السبت، 12 أغسطس 2023 - 07:55 م

يبدو أن معركة انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة سيكون مركزها الرئيسى فى المحاكم. والأمر لم يعد مقصورا على ترامب وحده، فهناك أيضا ما يتعلق بالرئيس بايدن وإن كان بدرجة أقل!

فى آخر التطورات.. طلب الإدعاء أن تبدأ محاكمة ترامب فى قضية اقتحام الكونجرس فى الثانى من يناير. وجاء الرد سريعا من ترامب والجمهوريين باستنكار ذلك وبأنه مقصود للتدخل فى الانتخابات.

فالتاريخ المقترح يأتى قبل أربعة أيام من ذكرى اقتحام الكونجرس، ويأتى قبل أسبوعين من بدء الانتخابات الداخلية فى الحزب الجمهورى لاختيار مرشح الحزب وكل المؤشرات - حتى الآن - تقول إنه سيكون ترامب!!

فى المقابل.. أصدر وزير العدل قرارا بانتداب محقق خاص ليتولى قضية «هانتر» نجل الرئيس الأمريكى «بايدن»، المتهم - حتى الآن -  بمخالفات ضريبية كاد أن يصل لاتفاق مع الإدعاء لتسويتها مقابل الاعتراف ببعض المخالفات البسيطة التى تكون عقوبتها الخضوع للمراقبة، لكن القاضية اعترضت حتى لا تغلق الباب على اتهامات أخرى قد توجه إلى ابن بايدن. والآن سيتسع التحقيق فيما يبدو ليشمل اتهامات بالفساد واستغلال منصب الأب، بينما يقول الجمهوريون إن بايدن الأب ينبغى أن يطاله التحقيق، ويسعون - من خلال أغلبيتهم الصغيرة فى مجلس النواب - إلى بدء تحقيق سياسى بشأن تورط الرئيس بايدن فى مخالفات ابنه!!

يبدو الرئيس بايدن واثقا من عدم تورطه فى أى مخالفات ارتكبها ابنه، لكن الجمهوريين لن يفوتوا الفرصة لاستغلال محاكمة ابنه فى الانتخابات. بينما اعترف ترامب أخيرا بأن المحاكمات سوف تشغله فى موسم الانتخابات، وبدأ يتخوف من القيود الصارمة التى وضعها القضاء لعدم تحويل المحاكمات إلى «بروباجندا انتخابية» ومن إدانات محتملة فى تهم خطيرة سواء فى قضية اقتحام الكونجرس، أو قضية إخفاء الوثائق السرية عن عمد.

وحتى الآن نجح ترامب فى استغلال القضايا التى يحاكم فيها لمصلحته الانتخابية، وتصدر مرشحى الحزب الجمهورى بفارق كبير معتمدا على أنصاره الذين أصبحوا مركز الثقل فى الحزب. لكن ذلك لا يضمن وحدة الجمهوريين جميعا وراءه فى المنافسة  ضد مرشح الحزب الديمقراطى على مقعد الرئاسة ولا يعطيه أى مساحة إضافية لدى الجزء الأهم فى الانتخابات الأمريكية وهم المستقلون الحزبيون الذين يقررون فى النهاية نتيجة المعركة.

النائب الوحيد - حتى الآن- فى معركة الرئاسة الأمريكية القادمة أن المحاكم ستكون إحدى ساحاتها الرئيسية. وبعد ذلك فإن كل الاتصالات مفتوحة بما فيها أن تحكم أمريكا من رجل يقبع فى زنزانة بأحد سجونها!!