تمثال رمسيس في الأقصر
تمثال رمسيس في الأقصر


ننشر نص المذكرة المقدمة للأمين العام للأعلى للآثار بشأن ترميم تمثال رمسيس| خاص

مي سيد

الثلاثاء، 01 أغسطس 2023 - 12:00 م

أثارت صور ترميم تمثال الملك رمسيس الثاني في الأقصر، جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب عملية ترميمه والتي رأى البعض أنها أساءت للتمثال.

لذلك ننشر نص المذكرة المقدمة من مدير معبد الأقصر ومدير عام معبد الأقصر أحمد بدر الدين جاد المولى وأحمد عربي يونس للأمين العام لمجلس الأعلى للآثار د. مصطفى وزيري والتي جاءت كالتالي:

"انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية بعض الانتقادات والتعليقات التي تعكس عدم رضا البعض عن ترميم وإعادة إقامة تمثال الملك رمسيس الثاني بالواجهة الرئيسية لمعبد الأقصر وكذلك تمثالي المدخل الغربي للمعبد فهي بلا شك صدرت عن بعض المهتمين بشؤون الآثار وحفظ التراث همهم الأساسي حب الوطن وتراثه".

اقرأ أيضا بداية من 6 أغسطس.. وزارة السياحة تطبق العمل من المنزل طبقا لقرار الحكومة

وقبل الخوض في أسباب تلك الانتقادات من وجهة نظر المعترضين نحب توضيح التالي:

- تلك التماثيل قد تم الانتهاء منها منذ أكثر من أربعة أعوام.

- تم ترميم تلك التماثيل بلجنة أثرية علمية مشتركة بين بعثة جامعة شيكاغو الأميريكية والمجلس الأعلى للآثار.

- تم عرض خطة الترميم على اللجنة الدائمة للآثار المصرية بجلستها في 19/11/2018 "تمثال الواجهة الرئيسية للمعبدط وجلسة 31/7/2019 "لتمثالي الواجهة الغربية للمعبد" والتي وافقت على إجراء أعمال الترميم .

- أعمال الترميم لتلك التماثيل كان الغرض منها الحفاظ على أجزاء و قطع التماثيل المتناثرة على مصاطب حفظ الأحجار في شرق شمال وغرب المعبد والتي بلغت أكثر من 40% من كتلة التمثال الخاص بالواجهة الرئيسية للمعبد و25 قطعة لتماثيل الواجهة الغربية و لولا التدخل بالترميم لما تم الحفاظ على هذا الكم من الكتل الخاصة بالتماثيل.

وتركزت أسباب الانتقادات والتعليقات على نقتطين رئيسيتين وهما:

أولاً :

1- سبب علمي وهو أن هذه التماثيل الأوزيرية لا تناسب واجهة المعابد القديمة ولكن الرد أنه واجهة معبد الأقصر الغربية يوجد بها تماثيل بالهيئة الأوزيرية وكذلك أمام الصرح الثاني لمعبد الكرنك على يسار الداخل يوجد تمثال بالهيئة الأوزيرية للملك رمسيس الثاني.

2- عند قيام الأثري الدكتور محمد عبد القادر بإجراء أعمال الحفائر والتنظيف أمام المعبد اكتشف قاعدة التمثال وأجزاء كثيرة من تمثال الواجهة الرئيسية بالهيئة الأوزيرية أي أن إقامة التمثال وترميمه تمت في وضعه المكتشف عليه الأصلي.

3- تماثيل الواجهة الرئيسية الستة هي خليط من أحجار الجرانيت الأسود والجرانيت الأحمر في مادة صنعها وفي هيئتها حيث يوجد منها تماثيل واقفة وتماثيل جالسة ويوجد منهم تمثال للملك أمنحوتب الثالث من الجهة الغربية أمام الواجهة الرئيسية حيث من المحتمل أن قام المصري القديم في عصر الملك رمسيس الثاني بنقله لإستكمال تماثيل الواجهة أي أنه لا يمكن أن نعتمد السيميترية في وضع تلك التماثيل.

4- يوجد نقش في أكثر من موقع في الفناء الأول للمعبد جميعها تذكر عدد التماثيل الستة في الواجهة الرئيسية ولكنها مختلفة في هيئتها .

5- يوجد في فناء رمسيس الثاني من الناحية الشرقية على الجدار في المنتصف نقش على أحد الأحجار يوضح تمثال جالس بتاج مزدوج و مخصص لتمثال أوزيري و هي أحدث واجهة لشكل تماثيل الواجهة الأمامية للمعبد و للايضاح يعتبر نص التكريس هو آخر عمل يتم في المعبد أي أنه بمثابة الختم و كذلك الخاتمة.

ثانياً:

اعترض البعض على الناحية الفنية والنسب وهذا يرجع إلى ضخامة التمثال بالوضع الأوزيري و الذي كان السبب في وجود أخطاء قديمة في نحت التمثال.

وكذلك يمكن ذكر أن معظم الصور المتداولة للتمثال أثناء إزاحة الستار عن التمثال وقد قام فريق العمل باستكمال أعمال الترميم لمدة شهرين أو أكثر بعد هذه الصور وذلك لتصويب النسب الخاصة بالتمثال للوصول للشكل الأمثل وفي النهاية يمكن أن نذكر أن جميع الانتقادات مقبولة طالما إنها للصالح العام وطالما إنها في خلاف علمي يمكن الأخذ منه و الرد عليه.

ولم نجد إلى الآن أي من الأشخاص قد قدم لنا تفسيراً علمياً واحداً أو رد على ما نشر علمياً وقد أثر هذا الاختلاف العلمي في الآراء منذ أربعة أعوام سابقة و لم يقدم لنا ردوداً علمية و قد تمت عدة مناقشات علمية سابقة بخصوص موقع تمثال رمسيس الثاني بالهيئة الأوزيرية بمعبد الأقصر وقد أفاد كلا من:

1- كريستيان لوبلان عالم الآثار الفرنسي رئيس البعثة المصرية الفرنسية بمعبد الرامسيوم و الذي يعمل في مصر منذ 45 عاماً أن التماثيل في الوضع الأوزيري تتكرر في كثير من المعابد و منها معبد الأقصر .

2- د. هوريك سوزيان رئيسة البعثة الألمانية المصرية العاملة بالأقصر إن التمثال موجود في مكانه الصحيح وشكل التمثال يتخذ المنظر الأوزيري بالفعل ولكن ليس على شكل المومياء والتمثال في وضعه هذا منذ الإنشاء وأضيف في مرحلة التوسعة التي أجراها الملك رمسيس الثاني على المعبد وأوضحت إن هذا هو موضع التمثال الصحيح والتاريخي وما تم في التمثال خلال المرحلة الأولى كان التجميع مشيرة إلى إنها شاهدة على هذا الإنجاز الذي قام به فريق الترميم المصري لأنهم قدموا هدية للعالم في يوم التراث العالمي .
3- د. راي جونسون مدير البعثة الأميريكية من جامعة شيكاغو والتي تعمل بمعبد الأقصر أكد إن التمثال المقام أخيراً في في موضعه الطبيعي التاريخي ويجب على المصريين بشكل عام تشجيع رجال الترميم الذين قاموا بعمل رائع وهو العمل الذي سيزيد من رصيد السياحة المصرية حيث أن كل تمثال يتم ترميمه يمثل عامل جذب جديد للسياحة المصرية.

وتابعت المذكرة: "نحن مازلنا في محراب العمل الأثري ويجب أن نقف معاً في سبيل أن تعلوا آثارنا بفضل المصريين ورفع شأن مصرنا الحبيبة".
 

 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة