صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

استثمار البشر

صالح الصالحي

الأربعاء، 02 أغسطس 2023 - 07:34 م

بلغ عدد سكان مصر بالداخل ١٠٥ ملايين و٢٥٠ ألف نسمة بزيادة قدرها ٢٥٠ ألف نسمة خلال ٥٧ يوما.. أى أن المصريين انجبوا ٢٥٠ ألف طفل فى أقل من شهرين.. وذلك وفقا لما أعلنه الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء منذ أيام.

هذه الاحصائيات والأرقام تؤكد أن معدل الانجاب لدينا متسارع وهو أكثر شىء يميزنا عن معظم دول العالم.. وبذلك احتلت مصر المرتبة الـ ١٤ من حيث عدد السكان عالمياً.

البشر لدينا ثروة.. خاصة وان معظم المصريين فى سن الشباب، أكثر من ٥٠٪ من المصريين فى مرحلة الشباب.. وهى مرحلة العطاء وبذل الجهد والتعب والشقاء والعمل.. كما انها مرحلة القوة والفتوة.

صحيح أن الزيادة السكانية خطر داهم على التنمية، وتعطل مسيرة التقدم والازدهار، ولكن هل يمكن ان نحول هذ الخطر إلى أمان. ونجعله عنصراً من عناصر التنمية والتقدم؟!

الاجابة.. بالطبع نعم.. يمكن ذلك بالاستثمار فى البشر وتأهيلهم لسوق العمل العالمى.

ويبدأ ذلك منذ الصغر وخاصة فى مرحلة التعليم الاساسى حيث يمكن اكتشاف الجوانب الايجابية فى التلاميذ وتحديد ميولهم ومهاراتهم.. والعمل على تنميتها وصقلها.. هذا بالاضافة إلى سهولة توجيههم فى هذه السن الصغيرة إلى وظائف هذا العصر وما تتطلبه من مهارات وقدرات تتماشى مع التطور التكنولوجى السريع وعصر الانترنت والذكاء الاصطناعى.. ويمكن استكمالها فى مراحل التعليم اللاحقة الثانوية ثم الجامعة.

لدينا فرصة عظيمة فى الاستثمار فى البشر وتصديرهم لسوق العمل الخارجى.. خاصة وان هناك دولاً تعانى من قلة عدد السكان وأخرى تعانى من شيخوخة السكان.

كل ذلك يتطلب وضع استراتيجية تعليمية جديدة ومتطورة ومرنة قابلة للتحديث بسهولة ويسر وفقا لمعطيات سوق العمل العالمى، والتى تتغير من حين إلى آخر.

الأمر يتطلب دراسة جيدة لسوق العمل المستهدف تصدير العمالة إليه وتحديد احتياجاته ومتطلباته.. واعداد الشباب وتأهيلهم واكسابهم المهارات اللازمة للنجاح.. علينا أن ننظر للدول الأوروبية كسوق واعد للعمالة.. خاصة بعد أن أصبحت فرص العمل محدودة للغاية فى الدول العربية، وما يتطلبه ذلك من إكساب الشباب اللغات اللازمة لسهولة التعامل فى هذه الدول بالإضافة إلى مهارات العمل الأساسية.

أقول هذا بمناسبة اعلان نتيجة الثانوية العامة واستعداد الطلاب للتقدم للجامعات والكليات.. وأتوجه بالنصيحة إليهم لاختيار الكليات التكنولوجية الجديدة التى تواكب سوق العمل حاليا.. عليهم وأنا أعلم جيداً مدى وعيهم، أن ينظروا إلى المستقبل القريب بعد تخرجهم، والخروج إلى سوق العمل وان يتسلحوا بكل ما يؤهلهم لاقتحام هذا السوق، واثبات أنفسهم وتحقيق احلامهم وطموحاتهم.. فما كان جائزاً اليوم فى ظل التطور الرهيب قد لا يكون جائزاً غداً.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة