فيلم جولدا
فيلم جولدا


جولدا.. سينما قلب الحقائق

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 09 أغسطس 2023 - 03:53 م

كتبت: مرفت عمر

منذ عرض فيلم "جولدا" في مهرجان برلين السينمائي "برلينالة 2023" وردود الأفعال العربية الغاضبة لا تتوقف، إلا أن وتيرة الغضب زادت عقب إعلان عرضه تجاريا في دور العرض السينمائي بالولايات المتحدة الأمريكية في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، سبب الغضب العربي بالطبع يعود لتزوير التاريخ وتبييض صورة الكيان الصهيوني الدموي، حيث فتح واحدا من أكبر المهرجانات السينمائية الدولية ذراعيه لهذا الفيلم ونظم له أكثر من عرض خلال فترة المهرجان، كما نظم له مؤتمرا صحفيا بحضور فريق عمله.

الفيلم حقق انتشارا كبيرا عبر شاشات برلين الساحرة والآن يغزو العالم بعد عرضه تجاريا في أكبر دول العالم في صناعة السينما، والتي تمثل إيرادات دور العرض السينمائي نسبة كبيرة من دخلها القومي، الفيلم يؤصل لفكرة انتهجها بني صهيون في العديد من الأعمال وروج لها دوليا بشتى الطرق، إذ يؤكد على أن انتصارات أكتوبر لم تدم سوى ثلاثة أيام حتى اخترق الجيش الإسرائيلي الثغرة وانتصر بعدها.

اختيار موعد عرض الفيلم تزامنا مع قرب الاحتفال بانتصارات أكتوبر الخمسين، يؤكد أهمية السلاح الذي يمتلكه الكيان الصهيوني للترويج الإيجابي لما يصب في مصلحته، فهو لم يتوقف منذ غرس أقدامه في قلب العالم العربي عن تجسيد دور الضحية، إذ أنه يسخر أدواته لقلب الحقائق استقطابا للتعاطف الدولي، فهاهي شيطانة الحرب جولدا مائير صاحبة المقولة الشهيرة ""يمكننا أن نسامح العرب على قتـلهم لأطفالنا، ولكن لا يمكننا أن نصفح عنهم لإجبارهم إيانا على قتل أطفالهم"، التي عانت اضطهادا في أوكرانيا دمرها نفسيا، هي اليوم بطلة العطاء والتضحية أمام العالم فداءا لبني إسرائيل، ففي الفيلم إسهابا في تقديم مشاهد تسجيلية لمفاوضات السلام بين الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن، وحضرت جولدا جانباً منها وخاصة الجلسات الختامية رغم أنها كانت قد غادرت موقعها، وجمعها لقاءا تضمن الكثير من الضحك مع السادات، اختتم الفيلم مشاهده بدماء الحمام المقتول على الأرض، وهي رسالتهم الدائمة التي يجيدون تصديرها للعالم أنهم شعب مسالم بينما العرب سفاحون.

أدركت إسرائيل أهمية السينما في تجميل صورتها منذ سنوات، فبادرت بصناعة أفلام ترصد مشاهد فقدهم لأبناءهم من ضباط ومواطنين، وغمرت دموعهم شاشات العالم في العديد من الأفلام منها "زيارة الفرقة الموسيقية" الذي عرض في مهرجان كان السينمائي الدولي عام 2007، وآخر حصد الأوسكار بعنوان "إكسودس"، بينما يقتصر عرض أفلامنا التي تدور في فلك انتصارات أكتوبر على دور العرض المصرية وبعض الدول العربية، فلم نقدم حتى اليوم للعالم صورة تفند أكاذيب المغتصب. 


فيلم "جولدا" يتناول المسئوليات والقرارات السياسية التي اتخذتها جولدا مائير رئيس الحكومة الإسرائيلية في تلك الفترة ، المعروفة أيضًا باسم "سيدة إسرائيل الحديدية" خلال حرب "يوم الغفران" كما يطلقون عليه، كما يتناول أحداث حرب أكتوبر 1973 من وجهة النظر الإسرائيلية من خلال رد فعل رئيس الوزراء و الحكومة علي الهجوم المصري السوري لتحرير سيناء و الجولان، ويعرض أحداث 19 يوماً هي مدة الحرب حتي توقف القتال، وصولا لتوقيع اتفاقية السلام ووفاتها بعد ذلك.

إنتاج الفيلم بريطاني إسرائيلي وإخراج نيكولاس مارتن تقوم ببطولته الممثلة الانجليزية الحائزة على الأوسكار سابقًا "هيلين ميرين" في شخصية جولدا، وييف شرايير في شخصية هنري كسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ومستشار الأمن القومي في ذلك الوقت


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة