انتصار دردير
انتصار دردير


صباح الفن

«العندليب» فى المغرب

إنتصار دردير

الجمعة، 21 يوليه 2023 - 08:35 م

بعد أكثر من نصف قرن على ظهور أغنية «جانا الهوى» التى غناها العندليب الأسمرعبد الحليم حافظ  عام 1966، عادت لتتصدر الأغنية  الصدارة مع فيديو تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعى، الفيديو الذى لا تتجاوز مدته ثماني  دقائق آثار تفاعلا واسعا، لمشاركة جمهور مغربى كبير فى أداء الأغنية مع الأوركسترا، وكان  الجمهور حاضرا بكل أطيافه من النساء والرجال والشباب وعلى إختلاف أعماره، وكان هو نجم الحفل بإمتياز، وهو يؤدى الأغنية بإنسجام تام، ونقلت الكاميرات تفاعله الكبير مع الموسيقي، فى تجربة قادها المايسترو المغربى الشاب أيمن بودشار الذى نجح فى قيادة أوركسترا كبير وجمهور بالآلاف جعل منه مطرب الحفل  ليشيع حالة من البهجة، هذا الجمهور الذى تربى على الأغنيات المصرية عبر أغنيات أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وعبد الوهاب وفايزة احمد ووردة، وغيرهم

ورغم تعدد الأصوات المصرية التى قدمت حفلات بالمغرب  الشقيق، لكن ظل لعبد الحليم مكانة خاصة لدى الشعب المغربي، فقد كان حاضرا دائما بها، ومشاركا  فى إحتفالات  ذكرى إعتلاء الملك الحسن الثانى عرش المغرب، وكان يعد لأغنيات خصيصا لهذه المناسبة، وحدث أن تعرض لأزمة صحية بعد إحيائه إحدى الحفلات وبمجرد أن علم الملك بذلك حتى أصدر أمرا ملكيا بنقل عبد الحليم بطائرة خاصة للمستشفي، كما كان العندليب معجبا بالموسيقى والأغانى المغربية، وشارك المطرب عبد الوهاب دوكالى غناء بعض أغنياته، كما طلب منه الملك الحسن الثانى تبنى صوت الطفلة المغربية - حينذاك- سميرة سعيد التى كشفت عن موهبتها مبكرا.

أغنية «جانا الهوي» كتبها الشاعر الغنائى محمد حمزة ووضع ألحانها الموسيقار بليغ حمدى، وحققت نجاحا كبيرا منذ إطلاقها، ليقرر المخرج حسين كمال تقديمها ضمن أحداث آخر أفلام العندليب «أبى فوق الشجرة»، 1969، وقد صور مشاهد الأغنية بمدينة «بيروت» لتضفى مشاهد «بعلبك» الساحرة وصخرة «الروشة»، مزيدا من الإبهار، وقد كان المخرج الراحل سباقا فى فكرته بتصويرها على هذا النحو قبل انتشار تصويرالأغنيات بطريقة الفيديو كليب.
شريط الفيديو المغربى يعكس مكانة الفن المصرى عربيا، ويؤكد أن العمل الفنى الصادق يتجدد حضوره مهما مرت السنوات، وتبقى التحية واجبة لهذا الجمهور المغربى الرائع المتذوق للفن والمحب للعندليب.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة