الجمعة، 21 يوليه 2023 - 05:07 م

ناهد شردت في كلام زوجها لها :«عيونك ذابلة...الهالات السوداء ملأت أسفل ينيكيّ...الترهل زحف لكل جسمك الأفخاذ والأرداف...ما الذي دهاك حتي تتركي حواجبكِ كثة وشعيرات تتناثر في خدّيكي...حتي مزيل العرق لا تستخدمينه...»

 هرعت إلى المرآه تفحصت وجهها وتأملت قدها وتشممت رائحة جسمها .. لم تلاحظ تغيراً فهي كما هي لا تبديل ولا شيء طرأ علي شكلها ولا توجد رائحة منفرة منها .. ما الذي حدث لهذا الرجل؟

....ما الذي جعله ينتقدني بهذه الطريقة ولماذا الآن؟

 فأنا كما أنا...

 جذبت سماعة التليفون.. فهي لا تحب استخدام الموبايل.. وبعصبية زائدة ضغطت علي الأزرار وطلبت رقم صديقتها إلهام التي تعتبرها مستشارتها الخاصة بالأمور الحياتية والشخصية..

إلهام كانت متزوجة وطُلقت من زوجها بعد زواج دام خمس سنوات وهي الآن وحيدة.. وناهد لا تخفي عليها شيئا مما يحدث بينها وبين زوجها وتستمع لنصائحها، أسهبت لها في الحديث الذي كان.. وأمر زوجها وما جدّ عليه

 لابد من وجود امرأة اخري ظهرت في طريق زوجك.. دفعته للمقارنة بينك وبينها وحتماً هي تتفنن في إظهار مفاتنها له، ومن هنا زوجك دخل في طور اتهامك بعدم الاهتمام بهيئتك.

 صدمة رد صديقتها وتحليلها للوضع جعلها تنهار وتسألها.. ماذا سنفعل.. أقصد ماذ سأفعل لو تحليلك صائب وامرأة أخري تتلاعب أمامه

    أنا اري أن تفعلي مثلما فعل

أخونه؟

لم أقل ذلك

ماذا تقصدين؟

انظري إلى عيوبه وشخصيها أمامه

فهمت قصدك

 نفذت ناهد ما أوصتها به إلهام وبادلت زوجها مكايدته في بيان نواقصه .. البرفان الذي تضعه رائحته نفاذة غير مقبولة.. ذقنك غير محلوقة.. شعرك غزاه البياض.. الكرافات لونها باهت.. لماذا لا تلبس لي في البيت ألوان مبهجة.. دائما تصرخ في وجهي مع كل أكل ولا تنطق لي بكلمة شكر واحدة...

 تأملها وهو يجذب باب الشقة، لا فائدة.. أيضا أخرجتي أسرارنا، بل وتفعلين ما قيل لك

.. كيف عرفت

.. لقد عرفت من المرأة الأخرى التي ظهرت بطريقي ...أغلق الباب تاركاً ناهد مذهولة وارتمت علي التليفون لتتصل علي صديقتها التي لم ترد ولن ترد.