابع لقرية العليقات بمركز قوص ــ محافظة قنا، وبعد توجيه فرق مركزية للقرية لمتابعة وتقييم الموقف والقيام بالتقصيات الميدانية لمناظرة الحالات المشتبه بها وعمل التقصي الميداني وأخذ العينات البيئية وتحديد السبب المحتمل للحدث، واتخاذ الإجراءات الوقائية.

قامت فرق وزارة الصحة، بمناظرة الحالات وأخذ عينات معملية للفحص من الحالات التي ظهر عليها الأعراض المرضية، كما تم أخذ عينات بيئية من المياه والصرف الصحي، وأخذ عينات من البعوض ويرقات البعوض، خضعت جميعها للفحص بالمعامل المركزية بوزارة الصحة والسكان، أظهرت نتائج التقصي والتحاليل المعملية ونتائج  قياس كثافات البعوض والتصنيف والترصد الحشري وفحص اليرقات، وجود البعوضة الناقلة لمرض حمى "الضنك" والمعروفة باسم الزاعجة المصرية، كما أظهرت النتائج المعملية لعينات الدم المسحوبة من الحالات المرضية من خلال فحص الأجسام المضادة، وفحص الحمض النووي إيجابية بعض العينات لمرض حمى الضنك "الحمى المؤلمة للعظام".

وبحسب ما أعلنته منظمة الصحة العالمية، فإن حمى الضنك "الحمى المؤلمة للعظام" هي عدوى فيروسية يسببها فيروس حمى الضنك، والذي لا ينتقل بشكل مباشر من البشر إلى البشر، وينتقل إلى البشر عند تعرضهم لـ«لسعات» البعوض الحامل لهذه العدوى  والذي ينتشر في أكثر من 100 دولة على مستوى العالم، وتقدر عدد الاصابات من المرض بنحو 400 مليون حالة سنويا، كما أن 40% من سكان العالم يواجهون التعرض للإصابة بالمرض وطبقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية فإن أكثر من 95% من الحالات المبلغة على مستوى العالم تظهر عليها أعراض خفيفة، مثل "صداع حاد، ألم خلف العينين، آلام بالعضلات والمفاصل، غثيان، قيء، انتفاخ الغدد، طفح جلدي" وعادة ما تدوم الأعراض بين يومين إلى سبعة أيام، وتستجيب للعلاج بمخفضات الحرارة "الباراسيتماول" وتتكرر التفشيات الوبائية للمرض ما بين 3 إلى 5 سنوات.

يعتبر الناقل الرئيسي للمرض هو بعوضة الزاعجة المصرية، كما تنقل المرض بصورة أقل الزاعجة المرقطة وينتقل الفيروس إلى الإنسان عبر لسعات إناث البعوض المصابة، وتتكاثر البعوضة في أماكن تجمع المياه الراكدة وتجمعات القمامة والصرف غير المغطى والخزانات المكشوفة والتي تعتبر بيئة مناسبة لتكاثر البعوض, لذا فإن أفضل سبل المكافحة هي تحسين مستوى النظافة العامة والعمل على منع تواجد القمامة والمستنقعات والمياه الراكدة.

وتؤكد وزارة الصحة والسكان أن جميع الحالات المصابة هي حالات بسيطة وتلقت علاجها بالمنزل ولا توجد حالات من القرية، تم حجزها بالمستشفيات  نتيجة لمرض حمى الضنك ولا توجد أي حالات وفاة، وبعض الحالات مرتبطة بحالات ظهرت عليها الأعراض في مدينتي سفاجا والقصير.

كما تؤكد وزارة الصحة والسكان اتخاذ وتنفيذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية في مكافحة نواقل المرض والحد من انتشاره.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة