عمرو جلال
عمرو جلال


بعد الاختصار

عودة النمس

عمرو جلال

الأربعاء، 26 يوليه 2023 - 10:57 م

لقد حان الوقت الذى يجب فيه على المصريين أن يفكروا فى مرحلة جديدة من التكيف البيئى.. نحتاج ملابس تتناسب مع درجات الحرارة المرتفعة والمتزايدة التى تواجهنا كل عام، ارتداء البدلة والجاكيت والبنطال الجينز والألوان الداكنة لن تعد بمرور السنوات تلائم الأجواء الحارة التى تزحف نحونا..

شئنا أم أبينا التغيرات المناخية ستؤدى بنا إلى تغيير فى طبيعة ملابسنا وتصاميم المبانى للتكيف معها، نحتاج إلى ارتداء ملابس أخف وأقل سماكة وأكثر تهوية خلال الصيف، وفى الشتاء، ملابس أكثر سماكة ودفئا… وأهم ما نحتاجه فى هذه الأجواء هو عودة دور أغطية الرأس الهام وللحماية من شمس الصيف الحارقة، وبرد الشتاء القارس… «الطربوش» كان غطاء رأس موحدا فى ﻣﺼﺮ حتى قيام ثورة يوليو 1952،  وتحول «الطربوش» إلى كلمة سيئة يوصف بها الرجل الذى لا يقوم بأى دور أو عمل… ومن وقتها لم يعد لدينا غطاء رأس مناسب… السؤال لم لا نفكر فى تصميم غطاء رأس عصرى خاص بالمصريين ومستوحى من حضارتنا، ليحمينا من الشمس ويتناسب مع ملابسنا الحديثة.

يبدو أن الحل الأمثل هو الاستعانة بتصاميم أغطية الرأس الفرعونية وكان يطلق عليها اسم «النمس» مصنوعة من القماش الخفيف والرقيق، وكانت تتألف من طبقتين، طبقة داخلية لحماية الرأس من الحرارة وطبقة خارجية للحماية من أشعة الشمس. ويمكن للمصممين التعاون مع علماء الآثار لإعادة إحياء تصاميم «النمس» بطريقة عصرية ومناسبة للحياة الحديثة.

.. كل ذلك للحفاظ على الصحة العامة وتوفير كميات الكهرباء والمياه التى يتم استهلاكها لغسيل وكى تلك الملابس التى تجعلنا نتصبب عرقا.. إذا كنا نريد أن نتفوق على الحرارة والبرودة الشديدة، علينا أن نستوحى تصميمات جديدة من حضارتنا ونتأكد من أنها تتناسب مع متطلباتنا والمتغيرات الواقعة وهو أمر تفعله حتى جميع الكائنات الحية منذ القدم للبقاء على قيد الحياة فى درجات الحرارة القاسية.

فقط من استطاع التكيف هو الذى بقى واستمر ومن فشل ذهب إلى طى النيسان.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة