إيزابيل الليندى
إيزابيل الليندى


فاطمة لطفى تكتب : الإرهاب النازى فى رواية جديدة لـ إيزابيل الليندى

أخبار الأدب

الجمعة، 04 أغسطس 2023 - 12:20 م

تعيد الكاتبة التشيلية إيزابيل الليندى (ليما، 1942) صياغة اليوم الأسود الذى مارست فيه قوات هتلر العنف ضد السكان اليهود فى روايتها الأخيرة "الرياح تعرف اسمي" التى نشرت مؤخرًا.


 تبدأ الليندي، وهى الكاتبة الأكثر قراءة ب اللغة الإسبانية على هذا الكوكب، قصتها فى ڤيينا عام 1938، فى "ليلة الكريستال المكسور"، حيث قرر النازيون سحق اليهود بلا رحمة.
منحت الكاتبة التشيلية البطولة لـ صمويل أدلر، وهو طفل يهودى من ڤيينا يبلغ ست سنوات، كما أنه عازف كمان بارع، ستنقلب حياته إلى الأبد فى تلك الليلة. يصاب والده، الطبيب رودولف أدلر، بجروح خطيرة فى المشاجرات، ليتم نقله لاحقًا إلى معسكر اعتقال.

اقرأ ايضاً |«ساعة بغداد» تمثل الحياة فى الشرق الأوسط


تتناول الليندى هذا الحدث الدرامى سريعًا وبإيجاز، إذ تعتقد أنها مشاهد مألوفة للقارئ من خلال السينما والأفلام الوثائقية والعديد من الروايات الأخرى التى تناولت التيمة الروائية نفسها.


فى الواقع، هذه البداية ذريعة لتنقل صمويل الصغير، الذى سيكون موسيقيًا مسنًا بعد عقود، إلى كاليفورنيا، وهناك تتشابك حياته مع أنيتا، فتاة سلفادورية تبلغ سبع سنوات انفصلت عن والدتها ووضعت فى دار لرعاية القُصر على حدود ولاية أريزونا.


سيبدأ صمويل أدلر، فى عام 1938، رحلة فردية طويلة للهروب من ڤيينا على متن قطارات نقل الأطفال، التى نظمتها المقاتلة الهولندية المقاوم جيرترود ويسمولر- ميير، وهو شخصية حقيقية، لإنقاذ أطفال العائلات اليهودية، وإحضارهم إلى المملكة المتحدة. غالبًا ما تستخدم الليندى كراوية عتيدة أحداثًا تاريخية لإضفاء مصداقية على السرد. فى وداع الفتى عازف الكمان من والدته ستشهد لحظة شفقة كثيفة، فى مشهد شديد السينمائي.


يعد الإجراء الخاص بفصل العائلات القادمة من أمريكا الوسطى لطلب اللجوء على الحدود الجنوبية لأمريكا الشمالية، والأمر بالاحتفاظ بمئات الأطفال فى مراكز الاحتجاز، دون والديهم، بمثابة خلفية الجزء الثانى من الرواية. تظهر الليندى قوة اقتناعها الأكبر عند معالجة هذه الأزمة الإنسانية الخطيرة على الحدود مع المكسيك.


تعمل الأخصائية الاجتماعية للأطفال المهاجرين، سيلينا دوران، والمحامى فرانك أنجليري، معًا للعثور على والدة أنيتا دياث، الفتاة السلفادورية الكفيفة التى انفصلت عن والدتها وتعيش فى عالم خيالي. ماريسول، والدة أنيتا، هى إحدى ضحايا العنف المنزلي، والسعى للعثور عليها هو رحلة عبر رعب المعتدين وإفلاتهم من العقاب. هنا حيث تمكنت الراوية، على الرغم من بعض الكليشيهات، من التحرك والغضب.


فى مواجهة عالمين، عالم صمويل وأنيتا، المختلفان تمامًا، ومواجهة الوحشية والعنصرية وإساءة استخدام السلطة، تعرف الكاتبة تضامن القادرين على الترحيب بهذين الكائنين المكسورين ومنحهم الأمل وحياة جديدة.


سيكتشف قراء إيزابيل الليندى سمات مألوفة: الكتابة البسيطة؛ الحوارات المباشرة؛ العديد من الحبكات التى تتطور وتتقارب فى مرحلة ما؛ قصة حب غير متوقعة؛ حقائق صحفية حالية مختلطة بالخيال؛ شخصية بصيرة؛ وبعض سيكولوجية الشخصيات؛ نموذجية لكنها فعالة،ودائمًا، تلتزم الليندى بإدانة انتهاكات حقوق الإنسان.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة