صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


التقلبات السعرية تقود أسعار النفط لتحقيق مكاسب.. محللون: المخزونات تحت الرقابة

عبد النبي النديم- عواد شكشك

الأربعاء، 09 أغسطس 2023 - 06:47 م

عادت التقلبات السعرية بعد سلسلة سابقة من المكاسب للنفط الخام، حيث تزن السوق تأثير تشديد العرض مقابل توقعات غير مؤكدة للاقتصاد العالمي، وسجلت أسعار النفط الخام اتجاهًا صعوديًا خلال يوليو الماضي وبداية الشهر الجاري مدعومًا أيضا بالتصورات بأن "الاحتياطي الفيدرالي" يقترب من نهاية دورة التضييق.
حيث ارتفعت أسعار النفط اليوم الأربعاء، إذ بدد تراجع المعروض نتيجة تخفيضات الإنتاج من جانب السعودية وروسيا تأثير المخاوف بشأن تباطؤ الطلب من الصين أكبر مستورد للخام في العالم، وتقرير أظهر زيادة مخزونات الخام الأمريكية.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 22 سنتا بما يعادل 0.3 % إلى 86.39 دولار للبرميل بحلول الساعة (08:00) بتوقيت جرينتش، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 19 سنتا أو 0.2 % إلى 83.11 دولار للبرميل كان العقدان قد زادا بما يقرب من دولار في الجلسة السابقة.
وحقق النفط الخام مكاسب للأسبوع السادس على التوالي الأسبوع الماضي وبلغ أعلى مستوياته منذ منتصف أبريل يوم الإثنين، مدعوما بتراجع إمدادات أوبك+ وآمال بأن يعزز التحفيز تعافي الطلب على النفط في الصين.
وجاءت بعض الضغوط النزولية من بيانات معهد البترول الأمريكي أمس الثلاثاء، والتي أظهرت وفقا لمصادر السوق ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية بمقدار 4.1 مليون برميل الأسبوع الماضي، على الرغم من انخفاض مخزونات البنزين ونواتج التقطير.

المخزونات تحت الرقابة 

وحول التقلبات السعرية لسوق النفط أفاد محللون نفطيون لـ «الاقتصادية السعودية» إن التفاؤل يحيط مكاسب النفط باستمرار مع حدوث تقلبات من حين إلى آخر، مشيرين إلى أن السياسة المالية الأمريكية ستحتاج إلى أن تظل مقيدة لبعض الوقت، لكنها منفتحة على مزيد من ارتفاعات الفائدة إذا لزم الأمر.
ولفتوا إلى أنه ستتم مراقبة تقارير المخزون من معهد البترول الأمريكي ووكالة معلومات الطاقة الأمريكية من كثب هذا الأسبوع بحثا عن أدلة على ضيق سوق النفط الخام، موضحين أنه لا تزال العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط في اتجاه تصاعدي رغم تراجعها عن أعلى مستوى لها في أربعة أشهر.
وفي هذا الإطار، يقول سيفين شيميل مدير شركة "في جي إندستري" الألمانية، إن أسعار النفط الخام مدعومة من الطلب القوي، خاصة من الهند والصين، كما أن الإمدادات الروسية أثبتت مرونة في مواجهة العقوبات الغربية، لافتا إلى أن روسيا احتفظت بمكانتها كأكبر مورد للنفط الخام للهند، حيث استوردت الهند 1.9 مليون برميل يوميا من النفط الروسي، حيث أصبح ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم عميلا رئيسا للنفط الروسي الرخيص، إلى جانب الصين.

مليون برميل خفض في الإنتاج السعودي

وأفاد شيميل بأن مكاسب النفط تدعمت مع استمرار الضيق في المعروض النفطي العالمي، وذلك في الوقت الذي بدأت فيه السعودية، وهي أكبر دولة مصدرة عالمية، بخفض إنتاجها بمقدار مليون برميل يوميا وتمديده للشهر المقبل، إضافة إلى تخفيضاتها الإنتاجية داخل "أوبك" والتخفيضات الطوعية الإضافية من جانب روسيا
ويرى، روبين نوبل مدير شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات، أن آفاق تعافي الإمدادات النفطية الأمريكية إيجابية رغم صعوبات الاستثمار في المرحلة الراهنة نتيجة ضغوط حماية المناخ الدولية، مشيرا إلى أنه بعد أعوام من ارتفاع تكاليف الإنتاج وسط تضخم ما بعد الجائحة يمكن أن تتنفس رقعة النفط الصخري الزيتي في الولايات المتحدة أخيرا الصعداء بعد أن وصل مسار التكلفة إلى نقطة تحول في ضوء ارتفاع أسعار الخام الأمريكي
ولفت إلى أن الطاقة النفطية الاحتياطية ما زالت وفيرة، كما أن التكنولوجيا سريعة التطور تؤدي إلى رفع الكفاءة ومضاعفة الإنتاج بتكلفة أقل، منوها إلى تأكيد شركة إكسون موبيل الأمريكية العملاقة أن منتجي النفط الصخري يمكنهم مضاعفة إنتاج النفط الخام من آبارهم الحالية من خلال استخدام تقنيات التكسير الحديثة والجديدة

اقرأ أيضًا|  محللون يتوقعون استمرار صعود أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري

سوق النفط الخام يواجه فترة من عدم اليقين

من ناحيته، يشير ماركوس كروج كبير محللي شركة إيه كنترول لأبحاث النفط والغاز، إلى أن سوق النفط الخام، خاصة شركات التنقيب والإنتاج، تواجه فترة من عدم اليقين، لكن الجميع حريص على الاستفادة من الطلب المتزايد على الوقود وإيجاد موارد إضافية رغم التوقع بأن جهود الاستكشاف ستستمر في تحقيق نتائج غير مبهرة للفترة المتبقية من العام الجاري
ونقل عن شركة ريستاد إنرجي البحثية الدولية توقعها أن تنفق شركات: "إكسون موبيل" و"بي بي" و"شل" و"توتال إنرجي" و"شيفرون" و"إيني" على الاستكشاف بأعلى 10 % عن العام الماضي
ورجح أن هذه الشركات الكبرى ستسهم بـ14 % من إجمالي الإنفاق على الاستكشاف العالمي في الأشهر المقبلة، لافتا إلى تأكيد "ريستاد إنرجي" أن أكثر من نصف إنفاق الاستكشاف المتوقع في 2023 سيأتي من شركات النفط الوطنية ذات المحافظ الدولية
وتقول مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة أجركرافت الدولية، إن تقارير دولية تتوقع ارتفاع مخزونات النفط الخام الأمريكية 2.6 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 4 أغسطس، مشيرة إلى أن هذا يأتي في أعقاب سحب 17.0 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 28 يوليو، وموضحة أن بيانات المخزونات النفطية الأمريكية الأسبوعية لها تأثير كبير ورئيس في مسار أسعار النفط الخام
وأكدت أن تخفيضات الإنتاج من جانب تحالف "أوبك+"، والتخفيضات الطوعية الإضافية من جانب السعودية وروسيا من المتوقع أن تقلص إمدادات النفط العالمية، وبالتالي تحافظ على الضغط الصعودي على أسعار النفط التي شهدت أسابيع متتالية عدة من المكاسب أخيرا

أكبر تراجع في واردات النفط الصينية  

من ناحية أخرى، فيما يخص الأسعار، وسعت أسعار النفط خسائرها خلال تعاملات الثلاثاء 8 أغسطس نحو 1.5 %، لتواصل نزيف الخسائر للجلسة الثانية على التوالي، متأثرة ببيانات ضعيفة واردة من الصين، تظهر تراجع واردات النفط وصادراته أكثر من المتوقع خلال يوليو الماضي
وتشير البيانات الجديدة إلى ضعف نمو الاقتصاد في الصين، وهي أكبر دولة تستورد النفط في العالم، إلا أن الخسائر في أسعار الخام كانت محدودة، بسبب ضيق العرض المتوقع وكانت أسعار النفط قد تراجعت بنهاية تعاملات الإثنين، بنسبة 1 %، ورغم ذلك حافظت على بقائها فوق حاجز الـ85 دولارا للبرميل، أي أنها ظلت قرب أعلى مستوى سجلت منذ نحو أربعة أشهر
بحلول الساعة 10:52 صباحا بتوقيت جرينتش (01:52 مساء بتوقيت مكة المكرمة)، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي - تسليم أكتوبر بنحو 1.48 %، بمقدار 1.26 دولار، لتسجل 84.08 دولار للبرميل
في الوقت نفسه، تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي - تسليم سبتمبر بنحو 1.44 %، بمقدار 1.18 دولار، عند 80.76 دولار للبرميل، وكانت بيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية، المعلنة أمس، قد أظهرت أن واردات النفط إلى الصين في يوليو بلغت 43.69 مليون طن متري (10.29 مليون برميل) يوميا، بانخفاض 18.8%، عن الواردات في يونيو
ورغم هذا التراجع في واردات الصين النفطية خلال يوليو الماضي 2023، فإنها تظل مرتفعة بنسبة تتجاوز 17 %، عن وارداتها النفطية في يوليو من العام الماضي 2022، بحسب "رويترز"
إضافة إلى ذلك، انخفض إجمالي واردات الصين بنسبة 12.4 %، في حين انخفضت الصادرات بنسبة 14.5 % عن الشهر نفسه من العام الماضي 2022، إذ كانت وتيرة انخفاض الصادرات هي الأسرع منذ فبراير 2020، وأسوأ من توقعات المحللين
وانخفضت واردات الصين من النفط الخام 18.8 في المائة على أساس شهري في يوليو مسجلة أدنى مستوياتها منذ يناير، إذ خفضت كبرى الدول المصدرة صادراتها واستمرت المخزونات المحلية في الارتفاع
وبحسب بيانات الإدارة العامة للجمارك، فإن إجمالي شحنات النفط الخام الواردة إلى الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، بلغ 43.69 مليون طن في يوليو، بما يعادل 10.29 مليون برميل يوميا
وكانت الواردات بحسب ما أوردته "رويترز"، قد بلغت 12.67 مليون برميل يوميا في يونيو، وهو ثاني أعلى مستوى مسجل على الإطلاق. غير أن الواردات زادت 17 في المائة مقارنة بـ8.79 مليون برميل يوميا سجلتها قبل عام مع تضرر الاقتصاد الصيني من جائحة كوفيد وعمليات الإغلاق الواسعة
وقالت إيما لي، محللة الشؤون النفطية الصينية لدى "فورتيكسا" في سنغافورة: "التراجع (الشهري) كان مدفوعا بتراجع الواردات من أكبر ثلاثة مصدرين للخام، أي الولايات المتحدة والسعودية وروسيا، الذين خفضوا الصادرات في ظل خفض لمستويات الإنتاج المستهدفة وزيادة الطلب المحلي أو أحدهما"
وأضافت أن مخزونات النفط الخام البرية للصين تجاوزت 1.02 مليار برميل في نهاية يوليو، وأن الارتفاع المستمر لتلك المخزونات قد يتيح لشركات التكرير الصينية تقليل مشترياتها في الشهور المقبلة. وأظهرت بيانات شركة تشو تشوانج للاستشارات، أنه رغم تراجع الواردات الإجمالية فقد رفعت المصافي المملوكة للدولة معدلات استهلاك الخام في يوليو إلى متوسط يبلغ 78-82 في المائة بزيادة نقطتين مئويتين أو ثلاث عن معدلات يونيو. وكان من المتوقع ارتفاع معدلات استهلاك البنزين مع زيادة الطلب على السفر في الصيف
وتراجعت مخزونات البنزين المحلية نحو 3 في المائة بين منتصف يونيو ومنتصف يوليو، في حين ارتفعت مخزونات الديزل نحو 2 في المائة، إذ استمر الطلب في التأثر بضعف أحجام صادرات السلع وتباطؤ القطاع العقاري، بحسب شركة لونج تشونج للاستشارات

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة