أثناء إغراق المعدات العسكرية القديمة في البحر الأحمر
أثناء إغراق المعدات العسكرية القديمة في البحر الأحمر


الأول من نوعه في مصر وأفريقيا| متحف حربي تحت الماء

آخر ساعة

الأربعاء، 09 أغسطس 2023 - 06:06 م

■ كتب: محمد مخلوف

تعتبر المتاحف إحدى أدوات التنوير وإعادة قراءة التاريخ وتسليط الضوء على فترات مهمة من تاريخ أي بلد، وفي إطار تنشيط السياحة البيئية تم تدشين أول متحف حربي لمعدات عسكرية قديمة ومكهنة ترجع إلى حقبتي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، حيث تم إغراقها في مياه البحر بمدينة الغردقة التابعة لمحافظة البحر الأحمر، بحضور وزراء البيئة العرب من الأردن، وجيبوتي، والصومال، والسودان، واليمن.

وتم استحداث ثلاثة مواقع غوص جديدة فى الغردقة حفاظاً على الشعاب المرجانية الطبيعية، فيما شهدت «آخرساعة» فعاليات الحدث الذى تكمن أهميته فى الترويج والجذب السياحي لمصر.

◄ وزيرة البيئة: نستهدف حماية الشعاب المرجانية وتوفير تجربة فريدة للغوص

المتحف الجديد، يعد الأول من نوعه فى مصر وأفريقيا، تم تدشينه بالتعاون بين محافظة البحر الأحمر، والقوات المسلحة ووزارتى البيئة والسياحة والآثار، وجمعية الحفاظ على البيئة «هيبكا». ويأتى هذا الحدث العالمى تفعيلاً للبروتوكول الموقع بين محافظة البحر الأحمر والقوات المسلحة بشأن إغراق معدات ومركبات حربية قديمة بأماكن مختلفة، وتثبيتها بقاع البحر الأحمر، المعدات عبارة عن دبابات وسيارات نقل جنود ومركبات مشاة، مكونة من 15 قطعة، كل منها لها قصة فريدة وأهمية خاصة، ويجرى إغراقها فى ثلاثة مواقع مختلفة وهى (شعاب السقالة- عروق الطويل- عرق جامع بمجاويش)، مما سيخلق مواقع غوص جديدة فى الغردقة، ويتم إغراق كل قطعة بعناية.

من جانبها قالت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، إن الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر الأكثر مرونة حول العالم فى مواجهة وتحمل الارتفاع فى درجات الحرارة، وقد أوضح عدد من الدراسات أنها آخر الشعاب المرجانية تأثرًا بالتغيرات المناخية حول العالم، حيث تم إعلان الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر تحت الحماية قبل مؤتمر المناخ cop27 وتم وضع مخطط واضح للحفاظ عليها من كافة أشكال التلوث والممارسات غير السليمة.

وأوضحت وزيرة البيئة، آلية إنشاء مواقع الغوص الجديدة فى البحر الأحمر من خلال غرق 15 قطعة من المعدات الحربية القديمة، فى مواقع بعينها استغرق دراستها 7 سنوات من التخطيط والتحضير الدقيق، وستخلق بيئة لنمو الشعب المرجانية والكائنات البحرية، وأشارت إلى أن تلك المواقع تعزز ممارسات السياحة المسؤولة وتضمن استدامة النظام البيئى على المدى الطويل، كما ستحظى المواقع بأهمية تاريخية لا مثيل لها، وستمكن هواة الغوص من استكشاف مجموعة من المعدات العسكرية التى لعبت دورًا حاسمًا فى تاريخ مصر، حيث تروى كل قطعة قصة مؤثرة عن الشجاعة والتضحية.

وأضافت أنه من المتوقع تغطية تكلفة إنشاء المواقع الجديدة خلال أول عام لدر عوائد سياحية بالعملة الأجنبية بقيمة تمثل من 5 إلى 10 أضعاف القيمة الاستثمارية، وهذا يفتح نوعًا جديدًا من أنواع الاستثمار وهو الاستثمار فى الموارد الطبيعية، وحماية الشعب المرجانية.

فيما قال محافظ البحر الأحمر، اللواء عمرو حنفي، إن إغراق المعدات القديمة، لاستحداث مناطق غوص جديدة، هو أحد الأدوات التى يستخدمها العالم لحماية البيئة، فكل موقع غوص له طاقة استيعابية محددة، وفى حال تعدى هذا الحد يتعرض لتدهور بيئى، وفى تلك الحالة لا يمكن التعامل مع تلك المناطق إلا بمنع الزائرين من نزول المياه، إلا بالحدود التى يتحملها، أو إحدى الأدوات التى يستخدمها العالم كله وهو استحداث مناطق غوص صناعية من الممكن أن تجذب محبى رياضة الغوص دون الإضرار بالبيئة، لافتاً إلى أن مناطق الشعب المرجانية تشهد إقبال عدد كبير من السائحين الراغبين فى مزاولة رياضة الغوص، ويوجد بالبحر الأحمر، أكثر من 200 موقع لسياحة الغوص، أبرزها جزيرة الجفتون، والفنستون وغيرها، مشدداً على أن الشعاب المرجانية تعد ثروة اقتصادية هامة، ويجب الحفاظ عليها وحمايتها من المخاطر التى قد تتعرض لها سواء كانت طبيعية أو بفعل البشر.

وأكد أن القيادة السياسية الداعم الرئيسى للمشروع، موجهاً الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي، لدعمه الكبير للمشروع ولكل مشروع يخدم السياحة ويعود بالنفع على الوطن والمواطن، كما وجه الشكر إلى رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى ، لتذليله العديد من العقبات التى واجهت المشروع.

فيما أشاد الخبير السياحي، عضو غرفة شركات السياحة والسفر، مجدى صادق، بمشروع المتحف الحربى الجديد، مؤكداً أنه يجذب السياح من جنسيات مختلفة، من سويسرا وبولندا والتشكيك وإيطاليا وهولندا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا وإنجلترا ورومانيا، الذين يأتون خصيصاً لممارسة هوايتهم المفضلة فى الغطس تحت الماء، والاستمتاع برؤية الشعاب المرجانية، والكائنات البحرية النادرة.

وأشار صادق إلى أن العديد من السائحين يتوافدون على مدينتى الغردقة ومرسى علم لممارسة هوايتهم المفضلة فى الغطس والتصوير ومداعبة الكائنات البحرية والتقاط الصور التذكارية، ونشرها على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، ما يسهم فى تنشيط السياحة، وعمل جذب سياحى لشواطئ البحر الأحمر، لافتاً إلى أن مدينة الغردقة، تُعد من أفضل 10 وجهات سياحية فى العالم لممارسة الغوص، طبقَا لموقع «تريب أدفايزر»، الأمر الذى جعلها مقصداً سياحياً مفضلاً لكثير من السائحين من مختلف الجنسيات، الذين يحرصون على الخروج فى رحلات الغوص بصفة يومية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة