فيلم أوبنهايمر
فيلم أوبنهايمر


«أوبنهايمر»| بطل تراجيدي أم مجرم حرب؟

آخر ساعة

الخميس، 03 أغسطس 2023 - 04:24 م

مؤخرا عرض فيلم أوبنهايمر الذي طال انتظاره في دور السينما، مبينا وجهة نظر المخرج الشهير كريستوفر نولان فى عالم الفيزياء النظرية الذى قاد أثناء الحرب العالمية الثانية مشروع مانهاتن لتطوير أول قنبلة ذرية، يُعرف جي روبرت أوبنهايمر، الذى توفى 1967، بأنه زعيم كاريزمى، ومفكر شعبى بليغ، وضحية فترة الخوف الأحمر حيث فقد فى 1954 تصريحه الأمنى جزئيًا بسبب ارتباطاته السابقة بالشيوعيين. 

وكشف ديفيد سي كاسيدي David C. Cassidy، الفيزيائى والمؤرخ الفخرى بجامعة هوفسترا، عن طبيعة شخصية أوبنهايمر كعالم ومطور للقنبلة الذرية، مشيرًا إلى أنه لم يكن ببراعة أينشتاين، وقال: "هو لا يصل حتى إلى مستوى هايزنبرغ، باولي، شرودنغر، ديراك، قادة الثورة الكمية فى عشرينيات القرن الماضي، أحد أسباب ذلك كان تاريخ ميلاده ولد عام 1904، وكان أصغر من هايزنبرغ بثلاث سنوات، وأصغر من باولى بأربع سنوات، وكانت تلك السنوات القليلة كافية لوضعه فى الموجة الثانية من الثورة الكمية وخلف الموجة الرئيسية للاكتشاف، فيما أسماه «فيلسوف العلم» توماس كون "عملية المسح"، تطبيقات النظرية الجديدة".

أضاف، كانت لديه المهارة والذكاء لكنه لم يكن لديه التركيز، لم يكن مخلصًا تمامًا للفيزياء كما يجب أن يكون أحد أعظم الفيزيائيين، لقد كانت مجرد واحدة من اهتماماته العديدة فى الوقت الذى كان يدرس فيه الفيزياء، قرأ الكثير من الأدب واللغات أيضًا، فى الولايات المتحدة، كانت الطريقة التجريبية لمقاربة الفيزياء هى السائدة، بينما كان المنظرون الأوروبيون يتابعون مفاهيم جديدة، لذا كانت مهمة المنظرين هى مساعدة التجريبيين على فهم بياناتهم. مع تحول الفيزياء والتجارب، تغير اهتمامه أيضًا.

◄ اقرأ أيضًا | «خطأ تاريخي» في فيلم أوبنهايمر يثير الجدل

كانت إحدى مساهماته الرئيسية ذات صلة ضعيفة بالملاحظة، وهى الثقوب السوداء، كان هذا وضعا مؤسفا، فى 1939، نشر هو وطالبه، هارتلاند سنايدر، ورقة تنبأ فيها بأنه يمكن أن تشكل النجوم المنهارة ثقوبًا سوداء، لم يتمكنوا من متابعتها لأن الحرب كانت تندلع، لقد تجاهلها كثير من الناس لأنه بدا مستحيلًا – كيف يمكن لأى شيء أن ينهار إلى نقطة كثيفة للغاية؟ - حتى استعاد الفيزيائي جون ويلر هذه المسألة فى الستينيات، لم يكن هناك أى دليل تجريبى على الثقوب السوداء حتى التسعينيات، وأعتقد أن أوبنهايمر كان سيحصل على جائزة نوبل إذا كان لا يزال على قيد الحياة فى تلك المرحلة.

وعن كيف انتهى الأمر بأوبنهايمر، العالم النظري، بتوجيه مشروع مانهاتن، التجربة العملاقة، قال: "كان الأمر أسوأ. لم يكن لدى أوبنهايمر أى خبرة إدارية، على عكس العديد من الأشخاص الذين سيديرهم، والأسوأ من ذلك كله، كان لديه خلفية سياسية مشكوك فيها، مع ارتباطات بشيوعيين معروفين فى أواخر الثلاثينيات، لكن الجنرال ليزلى غروفز اختاره على وجه التحديد، بسبب فهم أوبنهايمر للفيزياء وقدرته على شرحها له أيضًا، لأن أوبنهايمر كان يحظى باحترام كبير من علماء الفيزياء الآخرين.

لكن السبب الرئيسي هو أن غروفز كان يعلم أن أوبنهايمر سيكون خصما سهلا بسبب ارتباطاته السياسية، حجب غروفز الكثير من تقارير رجال الأمن عنه وقال: أريد هذا الرجل فى الوظيفة" لذا، عرف أوبنهايمر أنه كان هناك فقط لأنه كان تحت حماية غروفز".

أما عن تقديم أوبنهايمر مساهمات تقنية محددة لتصميم القنبلة، فقال: "بطريقة مهمة للغاية فى 1942، أمر الرئيس فرانكلين روزفلت ببرنامج تحطم القنبلة، اختار آرثر كومبتون أوبنهايمر لرئاسة مجموعة نظرية في جامعة كاليفورنيا بيركلي للعمل على كل التفاصيل ما الذى يحتاجون إليه، وكيف سيفعلونه، وسلمت المجموعة النتائج إلى كومبتون، وولد مشروع مانهاتن، وعندما وصل العلماء إلى المختبر فى لوس ألاموس، نيو مكسيكو، تلقوا سلسلة من المحاضرات من قبل أقرب مساعد لأوبنهايمر، روبرت سيربر، حول كيفية عمل القنبلة بناءً على هذا البحث، إذن كان أوبنهايمر ومجموعته الذين يضعون النظرية الكاملة للمشروع، وتقدمت هذه المجموعة النظرية أيضًا ونظروا فى القنابل الاندماجية، وقاموا بمسح المنطقة التى ستصبح فى النهاية قنبلة هيدروجينيةـ وتم وضع ذلك جانبا إلى ما بعد الحرب. 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة