صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


لمواجهة خطاب الكراهية وتدنيس المصحف الشريف..

خارجية التعاون الاسلامى تعزز الحوار والتسامح بين الأديان

أيمن عامر

الإثنين، 31 يوليه 2023 - 10:58 م

أصدرت الدورة الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامي الذى عقد اليوم الاثنين ٣١ يوليو بجدة ، قرار بشأن جريمة التدنيس والحرق المتكررة لنسخ من المصحف الشريف في مملكة السويد ومملكة الدنمارك.
ورحب مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، بدعوة المملكة العربية السعودية، رئيس القمة الإسلامية الرابعة عشرة، وجمهورية العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية لعقد دورة استثنائية عبر الاتصال المرئي لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بشأن جريمة التدنيس المتكررة لنسخ من المصحف الشريف وآخرها التي وقعت بمملكة السويد يوم الخميس 20 يوليو2023، و بمملكة الدنمارك يوم السبت 22 يوليو 2023 ويوم الاثنين 24 يوليو 2023, ووضع الاجراءات المناسبة لعدم الاعتداء او الانتقاص من مقدسات ومعتقدات الاخرين و ايقاف تكرار تلك الافعال التي تبث الكراهية وازدراء الاديان وتهدد السلم والامن والوئام العالمي.
وإسترشد المجلس ، بالمبادئ والأهداف المنصوص عليها في ميثاقي المنظمة، والأمم المتحدة، والوثائق الدولية الأخرى، بما فيها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؛

وأكد على الالتزام الذي تعهدت به جميع الدول بموجب ميثاق الأمم المتحدة بتعزيز وتشجيع الاحترام العالمي لمراعاة حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع دون تمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين؛
وأخذ مجلس وزراء خارجية العالم الإسلامى ، علماً بالموقف الرسمي الذي عبر عنه وزيرا خارجية السويد والدنمارك للأمين العام للمنظمة وبتنديد حكومتيهما بأعمال الإساءة لنسخ من المصحف الشريف، ورحب باستمرار تواصل الأمين العام مع حكومتي السويد والدنمارك للحوار والتفاهم حول أهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة والملموسة لعدم تكرار تلك الأعمال تحت ذريعة حرية التعبير، والعمل على تجريم هذه الأعمال البغيضة؛


وأعاد المجلس ،  التأكيد على أن ممارسة الحق في حرية التعبير تنطوي على واجبات ومسؤوليات خاصة في ضوء المادة 19 (3) والمادة 20 (2) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية؛ والدور الذي تؤديه ممارسة تلك الحقوق في التصدي لجميع أشكال التعصب الديني؛ 

وأشار المجلس إلى مختلف قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تدعو إلى بذل جهود عالمية لتعزيز التسامح والسلام والحوار بين الحضارات؛ خاصة قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 66/167 وقرار مجلس حقوق الإنسان رقم 16/18 الصادر في مارس 2011 لمعالجة قضية التعصب والتحريض على الكراهية والعنف على أسس دينية؛

ولفت إلى قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة 34/36 المؤرخ 24 مارس 2017، الذي طلب فيه المجلس وضع معايير تكميلية للاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري لضمان بدء المفاوضات بشأن مشروع البروتوكول الإضافي للاتفاقية الذي يجرم الأفعال ذات الطابع العنصري والقائمة على كره الأجانب مثل الإسلاموفوبيا؛


وشدد المجلس ، على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 76/254 الذي حدد يوم 15 مارس "يوما دوليا لمكافحة الإسلاموفوبيا"؛

وأشار إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم A/77/L.89 بشأن تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات والتسامح لمواجهة خطاب الكراهية، الذي تم تقديمه بمبادرة من المملكة المغربية واعتمد بتاريخ 25 يوليو 2023؛
وإذ يشير إلى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2686 (2023) الصادر بإجماع الدول الأعضاء يوم 14 يونيو 2023 حول التسامح والسلم والأمن الدوليين؛
وذكر المجلس ، بالقرارات والإعلانات ذات الصلة الصادرة عن مؤتمر القمة الإسلامي ومجلس وزراء الخارجية، ولا سيما البيان الختامي للقمة الإسلامية الرابعة عشرة التي عقدت في مكة المكرمة 
في 31 مايو 2019، والبيان الختامي الصادر عن الاجتماع الاستثنائي مفتوح العضوية للجنة التنفيذية بتاريخ 9 رجب 1444 هـ، الموافق 31 يناير 2023، والبيان الختامي الصادر عن الاجتماع الاستثنائي مفتوح العضوية للجنة التنفيذية بتاريخ 14 ذي الحجة 1444 هـ، الموافق 2 يوليو 2023، والقرارات التي اعتمدها مجلس وزراء الخارجية التاسع والأربعون المنعقد في نواكشوط، الجمهورية الإسلامية الموريتانية في 16-17 مارس 2023، ولا سيما القرار رقم 32/49-س بشأن "مكافحة الإسلاموفوبيا والقضاء على الكراهية والتحيز ضد الإسلام"، والقرار رقم 34/49 -س بشأن "مناهضة تشويه صورة الأديان"، والقرار رقم 35/49-س بشأن "إدانة انتهاك حرمة المصحف الشريف "؛ وقرار مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة رقم 53/1 بشأن "مكافحة الكراهية الدينية التي تشكل تحريضاً على التمييز أو العداء أو العنف"، الذي اعتمد يوم 12 يوليو 2023؛ 
وأعرب المجلس ، عن بالغ القلق إزاء تزايد حوادث التعصب والتمييز وأعمال العنف التي يشهدها العالم، وتلاحظ بقلق أن محاولات نشر كراهية الإسلام آخذة في الازدياد في أجزاء كثيرة من العالم كما يتضح من العدد المتزايد من حوادث التعصب الديني والقوالب النمطية السلبية والكراهية والعنف ضد المسلمين؛ وإذ تعزز حوادث حرق نسخ من المصحف الشريف التعصب والتمييز؛
ورحب المجلس بالاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا لأول مرة في الجمعية العامة بمقر الأمم المتحدة في شهر مارس من العام الجاري؛

وأشار المجلس بقلق عميق إلى عودة ظهور الحركات العنصرية والتطرف اليميني في مناطق متعددة من العالم من خلال أعمال الاستفزاز المتكررة لمؤيدي اليمين المتطرف من خلال إهانة الرموز والمقدسات الدينية الإسلامية بما في ذلك تدنيس نسخ من المصحف الشريف؛ 
ورحب بعقد جلسة نقاش طارئة خلال الدورة الثالثة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان لمناقشة "التزايد المثير للقلق للأعمال العلنية والمتعمدة التي تنطوي على الكراهية الدينية، كما يتبين من تكرار جريمة تدنيس المصحف الشريف" واعتماد قرار مجلس حقوق الإنسان، تمشياً مع بيان الاجتماع الطارئ مفتوح العضوية للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي؛
وأشار المجلس ، أيضاً بالقرار الأخير الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن "الحوار والتسامح بين الأديان والثقافات للتصدي لخطاب الكراهية"، والذي تعرب فيه الجمعية العامة عن أسفها الشديد إزاء كافة أعمال العنف ضد الأشخاص بسبب دينهم أو معتقداتهم، وأيضاً إزاء أي أعمال أخرى موجهة ضد رموزهم الدينية وكتبهم المقدسة وأماكن عبادتهم وأماكنهم الدينية وأضرحتهم، مما يُعد خرقاً للقانون الدولي؛
وأدان مجلس وزراء خارجية التعاون الإسلامى ، أي دعوة إلى الكراهية تشكل تحريضاً على التمييز أو العداء أو العنف، سواء أكان ذلك باستعمال الوسائل المطبوعة أو الوسائل السمعية والبصرية أو الاليكترونية أو وسائل التواصل الاجتماعي أو أي وسائل أخرى؛
وأعاد التأكيد على أهمية تعزيز الحوار والتفاهم والتعاون بين الأديان والثقافات والحضارات من أجل السلام والوئام في العالم؛ وأن نشر قيم التسامح والسلام هو السبيل الأمثل لمواجهة خطابات الكراهية والتعصب والتطرف والعنف والتحريض؛
وأدان المجلس ، بشدة تكرار الاعتداءات السافرة على حرمة وقدسية المصحف الشريف والتي كان اخرها في مدينة ستوكهولم، عاصمة مملكة السويد، يوم الخميس 20 يوليو 2023، وكذلك في مدينة كوبنهاجن، عاصمة مملكة الدنمارك يوم الاثنين 24 يوليو 2023. ويأسف لتكرار أفعال تدنيس نسخ من المصحف الشريف، ويأسف بشدة لاستمرار السلطات السويدية في اصدار تصاريح تسمح بتنفيذها وعدم اتخاذ ما يلزم لمنعها في كل من السويد والدنمارك.

وشدد المجلس ، على أن عدم اتخاذ السلطات في السويد والدنمارك إجراءات تمنع تكرار مثل هذه الأفعال مخالفاً لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2686 (2023) الصادر يوم 14 يونيو 2023 حول التسامح والسلم والأمن الدوليين.

وقرر المجلس إرسال وفد من منظمة التعاون الإسلامي برئاسة الأمين العام لحث مفوضية الاتحاد الأوروبي للإعراب عن إدانة الدول الأعضاء في المنظمة لجريمة تدنيس المصحف الشريف ودعوتها إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار ذلك العمل الإجرامي تحت ذريعة حرية التعبير. 

وأدان كل محاولات الإساءة إلى حرمة المصحف الشريف وغيره من الكتب والقيم والرموز المقدسة للإسلام والأديان الأخرى تحت ذريعة حرية التعبير، والتي تتعارض مع روح المادتين 19 و20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ويطالب المجتمع الدولي بالتصدي بالإجماع لتلك المحاولات الاستفزازية.

ودعا المجلس ، سفراء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في العواصم التي تقع فيها أعمال شنيعة ضد نسخ من المصحف الشريف والرموز الإسلامية المقدسة الأخرى، إلى بذل جهود جماعية على مستوى البرلمانات الوطنية ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني. فضلا عن المؤسسات الحكومية الأخرى، للتعبير عن موقف منظمة التعاون الإسلامي وحث الجهات ذات الصلة على اتخاذ الإجراءات التشريعية اللازمة لتجريم مثل هذه الاعتداءات، آخذة في الحسبان أن ممارسة حرية التعبير تنطوي على واجبات ومسؤوليات خاصة. 


ودعا وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي ، جميع بعثات منظمة التعاون الإسلامي في المنظمات الدولية المعنية التي هي معتمدة لديها (نيويورك وجنيف وبروكسل) إلى أخذ زمام المبادرة من أجل التصدي لأعمال الكراهية ضد الإسلام ورموزه ومقدساته في تفسير الاتفاقيات ذات الصلة وكذلك وضع نصوص قانونية دولية جديدة لهذا الغرض.
والتنديد بتكرار جريمة تدنيس نسخ من المصحف الشريف الذي آثار حفيظة ومشاعر حوالي ملياري مسلم في انحاء العالم كافة، مما يمثل تجسيداً خطيراً لثقافة الكراهية والعنصرية، ومظهراً من مظاهر الإسلاموفوبيا، والمطالبة بالوقف الفوري لمثل هذه الأفعال الاستفزازية المتطرفة وتجريمها، وضرورة احترام النصوص والرموز الدينية وتعزيز ثقافة السلام وقبول الأخر. 
ودعا المجلس مؤسسات المجتمع المدني الإسلامية في الدول الأعضاء إلى العمل مع نظيراتها في الدول التي تقع بها اعتداءات معادية للإسلام على نسخ من المصحف الشريف وغيره من القيم المقدسة، على اللجوء إلى المحاكم المحلية واستنفاد جميع إجراءات التقاضي المحلية، ورفع الدعاوى إلى الهيئات القضائية الدولية عند الاقتضاء. 

ودعا المجلس ، الأمانة العامة إلى الإسراع في تنفيذ "خطة العمل لمكافحة الإسلاموفوبيا"، التي اعتمدها وزراء الدول الأعضاء في فريق الاتصال المعني بالسلام والحوار، على هامش الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ويحث الأمانة العامة على بذل مزيد من الجهود للتنسيق والتعاون مع المنظمات الإسلامية المعنية بهذا الشأن من أجل التعاون والتكامل في تنفيذ خطة العمل المشار إليها أعلاه، لمواجهة تداعيات الإسلاموفوبيا السلبية بشكل عام بأكثر فاعلية، مع تفعيل ما ورد في هذا الصدد في وثيقة مكة المكرمة التي أقرها مجلس وزراء الخارجية في دورته الـ 48 التي عقدت في إسلام أباد، بباكستان في 2022.


وأكد المجلس ، على أهمية خطة العمل ذات النقاط الثماني المتفق عليها بالإجماع بموجب قرار مجلس حقوق الإنسان رقم 16/18 باعتبارها خطوة مهمة في الأمم المتحدة لمكافحة التحريض على الكراهية والتمييز والوصم والعنف على أساس الدين أو المعتقد، ويدعو جميع الدول الأعضاء إلى مراجعة التقدم المحرز في تنفيذ خطة العمل وبذل كافة الجهود للحفاظ على الإجماع الدولي حول هذه المبادرة الهامة للمنظمة.

وأكد المجلس ، من جديد على الدور الأساسي للالتزام السياسي على أعلى مستوى من أجل التنفيذ الكامل والفعال لقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة 16/18، ويشجع الدول على إيلاء اهتمام خاص لأهمية تجريم التحريض على العنف على أساس الدين أو المعتقد مع الإقرار بالدور الإيجابي للنقاش المفتوح والبناء والاحترام والحوار بين الأديان في هذا الصدد.

ورحب المجلس بقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رقم 53/1 بشأن "مكافحة الكراهية الدينية التي تشكل تحريضاً على التمييز أو العداء أو العنف"، الذي اعتمد يوم 12 يوليو 2023؛ ويشدد على ضرورة الالتزام بمضمونه.

وعبر عن فائق تقديره لكافة الدول الأعضاء في مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة التي صوتت لصالح قرار مجلس حقوق الانسان رقم 53/1 والدول التي ساندته، ويدعو جميع الدول الأعضاء للالتزام بما تضمنه ميثاق منظمة التعاون الإسلامي بما في ذلك الفقرة 12 من أهداف الميثاق التي تؤكد على "حماية صورة الإسلام الحقيقية والدفاع عنها والتصدي لتشويه صورة الإسلام وتشجيع الحوار بين الحضارات والأديان" والفقرة رقم 17 من أهداف الميثاق التي تؤكد على "تعزيز موقف موحد من القضايا ذات الاهتمام المشترك والدفاع عنها في المنتديات الدولية"، وذلك من خلال التصويت مع أي قرار يتم تقديمه من قبل مجموعة منظمة التعاون الإسلامي في جنيف ونيويورك في هذا الصدد. 
وأشاد بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم A/77/L.89 بشأن "تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات والتسامح في مواجهة خطاب الكراهية"، الذي تم تقديمه بمبادرة من المملكة المغربية واعتمد بتاريخ 25 يوليو 2023، ويشدد على ضرورة الالتزام بمضمونه.

وأعرب عن شكره وتقديره للدول غير الاعضاء التي اصدرت بيانات تدين فيها هذه الحوادث وترفض هذه التصرفات العنصرية التي تنطوي على الإسلاموفوبيا وكراهية الأجانب.

ودعا جميع الحكومات إلى التنفيذ الكامل للإطار القانوني والإداري القائم أو تكييف تشريعات جديدة إذا لزم الأمر بما يتفق مع التزاماتها بموجب القانون الدولي والقواعد والمعايير لحماية جميع الأفراد والمجتمعات من الكراهية والعنف على أساس الدين والمعتقد ولضمان حماية أماكن العبادة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة