جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق

أبناء سيناء.. بطولات ومواقف

جمال حسين

السبت، 12 أغسطس 2023 - 07:41 م

مساء الخميس الماضى حَللتُ ضيفًا على برنامج «من القاهرة « بقناة النيل للأخبار؛ للحديث عن تنمية سيناء ودور أبنائها فى مساعدة أبطال الجيش والشرطة فى القضاء على الإرهاب، ودورهم الآن فى معركة التنمية والبناء  والتعمير.

قلت إن سيناء فى قلب كل مصرىٍّ، ارتوت رمالها بدماء المصريين، خلال عِدّة حروبٍ، حتى تم تحريرها من دنس العدوان، ولا تُوجد محافظة من محافظات مصر إلا ولها شهداء سقطوا على أرض الفيروز.. أكَّدت بما لا يدع مجالًا للشك أن أهالى سيناء كانوا -وما زالوا- حائط الصد المنيع ضد الإرهاب، وكانوا خيرَ مُعينٍ لرجال الجيش والشرطة، ولعبوا دورًا محوريًا فى النجاحات التى تحقَّقت فى الحرب ضد الإرهاب؛ سواء بمد القوات بالمعلومات المهمة عن تحركات الإرهابيين، أو بتقفى آثارهم فى الصحارى والوديان والإرشاد عنهم.

ومع احتدام المعارك، أعلنت قبائل سيناء التحالفَ والنزولَ إلى ساحة القتال بالتنسيق مع الجيش والشرطة فى مواجهة الإرهاب الأسود لتطهير سيناء؛ لأنهم كانوا أول المُتضرِّرين من الإرهاب والإرهابيين، بعد أن أُصيبت حياتهم بالشللِ، وتعطَّلت مصالحم، وأُضيرت ممتلكاتهم، وكان الأمر بالنسبة لهم دفاعًا عن أنفسهم وأعراضهم وممتلكاتهم ودفاعًا عن الوطن العزيز.

قلت إن مصر دفعت الثمنَ غاليًا فى معركتها ضد الإرهاب فى سيناء من دماء خِيرة شبابها من رجال الجيش والشرطة؛ حيث سقط ما يقرب من ٣ آلاف شهيدٍ، وأكثر من ٩ آلاف مُصابٍ، وبلغت قيمة الفاتورة الماليَّة حوالى ٣٨٥ مليار جنيه، وأيضًا لم تخلُ قوائم شهداء الحرب على الإرهاب من أبناء سيناء؛ حيث سقط بعضهم أثناء أداء واجبهم فى الحرب على الإرهاب.

قلت إن وطنيَّة أبناء سيناء يُسجِّلها التاريخُ بحروفٍ من نور؛ حيث شاركوا فى كل الحروب التى خاضتها مصر وحرب الاستنزاف، وكان لهم دورٌ وطنىٌّ كبير، ولن ينسى المصريون موقف قبائل سيناء ومشايخها فى مؤتمر الحسنة، عام ١٩٦٨، عقب النكسة، عندما وجَّهوا صفعةً مدويةً لـ»موشى ديان»، الذى خطَّط لعزل سيناء عن مصر، وأعد لمؤتمٍر صحفىٍّ عالمىٍّ دعا له وسائل الإعلام العالميَّة لإعلان رغبة أهالى سيناء فى الانفصال، وهو ما يعنى سقوط حق القاهرة فى المُطالبة باستعادة الأراضى المصريَّة المحتلة.. قام مشايخ القبائل بالتنسيق سرًا مع جهاز المخابرات، وابتلع «ديان» الطعم، وفُوجئ أثناء المؤتمر الصحفى بقبائل سيناء تُعلن على لسان المتحدِّث باسمها، الشيخ سالم الهرش، بأن سيناء قطعة من مصر لا يُمكن التفريط فى شبرٍ من أراضيها، وأن بدو سيناء مصريون وطنيون، يرفضون التدويل، ولا يرضون بديلًا عن مصر، وأن إسرائيل ما هى إلا دولة مُحتلة.

انتقلت لمناقشة الدور الكبير لأبناء سيناء حاليًا فى معركة البناء والتنمية بعد انتهاء الإرهاب إلى غير رَجعةٍ، وقلت إن أبناء سيناء مثلما كانوا فى الصفوف الأولى لدَحر الإرهاب إلى جوار رجال الجيش والشرطة؛ فهم الآن فى الصفوف الأولى للتنمية والتعمير مع الدولة.

أكَّدت أن الرئيس السيسى يُولى اهتمامًا كبيرًا بتنمية سيناء، وأن الإنجازات التى تحقَّقت على أرض الفيروز تصل إلى حد الإعجاز، حيث أنفقت الدولة ٦١٠ مليارات جنيه على تنمية سيناء.

واختتمت حوارى للبرنامج الذى يُقدِّمه الزميل المذيع أحمد أنور، بإشراف الإعلامى الكبير حامد محمود، رئيس التحرير، بأن سيناء التى ارتوت بدماء الشهداء، ترتوى الآن بعَرق أبنائها المُخلصين فى معركة البناء والتنمية.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة