دموع الفستان الأبيض !!
دموع الفستان الأبيض !!


حكاية جريمة | دموع الفستان الأبيض !!

الأخبار

الأحد، 23 يوليه 2023 - 10:09 م

وتسللت خيوط الفجر كاشفة ظلام الليل الدامس على القرية الصغيرة إيذانًا بميلاد يوم جديد، على عروسين يستقبلان ليلة العمر، انتظرت أم العريس ابنها حسين ليستيقظ هو وعروسه الحسناء مديحة لاستقبال أسرة العروس التى ستحضر للاطمئنان على ابنتهم حاملين كل ما لذ وطاب من لحوم وطيور وحمام وفطير الصباحية كتقليد أهل القرية، بالإضافة إلى حضور المهنئين من الأهل والجيران والأصدقاء، وانتظرت أم حسين وطال الانتظار، فهم جميعاً يقيمون فى منزل الأسرة بالطابق الأرضى، بينما يقيم العريس بالطابق الثانى،

وكلما نادى الأب على ابنه العريس لم يرد وتنهره زوجته أم حسين تستمهله ليستمتع العريس بعروسه فى ليلة العمر، وانتصف نهار الصباحية والجميع يترقب بلكونة العروسين ونوافذ الشقة حتى يستيقظان بعد ليلة فرح من ألف ليلة وليلة طالت وامتدت حتى مطلع الفجر، فما زالت بقايا الزينة والمصابيح تسطع وتتدلى من شقة العروسين وبقايا أصوات وزغاريد وأفراح وليالٍ ملاح تشع من منزل والد العريس على الشارع كله، مرة أخرى انطلقت الزغاريد ودبت الأفراح وأغانى الدى جى فى منزل العروسين بعد أن حضرت أسرة العروس بالصباحية ومعهم المهنئون من أقارب العروسين من كل صوب وحدب، وما زالت شقة العروسين مغلقة ولا «حس ولا خبر»، ظلت أم حسين تهاتف ابنها العريس لكنه لم يرد، وراحت تطلب عروسه تليفونيًا ولكن اكتشفت أن تليفونها مغلق، توقعت أم حسين أن العروسين سهرا حتى الصباح وأخذتهما سِنة من النوم،

فصعدت مسرعة إلى الطابق الثانى وظلت تطرق الباب على العروسين ولا مجيب، تسلل الشك إلى قلب الأم ونادت على زوجها ليطرق هو الباب بشدة خوفاً من أن مكروهًا قد أصاب العروسين، وأيضاً بلا مجيب، استغاث الأب بالمعازيم وكسروا باب الشقة ليجدوا العريس جثة هامدة ممددًا على سرير غرفة نومه مخنوقًا بإيشارب العروس وتسيل من فمه رغاوٍ وكأنه آثار سم تناوله قبل الخنق، بحثت الأم عن العروس فى حجرات الشقة ولكنها لم تجد لها أثرًا، وتبدل الحال وتحول الفرح إلى مأتم وتحولت الزغاريد والأغانى إلى صراخ وعويل ولطم الخدود وشق الجيوب،  إلى أن حضر رجال الأمن بالجيزة فى محاولة لكشف لغز الجريمة النكراء، وانطلق ضباط البحث الجنائى يجمعون المعلومات ويفحصون علاقات العروس الشابة فى محيط سكن أسرتها وتبين أنها كانت تربطها علاقة بشاب آخر يدعى عماد، كان قد تقدم لخطبتها ولكن رفضته الأسرة لسوء سلوكه وتعطله عن العمل،

وتوجه الضباط للقبض على عماد وفحصه ولكنهم لم يجدوا له أثرًا أيضاً فقد هرب مع العروس لقضاء شهر العسل بدلاً من الزوج القتيل، وكانت المفاجأة فى تفريغ كاميرات المراقبة كشفت الكاميرات أن عماد تسلل إلى شقة العروسين بالطابق الثانى، بعد نصف ساعة من دخلة العروسين، وأن العروس الخائنة تركت له باب البلكونة مفتوحاً بعد أن دست لزوجها سمًا أحضره العشيق قبل الزفاف بليلة واحدة، ونجح ضباط البحث الجنائى فى تحديد مكان اختفاء العروسين وتمكنت من القبض على العروس مديحة وعشيقها وشريكها فى الجريمة عماد، واعترف المجرمان بتفاصيل صادمة ، وقررا أنهما حاولا قتل العريس مرتين قبل ذلك وباءت المحاولتان بالفشل، ونجحت الثالثة لمحاولة قتله، وقبل الزفاف بـ 24 ساعة تعهدت العروس وأقسمت بكل آيات ومعانى الحب ألا تتخلى عن حبيبها عماد وأنها ستجلس فى الكوشة فقط!!! مع عريسها الذى خطف فرحتها وفرق بينها وبين عشيقها، وأن عماد حبيبها وصديقها وعشيقها هو الذى سيدخل عليها فى ليلة العمر ويقضى معها شهر العسل، وأن الموت هو فقط الذى سيفرق بينها وبين عماد حبيبها، وأنها ستنتقم أشد انتقام من عريسها ليلة زفافه بسبب إصراره على الزواج منها رغم رفضها، وتفريقه بين قلبين تعاهدا وتواعدا على الحب لآخر العمر، وأنها لم ولن تكون لأحد سوى عماد، وأضاف القاتلان فى اعترافاتهما أمام أجهزة التحقيق بأنهما اتفقا معاً على الخلاص من العريس والانتقام من أسرتى العروسين بسبب إصرارهما على إتمام الزواج،

وأضاف المجرمان أن الحب والانتقام أعمى قلبيهما وقررا دس السم لحسين عقب دخول عش الزوجية، وقبل أن يلمسها وكانت كلمة السر بينهما إضاءة مصباح البلكونة وإطفاءه ثلاث مرات، يكون حسين قد تناول السم وبدأ يسرى فى دمائه بعدها يتسلل العشيق إلى البلكونة التى تركتها مديحة مفتوحة ليضع لاصقًا على فم العريس ويخنقه بإيشارب العروس ويُنهى حياته، ثم يدخل عماد على العروس الخائنة فى ليلة العمر بدلاً من حسين ويتبادلان لحظات الحب والعشق الحرام بجوار جثة العريس، وبذلك تكون قد حققت وعدها وعهدها مع حبيب العمر، وبعدها يتناولان العشاء والمشروبات احتفالاً واحتفاءً بقتل العزول حسين الذى فرق بين قلبين، ويقومان بسرقة أمواله والتمتع بها فى شهر العسل كصدقة على روحه!!! فى شاليه على ضفاف البحر المتوسط للانتقام من أسرة العريس وجلب العار لأسرتها هى بسبب رفضهم عماد حبيب القلب وإصرارهم على تزويجها من حسين الذى لقى جزاؤه نظير إصراره على كسر قلبها وخطفها من حبيب العمر. كانت اعترافات العروسين صادمة لأجهزة التحقيق لتؤكد مقولة شهيرة لرجال البحث «عند كل مصيبة فتش عن المرأة»، لأن كيدهن عظيم، وفى النهاية أمرت النيابة بحبس العشيقين بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار لينتظرهما عشماوى على حبل المشنقة لينتقم للعريس الذى قُتل غدرًا وهو لا يعلم بأى ذنب قُتل !!!

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

مشاركة