آمال عثمان
آمال عثمان


أوراق شخصية

ثقافة الأسرة البديلة

آمال عثمان

الجمعة، 21 يوليه 2023 - 06:23 م

تساءلتُ فى المقال السابق، عن شروط وقواعد منح التراخيص لدور الأيتام التابعة لوزارة التضامن، وعن المواصفات العلمية والأخلاقية، والسيرة الذاتية التى يجب أن تتوافر فى الشخص المؤهل لإدارة مؤسسات رعاية الأطفال والمراهقين. وذلك بعد الوقائع العديدة التى تابعتُها خلال السنوات الأخيرة، وتشير- بما لا يدع مجالاً للشك - إلى أن كثيراً من تلك المؤسسات تحولتْ إلى وسيلة للتربح، وتحقيق المصالح، وآخر هذه المؤسسات «دار النصيري»، صاحبة ملف يحمل عنوان «دار فى حالة حرجة!!».

وخلال حديثى مع الكاتب الصحفى أحمد السرساوى، حول هذا الملف الشائك، ليس بحكم الزمالة الطويلة فى «أخبار اليوم» فحسب، بل لعمله فترة مستشاراً إعلامياً مع د. غادة والى خلال فترة توليها وزارة التضامن، وبحكم انشغاله كصحفى مهموم بهذه القضية الإنسانية الشائكة، أخبرنى أنه اكتشف خلال عمله نماذج مشرفة، منها فتاة حصلت على ليسانس بتقدير جيد جداً، رغم الإغراءات التى تعرضت لها من زميلاتها بالدار، وكادت تودى بها للانحراف، لكنها كانت قوية وسلّمها الله من تلك الشرور، لذا ساعدها أن تحصل على فرصة عمل، بجانب توفير كشك من محافظ الجيزة، حققا لها دخلاً مناسباً للإنفاق على دراستها الجامعية، وقدمها للإعلام لتكون مثالاً لكل فتاة تمر بظروفها.

نموذج آخر بين الشباب كان يصر على التفوق فى دراسته الجامعية، وظل الأول على دفعته على مدى 4 سنوات، وأصبح معيداً بإحدى الجامعات الحكومية، لكنه رفض الظهور الإعلامى، واحترم زميلى تلك الرغبة المحق فيها ـ برأيى ـ فى ظل مجتمع ضاعت فيه كثير من القيم والأخلاقيات، وطغى بين أهله التنمر والسخرية والنميمة.

لكنه وافقنى أن تلك النماذج المشرفة، ليست إلا خروجاً عن القاعدة، التى تتمثل فى أعداد كبيرة من «الضحايا المذنبات والمذنبين»، وذلك للعديد من الأسباب، تأتى فى صلبها طريقة التربية منذ الطفولة داخل مؤسسات الرعاية، التىتسرب إليها كل ما يعانيه المجتمع من مشاكل وسلوكيات وسلبيات، وعدم الاهتمام باختيار مشرفين وأخصائيين مؤهلين، فضلاً عن ثغرات القانون.

أعلم أن د. نيفين القباج وزيرة التضامن فى طريقها لإصدار قانون يعالج الكثير من الثغرات والمشاكل، لكننا أيضاً فى أشد الحاجة لتغيير ثقافة المجتمع، وتشجيع ثقافة الأسر البديلة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة