استعراض شجرة العائلة لذرية  أبو بكر الصديق «رضى الله عنه»
استعراض شجرة العائلة لذرية أبو بكر الصديق «رضى الله عنه»


أشرف البكرى.. ورحلة البحث عن النسب الشريف

اللواء الإسلامي

الإثنين، 31 يوليه 2023 - 02:30 م

حفظ النسب من مقاصد الشرع الشريف، وقد تنوعت وسائله فى إثباته وحمايته من عوامل الضياع والإدعاء، ومعظم الناس «المنتسبين» يحفظون أنسابهم بعدة طرق، منهم من يكتفى بالروايات، وآخرون يذكرون مآثر الأجداد العظام، وفريق ثالث يبذل قصارى جهده لاستخراج شجرة النسب وإثباته رسمياً من عند «النسابين» والجهات الرسمية، ومن هؤلاء المهندس الجيولوجى السكندرى أشرف خليل درويش «البكرى»، الذى قطع آلاف الأميال ليثبت نسبه إلى سيدنا أبو بكر الصديق (رضى الله عنه)، ولنستمع إليه الآن وهو يحكى تفاصيل رحلته،  ومتاعبه، حتى حصوله على شهادة النسب الشريف.


اسمى أشرف خليل درويش البكرى من مواليد القاهرة (قسم الخليفة) ومقيم ب الإسكندرية منذ المولد، وحاصل على شهادة بكالوريوس العلوم قسم الجيولوجية،  والدتى مصرية، ووالدى من مواليد دمشق عام 1918، وتوفى فى الحج عام 1989، بالرغم من أنه سورى الجنسية حتى وفاته، فإنه كان عاشقاً لتراب مصر وكان يشغل وظيفة مدير عام «شركة بنزايون» كما كان عضواً بالاتحاد العربى لعمال التجارة بمصر منذ الخمسينيات.

اقرأ ايضاً| لجنة الاحتياجات تتابع الخطة الخمسية لتعيين المعيدين


 وأنا فى العقد الثانى من عمرى أخبرنى والدى بأننا منسوبون إلى سيدنا ومولانا أبوبكر الصديق (رضى الله عنه)، وأطلعنى على بعض الأوراق المصورة لأحد علماء الأنساب تؤكد ذلك، كما أخبرنى أن مخطوط عمود النسب (شجرة العائلة) فى حوزة أحد أبناء عمه فى «دمشق» واسمه وجيه البكرى، وبصراحة لم اهتم بهذا الأمر فى حينه، ولكن بعد وفاة والدى، وزواجى من السيدة إيمان الغيطى إسماعيل، ولى منها ابنتان «رميساء» المتزوجة من رجل الأعمال مازن محمد حسنين والحاصلة على ليسانس الآداب، و «سندريلا» ليسانس آداب أيضاً، استرجعت كلامه إلى الذاكرة من جديد. 


وقررت السفر مع زوجتى عام 2003 للبحث عن محل إقامة عائلة والدى «البكريين»، والتعرف عليهم وإثبات نسبى الشريف، وأول ما فعلته هو زيارة لمركز الوثائق التاريخية (دار المحفوظات)، وقابلت المسئول وطلبت الإطلاع على المخطوطات الخاصة ببيت  «البكرى» فى الشام، لكنه أخبرنى أن المختص فى إجازة، وعند مغادرتى المكان  لاحقنى رجل كريم ونصحنى بمقابلة النسابة المحقق المؤرخ الشريف الدكتور أحمد منير الشويكى الحسينى (الأمين العام لأنساب السادة الهاشميين فى سوريا)، وبعدها بأيام قليلة واصلت رحلة البحث عن محل إقامة أهل والدى وكانت مهمة صعبة لأننى أول مرة فى حياتى أزور سوريا، حتى تواصلت بالمهندس وجيه البكرى فأكرم وفادتى وضيافتى وعرفنى بأهلى هناك، وطلب احضار عامود النسب (شجرة العائلة) وعرضه أمامى، وكان مخطوطا أثرياً قديما طوله ستة أمتار، وطريقة وأسلوب الكتابة قديماً، بالإضافة إلى وجود العديد من الأختام المختلفة، وقام بتكليف أحد أبنائه بتصويره وكل الأوراق الأخرى التى تخص العائلة، وأهدانى أياها!


وبعدها بأيام قليلة تواصلت مع النسابة الدكتور الشويكى وهو شخصية بالغة الثقافة والعلم والتهذيب، واطلعته على ما لدى من أوراق رسمية ومنها شهادة قيد عائلى استخرجتها من أرشيف الدولة العثمانية فى قيد النفوس بالشام، ومدون بها تسلسل الجدود حتى جدى الأخير(درويش) وهو مطابق لنفس تسلسل مخطط عامود النسب (شجرة العائلة) كما وجدت عنده كل ما يخص عائلة «البكرى» بالشام، ومخطوطات أخرى أصلية تخص النسب الشريف إلى سيدنا ومولانا أبوبكر الصديق (رضى الله عنه)، حيث أن مكتبه متخصص فى علم الأنساب داخل مبنى متعدد الأدوار ومجهز بأحدث أنظمة الإنذار وإطفاء الحرائق، ويعمل بالمكتب العديد من الموظفين المحترفين كخلية نحل نشطة، ومكتبته بها أرشيف احترافى لحفظ المخطوطات الخاصة بأنساب العرب!


 استلم منى الدكتور محمد منير الشويكى كل ما لدى من صور للمستندات بعد اطلاعه على الأصل، وأبلغنى بأنه سوف يتم تشكيل لجنة من سبعة علماء ومتخصصين فى علم الأنساب لإثبات نسبى الشريف، وغادرت مكتبه وكلى أمل فى نيل هذا الشرف العظيم، بعدها بأيام قليلة عدت إلى بلدى الحبيب مصر مع زوجتى، وبعدها بحوالى 3 أشهر (كان هذا فى منتصف شهر رمضان المبارك) عام 2003 وفوجئت بموظف البريد السريع يدق جرس شقتى بمنطقة «كليوباترات حمامات» بالإسكندرية، فى وقت مبكر صباحاً ويخبرنى بأنه يحمل ظرفا كبيرا من سوريا والراسل هو الدكتور محمد منير الشويكى الحسينى، لم أتمالك نفسى وأنا أفتح الظرف، بعدها أقرأ بشغف شهادة النسب الخاصة بى لسيدنا ومولانا أبوبكر الصديق (رضى الله تعالى عنه وأرضاه)، وهى مختومة وموقعة من سبعة من العلماء والمتخصصين فى علم الأنساب حتى كاد «الإغماء» أن يصيبنى من فرط السعادة والفخر فهو شرف ليس بعده شرف والحمد لله كثيراً على هذه النعمة الكبرى، وأدعو الله تعالى أن يجعلنى على قدر هذا النسب الشريف.

احتفظت بالشهادة ولم أظهرها لأحد سنوات عديدة، ولكن ذات مرة مؤخراً قمت بنشر صورة الشهادة على صفحتى الخاصة «بالفيس بوك»، فوجئت بعد نشرها مباشرة بالعديد من شيوخ  «البكريين» من مختلف الأقطار العربية يتصلون بى هاتفياً للتعارف، وبدأوا يتواصلون معى لى صفحاتهم الخاصة! وبعدها اتصل بى الشيخ قطب عواض البكرى الصديقى  من «البرلس» محافظة كفر الشيخ، وهو الأمين العام السابق لاتحاد مراكز مجلس التجمع العالمى لذرية أبوبكر الصديق (رضى الله عنه)، وطلب زيارتى فى بيتى بالإسكندرية للإطلاع على شهادة النسب الخاصة بى، وكذلك مخطوط عامود النسب، وكل ما لدى من أوراق تخص عائلتى، وبعدها مباشرة تم تكليفى من قبل اتحاد المراكز بمجلس التجمع العالمى لذرية أبوبكر الصديق (رضى الله عنه) لأكون رئيساً للمجلس البكرى فى جمهورية مصر العربية وشمال أفريقيا، والحمد لله رب العالمين.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة