رفعت فياض
رفعت فياض


سطور جريئة

فشل التعليم الإلكترونى 4

رفعت فياض

الجمعة، 21 يوليه 2023 - 08:32 م

 استمرارا فى نشر آراء الخبراء والمتخصصين فى مجال التعليم عما سبق أن تناولته منذ عدة أسابيع فى هذا المكان عن فشل التعليم الإلكترونى بعد إعلان العديد من الدول وفى مقدمتها السويد العودة للكتاب الورقى والتعليم الحضورى بعد أن ثبت لهم أن نظام التعليم والامتحانات الإلكترونية قد دمر العملية التعليمية بها وقلل من نسبة التحصيل الدراسى للطلاب، وتوارى بسببه دور المدرس أو أستاذ الجامعة فى التربية والتوجيه والإرشاد وبناء الشخصية للطالب أو التلميذ وهم أساس العملية التعليمية، وعليه  قررت السويد على سبيل المثال العودة إلى النظام الورقى سواء فى الامتحانات أو الكتاب المطبوع بعد فشل هذا الشكل من التعليم فى تكوين شخصية الطلاب وأدى إلى  ضعف مستواهم بشكل كبير جدا طوال السنوات الماضية مما أنذر بالخطر على السويد كلها كما أقرت بذلك الحكومة السويدية قبل أن تتخذ قرارها فى هذا الشأن.

أرسل لنا د. أحمد الجيوشى النائب السابق لوزير التربية والتعليم لشئون التعليم الفنى رأيه فى هذا المجال والذى أكد فيه إيمانه بأن التكنولوجيا فى التعليم أمر مهم وضرورى ومطلوب وحيوى ومطبق فى معظم دول العالم، لكن الأهم من كل ذلك والذى فطنت له الدول الأكثر نموا بعد تجارب عديدة أن «الإفراط» أو «الإسراف» فى استخدام التكنولوجيا فى التعليم (الكمبيوتر واللابتوب والتابلت والإنترنت) يؤدى لانعزال الطالب عن بيئته المدرسية والتعليمية والتربوية وعن معلميه هو أمر يؤدى لنتائج سلبية على سلامة العملية التعليمية برمتها، بل إنه قد يؤدى لتأخر الطلاب دراسيا وتربويا وتعليميا. لذلك نحن مع استخدام التكنولوجيا فى التعليم فى كل المراحل بالقدر المطلوب «تعليميا وتربويا»، وبشرط أن نعرف متى يصبح القدر الذى نستخدمه من التكنولوجيا فى التعليم قد بات أكبر كثيرا مما هو مطلوب، ومما هو مفيد للطلاب على المدى البعيد، ذلك لكى لا تتحول التكنولوجيا فى التعليم من شىء نافع لطلابنا إلى شىء ضار بهم، وهو ما نبهت إليه المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل مؤخرا وهى تتحدث لطلبة هارفارد فى حفل تخرجهم حين قالت: «علينا ألا ندع التكنولوجيا تتحكم فينا؛ فى أنماط تفكيرنا وعلاقاتنا مع أنفسنا والمجتمع المحيط بنا، وإنما علينا ان نتحكم نحن فيها لكى لا نكون أسرى لها»، أما أنا فأختم بالقول: «علينا ان نطوع التكنولوجيا لخدمة التعليم لا أن نطوع التعليم لخدمة التكنولوجيا».


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة