الأنبا بيجول المحرقى «أسقف ورئيس دير المحرق»
الأنبا بيجول المحرقى «أسقف ورئيس دير المحرق»


الأنبا بيجول أسقف ورئيس دير السيدة العذراء المحرق فى حوار خاص لـ «الأخبار»:

«بوابة البطريرك» لا تفتح إلا لـ البابا ودخول الأساقفة

سارة أحمد

السبت، 05 أغسطس 2023 - 07:38 م

عرف بهدوئه وابتسامته التى لم تفارق وجهه طوال لقائى معه.. إنه الأنبا بيجول المحرقى أسقف ورئيس دير المحرق والقرى التابعة له، ولد فى محافظة قنا عام 1966م، وحصل على بكالوريوس كلية التجارة جامعة أسيوط عام 1988م، وبعد أدائه الخدمة العسكرية التحق للعمل بالشئون المالية والإدارية بإحدى شركات الأدوية، وفى عام 2000م التحق بدير المحرق وتمت سيامته راهبا فى 2001م بيد الأنبا ساويرس.

كان أحد الآباء المسئولين على استقبال زوار ومريدى الدير، ولمحبته للعلوم الكنسية حصل على بكالوريوس العلوم اللاهوتية عام 2008م من الكلية الإكليريكية بالدير، كما حصل على دبلوم الدراسات العليا قسم لاهوت من معهد الدراسات القبطية عام 2015م، وبعد تخرجه فى الكلية الإكليريكية قام بالتدريس بها وعين وكيلا لها. وفى الحوار استهل حديثه قائلا:

«الحلفا» كلمة السر في تسمية الدير

بدأت رحلة العائلة المقدسة إلى مصر ليلاً وكانت شاقة لأن المسافة طويلة من فلسطين إلى مصر وتزداد صعوبتها لأنها كانت على دابة وذلك بجانب مصاعب الرحلة فى أرض غريبة وبالتأكيد كان يوسف ومريم مع أنهما يعلمان تماما أن الله يستطيع أن يوفر عليهما مشقة السفر لكن إيمانهما المملوء بالحب لله أثمر عن الطاعة الكاملة، فضلاً عن أن العائلة المقدسة لم تستقر فى مكان واحد لكنها ظلت تنتقل من مكان إلى مكان فى مصر، ويعد دير المحرق هو محطة رئيسية فى الرحلة حيث قضت فيه 6 أشهر و5 أيام بما يعادل 185 يوما وهى أطول مدة عاشتها العائلة فى مكان واحد، وهو البيت المهجور الذى تحول فيما بعد إلى كنيسة اثرية.

ما سبب تسمية الدير بالمحرق وبجبل قسقام؟
أطلق عليه المحرق نسبة إلى أن المكان الذى يوجد فيه الدير، حيث كانت تنمو فيه حشائش ونباتات ضارة تعرف بـ «الحلفا» وقديما كان يتم جمعها وحرقها، وهناك رأى آخر يقول إن المكان كانت تنحسر عنه المياه، وبالتالى تموت النباتات وتتيبس فى الأراضى الزراعية فكان يتم حرقها، ولذلك عرفت المنطقة بالمحروقة أو المحترقة، ومع مرور الوقت استقر لقب دير المحرق، كما أنه اشتهر ايضا بدير جبل قسقام، لأن قسقام اسم قديم منذ عصر الفراعنة، وهو يتكون من مقطعين «قُس»، وهو اسم مدينة اندثرت حاليا كانت عاصمة الولاية الرابعة عشرة من الولايات الـ 22 التى كان مقسما بها صعيد مصر، ومعناها الدينى المكان العلوى، ومعناها لدى العامة تكفين أو تحنيط جثة الميت ولفها بالكتان لتحضيرها للدفن، أما «قام» هو اسم كانت تختص به المنطقة التى تقع غرب الولاية الرابعة عشرة، ومعناه الدينى اللانهاية أو إلى الأبد، ولقرب قام من قُسْ اشتهرت المنطقة والجبل المجاور بـ«قسقام».

ورد فى العهد القديم نبوءة عن مصر.. كيف تحققت، وما الأدلة التى تثبت أن المذبح الذى ورد فيها فى وسط بلادنا؟
بالفعل، ورد بالكتاب المقدس: «فِى ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِى وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ، وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخْمِهَا».. جاء ذلك فى سفر اشعياء النبى الاصحاح ١٩ الاية ١٩، ويشير تفسيرها إلى أن مذبح كنيسة السيدة العذراء الأثرية بالدير يقع فى منتصف المسافة تماما بين شمال مصر وجنوبها، وهو المذبح الوحيد فى العالم الذى دشنه المسيح بنفسه، وجلس على حجر تم استعماله كمذبح منذ إنشاء الكنيسة، لهذا تعتبر زيارته كزيارة القبر المقدس بالقدس، ولدينا المخطوطات التى تثبت صحة هذا الكلام، وفى شهر يونيو يتم الاحتفال بموسم العذراء بين فترة 18 -28 يونيو ويقبل عليه حوالى 2 مليون زائر من المسلمين والمسيحيين.

ما حقيقة أن أحد الباباوات حاول تدشين مذبح الكنيسة الأثرية ولم يستطع؟
يقال إن البابا ثاؤفيلس رقم 23 فى القرن الرابع جاء لزيارة الدير فى إحدى المرات وشاهد بساطة الكنيسة الأثرية وهى مبنية بالطوب اللبن برغم وجود كنائس فخمة فتعجب من بساطة الكنيسة الأثرية وتساءل «إزاى المكان الذى عاش فيه السيد المسيح لا يرتقى لمكانته الدينية»، فقرر بناء كاتدرائية فخمة تناسب هذا الحدث الجليل، إلا انه قال بعد ذلك إن السيدة العذراء ظهرت له وقالت «السيد المسيح عايز كنيسته بسيطة» فابتعد عن تلك الفكرة، وهناك رواية أخرى تقول إن أحد رهبان الدير حاول هدم حجر المذبح لإعادة بنائه بشكل منتظم ومتساو إلا أن يده أصيبت بالشلل.

يقال إن الكنيسة الأثرية بالدير هى أول كنيسة فى العالم دشنها السيد المسيح بنفسه.. كيف ذلك؟
السيد المسيح جاء وهو طفل مع والدته السيدة العذراء وعاش فى هذه الكنيسة 185 يوما وهى أطول مدة قضتها العائلة فى مكان واحد وكان يجلس على حجر مذبح الكنيسة الأثرية، وبعد مرور السنوات عاد السيد المسيح إلى المكان مرة أخرى على سحابة نورانية وقام بتدشين المذبح، ولذلك تعتبر الكنيسة الأثرية هى أول كنيسة فى العالم دشنها السيد المسيح بنفسه.

ما قصة البوابة التى لا تفتح إلا عند زيارة البابا أو الأساقفة من أبناء الدير فى أول زيارة لهم بعد الرسامة؟
بوابة تعرف باسم البطريرك وتواجه قصر رئيس الدير وتفتح عند استقبال البابا أو احد أبناء الدير رسم أسقفا فى أول زيارة له بعد الرسامة لمرة واحدة، وهى فكرة قديمة نشأت مع بداية الحياة الرهبانية فى الدير وإنشاء أسواره التى تشبه أسوار مدينة القدس ولذلك يطلق عليه الأحباش الاثويبيون «اورشليم الثانية» وهناك سبب آخر للتسمية هو أن هذا المكان شهد اطول إقامة للعائلة المقدسة بعد اورشليم.

متى بدأت الحياة الرهبانية فى الدير؟
بدأت الحياة الرهبانية بالدير فى القرن الرابع الميلادى وسكن فيه الرهبان وعاشوا فيه حتى تحول المكان من كنيسة إلى دير يقبل عليه الرهبان وتزايد أعدادهم مع مرور الزمن، ويضم حاليا 150 راهبا ويتقدم سنويا للدير حوالى 10 مواطنين من طالبى الرهبنة بالدير، نقبل ٢ فقط وتغلق أبواب الدير نهائيا أثناء فترة الصوم الكبير والتى تبلغ 55 يوما قبل عيد القيامة، وكذلك أيام الإثنين والثلاثاء والاربعاء والخميس من كل أسبوع خلال فترة صوم الميلاد الـ43 يوما قبل عيد الميلاد، وفى كلتا الحالتين يستثنى زيارة الإجانب للدير.

ما هى شروط قبول الراهب؟
الرهبنة ليست سهلة كما يعتقد البعض يجب التفكير جيدا قبل أخذ هذه الخطوة لأنه سيعيش بين أسوار الدير ويجب أن يكون له أب اعتراف ومنتظم فى ممارسة أسرار الكنيسة بشهادة رسمية من أب اعترافه، وأن يكون محبا للطقوس والتسبحة والألحان، وله دراية بعقائد الكنيسة وتاريخها، ويجب ألاتزيد السن على 30 عاما، ويشترط حصوله على مؤهل عال، ولكن يسمح بالاستثناءات لشرطى السن والمؤهل بعد موافقة رئيس الدير، وصحيفة جنائية وانهاء الخدمة العسكرية، وتقرير الحالة النفسية من الطبيب النفسى التابع للدير، ويجب أن يكون المتقدم ناجحا فى حياته العملية والعلمية، ثم يتأكد المشرفون أنه جاء دون ضغط أو حاجة لشىء ما، إنما طلب الوصول الى الله بزهد، وعند الالتحاق كطالب رهبنة يرتدى زيا باللون البنى ثم الأزرق أو الرمادى، لتجربة الحياة الرهبانية تحت الاختبار والإرشاد الروحى من الأب مشرف شئون طلاب الرهبنة وتحت إرشاد أب اعتراف معروف لدى الأب الرئيس.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة