دير الأنبا بولا
دير الأنبا بولا


«دير الأنبا بولا.. وأنطونيوس».. رحلة أثرية وروحانية في قلب الصحراء الشرقية

إبراهيم الشاذلي

السبت، 22 يوليه 2023 - 01:39 م

في قلب الصحراء الشرقية، وعلى سفح جبل الجلالة، يتواجد أحد أهم المعالم الأثرية والروحانية في البحر الأحمر، دير الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس برأس غارب والزعفرانة يعتبر هذان الديران أقدم ديرين في العالم، حيث تم بناؤهما في العصر البيزنطي وتم توسيعهما عدة مرات على مر العصور.

بناء الدير ومعالمه

تأسس دير الأنبا بولا في القرن الرابع الميلادي على هضبة مرتفعة، في الموقع الذي عبر منه بنوا إسرائيل إلى البحر الأحمر عند خروجهم من مصر إلى سيناء. يضم الدير ثلاث كنائس أثرية هي كنيسة القديس مرقوريوس وكنيسة الملاك ميخائيل وكنيسة القديس بولا. تم بناء كنيسة القديس بولا فوق المغارة التي عاش فيها القديس بولا، وتُعتبر من أقدم الكنائس الأثرية في المنطقة.

من مميزات الدير أيضًا وجود عين ماء تُعتبر أصل الحياة داخل الدير، وقلالى للرهبان القديمة والحديثة، والتي تُعتبر صوامع للسكن والعبادة. كما تتضمن المعالم الأثرية الموجودة داخل الدير مطحنتين للغلال والمائدة القديمة والحديثة والمعصرة، وتلك الأدوات تعتبر من أهم العناصر المعمارية التي توفر للرهبان مؤنهم.

دير الأنبا أنطونيوس

يُعتبر دير الأنبا أنطونيوس من أقدم الأديرة في مصر والعالم، حيث يعود تاريخ تأسيسه إلى أواخر القرن الثالث وبداية القرن الرابع الميلادي. أسس الأنبا أنطونيوس هذا الدير في مغارة داخل الجبل وبناه فوق المغارة في الصحراء الشرقية، وهو أحد سلاسل جبال البحر الأحمر قرب قرية الزعفرانة التابعة لمدينة رأس غارب. يبعد الدير عن قرية الزعفرانة مسافة خمسة وثلاثون كيلومترًا.

اقرأ أيضا| انطلاق أولى قوافل «حياة كريمة» العلاجية بالبحر الأحمر خلال يوليو غدا

الدير يحتوي على عشرة كنائس من بينها كنيسة الأربعة حيوانات غير المتجسدين وكنيسة رئيس الملائكة ميخائيل وكنيسة السيدة العذراء وكنيسة الرسولين بطرس وبولس وغيرها. ومن بين أهم جزئيات الدير، كنيسة الأنبا أنطونيوس الأثرية التي تحوي جسد القديس أنطونيوس.

الهدف الروحي

يُعد دير الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس مركزًا روحيًا للأقباط الأرثوذكس، حيث يسعى الرهبان والزوار إلى التأمل والاسترخاء في هذا المكان الهادئ. يُعتبر الدير ملاذًا للروحانية والصلاة، حيث يحتضن الزائرين من جميع أنحاء العالم ويوفر لهم فرصة الالتزام بالصوم والصلاة والتفكر.

الحفاظ على التراث

يُعَد دير الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس مثالًا رائعًا على الحفاظ على التراث الثقافي والديني. تم تجديد المعابد والمنشآت على مر العصور، ولا يزال الدير يجذب الزوار من مختلف الثقافات والديانات للاستمتاع بتجربة روحانية فريدة.

في قلب البحر الأحمر وسط الصحراء الشرقية، يقع دير الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس برأس غارب والزعفرانة، موقع أثري روحاني فريد. يتمتع الديران بجاذبية تاريخية وروحانية كبيرة، حيث يوفران بيئة هادئة وروحانية للزوار والرهبان على حد سواء. إن زيارة هذين الديرين ستكون تجربة لا تُنسى تمنح الزائر فهمًا أعمق للتراث والثقافة في المنطقة. 

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة