د. نجلاء شمس
د. نجلاء شمس


بقلم واعظة

د. نجلاء شمس تكتب: «أم سلمة ذات الهجرتين»

الأخبار

الخميس، 27 يوليه 2023 - 06:38 م

لاقت «أم سلمة» في سبيل هجرتها محنة شديدة، فابتليت أشد الابتلاء و«أم سلمة» هى هند بنت أبي أمية المخزومية، كانت زوجة لأبى سلمة بن عبد الأسد، وهو كان أخًا للنبى صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، وأم زوجها هى برة بنت عبدالمطلب عمة النبى صلى الله عليه وسلم وعندما بعث الله تعالى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم، بادر عبدالله وزوجه هند أم سلمة إلى الدخول فى الإسلام، وقد هاجرت هى وزوجها الهجرة الأولى إلى بلاد الحبشة، استجابة لنصيحة النبى لهما بعد أن اشتد بهما أذى المشركين وبعد أن بلغهما أن أذى المشركين للمسلمين قد زال عادا من الحبشة إلى مكة مرة أخرى، ولكن عاد مشركو مكة لاضطهاد المسلمين فأذن لهم النبي فى الهجرة للمرة الثانية، وعند الهجرة إلى المدينة المنورة منعها أهلها من الهجرة مع زوجها، وقالوا: هذه نفسُك غَلَبْتَنا عليها، أرأيت صاحبتنا هذه، علامَ نتركك تسير بها فى البلاد؟ وأخذوا أم سلمة عنوة، فغضب عندئذ آل أبى سلمة، وقالوا: والله لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا، فتجاذبوا طفلها سلمة حتى خلعوا يده، وانطلقوا به، وحبس بنو المغيرة أم سلمة عندهم، وذهب أبو سلمة وحيدًا إلى المدينة، وهكذا فُرق بينها وبين زوجها وابنها، فكانت بعد ذهاب زوجها وضياع ابنها منها تخرج كل غداة بالأبطح، تبكى حتى المساء نحو عام كامل، إلى أن جاء أحد ذويها وقال لهم : «ألا تخرجون هذه المسكينة، لقد فرقتم بينها وبين زوجها وولدها، فقال لها: الحقى بزوجك إن شئت»، فاسترجعت ابنها من أهل زوجها وهاجرت إلى المدينة، وجمع الله شمل أم سلمة بزوجها وابنها بعد تفرق، وهدأت النفوس بعد أن زعزعها الفراق، فنعموا جميعًا، وسعدوا بالقرب من رسول الله، وبعد وفاة زوجها عانت أم سلمة من الحزن لكنها صبرت، وقد سمعت مرة رسول الله يقول:(ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنى في مصيبتي، وأَخْلِفْ لى خيرا منها، إلا أَجَرَه الله فى مصيبته، وأخلَف له خيرا منها)، وقد تقدم لها أبا بكر الصديق لخطبتها وعمر بن الخطاب فرفضتهما، ثم بعث إليها النبى يخطبها، ويتزوجها لتكون زوجَ خير البشر، محمدٍ رسول الله، عاشت أم سلمة، بعد وفاة رسول الله، سنينَ طويلة، قضتها فى فعل الخير، حتى رجعت روحها إلى ربها، راضية مرضية، وصلى عليها أبو هريرة، ودفنت بالبقيع.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة