الثلاثاء، 25 يوليه 2023 - 07:30 م

من أقدم المحميات الطبيعية وأكثرها تنوعا على أرض الفيروز.. تطلان على خليج العقبة وتتميزان بطبوغرافية خاصة حيث تقترب فيهما الجبل من الشاطئ، وتم إعلانهما محميتين طبيعيتين منذ التسعينيات بالقرن الماضى للحفاظ على الحياة البرية والمائية فيهما.

تقع محمية «رأس أبو جالوم» على الطريق بين شرم الشيخ وطابا بوادى يسمى «الرساسة» وبها نظام كهفى تحت مياه البحر الأحمر يصل إلى أعماق تبلغ 100 متر.. تمتد المحمية من خط الشعاب المرجانية بخليج العقبة حتى وادى «تلة المرة» بجبل الجمرة.. وتبلغ مساحتها 500 كيلومتر مربع منها 150 كيلومترا فى مياه الخليج والباقى على اليابسة فى سيناء وبالجزء البحرى من المحمية شعاب مرجانية نادرة وكائنات وحشائش بحرية وتذخر جبالها وأوديتها بالحيوانات والطيور، فبها 165 نوعاً من النباتات البرية منها 44 نوعا لا توجد إلا فى رأس أبو جالوم. ولقربها من مدينة دهب السياحية والساحرة ذات الطبيعة الخلابة والبحر الهادئ أصبحت مقصدا للمصطافين وممارسى «الغوص والسنوركلينج» ومستكشفى الأعماق وعالم الشعاب والأسماك الملونة النادرة والطحالب وعشاق المغامرة ومن أسعد اللحظات للزائرين والمصطفين عندما تداعب أقدامهم على الشاطئ الضحل الأسماك الصغيرة باهرة الجمال ورؤيتهم لأندر المخلوقات البحرية على مقربة منهم.. هناك فرصة لنصب الخيام ليلًا بالمحمية تحت ضوء القمر والنجوم وتناول وجبة عشاء على نيران الحطب «باربكيو» والقيام بسفارى على ظهر الجمال والتجول بين الجبال الملونة رائعة الجمال ورصد الالتواءات الصحراوية المرسومة على المرتفعات والسفوح والمنحدرات.

ذهبت بعد ذلك إلى الجنة المفقودة او محمية «نبق» التى تتعدد بها الأنظمة البيئية الصحراوية والجبلية بكثبانها الرملية وبحرها ووديانها الذاخرة بالنباتات الطبيعية والشعاب المرجانية والأسماك الملونة واللافقاريات وشاهدت فى صحرائها وبجبالها الغزلان والإيل النوبى والتياتل والثعالب والوبر وهى تعيش بحرية بعيدا عن سهام الصيادين.. كما تنتشر بها القوارض والزواحف و134 نوعاً من النباتات منها 86 اندثرت فى غيرها..

وبها «المانجروف» المعروف باسم نبات الشورى الذى يعيش بالمياه قليلة الملوحة ويستخلص منها العذبة وتتوالد فى غاباته الأسماك واللافقاريات وتستقبل المحمية الطيور المهاجرة والمقيمة وهى من أجمل المعالم السياحة والأماكن الأكثر جمالاً وينتشر بوديانها الغزال والوعل والضبع والزواحف ويهاجر إليها العقاب النسارية والخواضات والبلشون وتجذب هواة الغوص والسفارى ومراقبة الحيوانات والطيور.

يقال إن محمية «رأس أبو جالوم» سميت بذلك لانتشار نبات «القالوم» والذى حرف إلى «جالوم»، و«رأس» لوجود بروز باليابسة فى البحر.. أما محمية «النبق أو السدر» لتوافر هذا النبات بكثرة بها وهو من الفصيلة السدرية التى تضم شجيرات وأشجاراً صحراوية ذات أوراق كثيفة وتتواجد بالمناطق الجبلية، وعلى ضفاف الأنهار، وتنتشر فى دول حوض البحر المتوسط.. وللحديث بقية..