رفعت فياض
رفعت فياض


سطور جريئة

زفة «الأصل» الغائب !

رفعت فياض

الجمعة، 04 أغسطس 2023 - 06:45 م

فى دنيا الجامعات وفى الدنيا عموما عندما يقارب المسئول وخصوصا الشديد فى إدارته.. عندما يقارب سن الاعتزال تظهر «جوقة» فى وسائل التواصل الاجتماعى تذم الرجل وتلصق به كل نقيصة، لا لشيئ إلا لكونه لم يكن معبرا لطموحاتهم فى المناصب، على اعتبار أنهم اصحاب الخبرات والكرامات المطلوبة فى زمن انقطعت فيه الكرامات، بل يتزيد بعضهم ويرسل شكواه وأنينه وصراخه ليملأ الأرجاء ضد هذا المغادر الذى أفسد حياة المؤسسة وسمم أجواءها كما يدعى بعض من هؤلاء، ويصر بعضهم على إيصال صراخه إلى كل مؤسسات الدولة ( وهو يعلم فى قرارة نفسه أنه دعى كذوب) هذه هى بعينها زفة الشامتين للمغادر.

أما النوع الثانى فهى أيضا زفة المنافقين الأخرى للقادم الجديد أملا فى الهبات والعطايا (العضم وما أشبه)، ومشكلة النوعية الثانية أنهم هم أنفسهم سيتحولون فى نهاية الأمر الى النوع الأول، لأنهم ابتداء معروفون بتطلعاتهم لأى هدف يلوح فى الأفق.. ولأنهم الآكلون على جميع الموائد.. اللاعقون جميع الأحذية...ولأنهم لم ولن يقنعوا أبدا لا المغادر أوالمغادر السابق ولا حتى القادم الجديد أنهم على شئ، إن للنفاق ريحة لاتخطئها أنوف الكبار... بالتالى لاضير من زفة «قلة الأصل» لمن هو دارس قواعد اللعبة. 

أما النوع الثالث فقد يستهدفون بعض المرشحين للمنصب الجديد الذى أصبح شاغرا بمغادرة القيادة السابقة ويسارعون فى تشويه صورته خاصة إذا كانوا يعلمون أنه من النوعية التى «لاتخيل» عليه مثل هذه الأفعال، وبالتالى لاأمل لهم فيه إذا كان هو القادم، فيبدأون فى حملة شعواء ليحاولوا تشويه صورته بأى شكل على أمل ألا يأتى فى هذا المنصب القيادى حتى لو وصل الأمر فى استخدام لقطات مصورة قديمة له منذ عدة سنوات ويعملون على تزييفها لتشويه صورة هذا المرشح المحتمل على أمل أن ينجحوا فى منعه فى الوصول إلى المنصب القيادى ثم يقومون على الجانب الآخر بالاتصال فى الخفاء بالمرشح المنافس ليدعوا له أنهم يعملون كل هذا لصالحه هو، وبهدف أن يكون هو القادم وعلى أمل أن يراعيهم إذا صدقت الأمور وجاء هو إلى المنصب القيادى، يفعلون ذلك وهم لايعرفون أن أكثر من سيحتقرهم هو من يراهنون عليه لأنه يعرفهم جيدا، ولو فرض وكان هو القادم ليس بسبب مافعلوه ولكنه عن استحقاق سيعمل من البداية على التخلص منهم وطردهم بالنعال وقتها سيتحولون إلى ثعابين سامة ضده لان هذه هى أخلاقهم.

أقول هذا بعدما شاهدت، وسمعت، وقرأت مالم أتخيل أنه يحدث داخل جامعاتنا ومن أناس يحملون درجة الأستاذية، وأنا أعرف بعضهم جيدا  ويحدث هذا بسبب خروج عدد من القيادات الجامعية الأفاضل لسن المعاش لانتهاء مدتهم فى رئاسة جامعاتهم بذلوا طوال فترة توليهم لمنصب رئيس الجامعة كل مايستطيعون فعله من أجل المصلحة العامة لجامعاتهم والعمل على الارتقاء بها وانتظارا لقدوم قيادات جديدة لهذه الجامعات داعيا الله أن يولى من يصلح، وأن يعينه فى مهمته بعيدا عن زفة المخادعين وينجيه خطر الحاقدين منهم.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة