عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

شيطان الفضيلة !

عمرو الديب

الأحد، 13 أغسطس 2023 - 08:23 م

عكس معظم الروائيين الذين أضاءوا أفقى، لم أتعرف على اسمه عبر النصوص الإبداعية النابضة التى تسكن الأوراق، بل تبدى لى ملتمعًا على الشاشات الباهرة  فى مفتتحات الأفلام ذات المستوى المتميز، وقد أثارت إعجاب النقاد، وحققت الرواج الجماهيرى معًا، ووقتها جذبتنى العناوين الشاعرية لتلك الأفلام المأخوذة عن رواياته مثل: «يا صديقى كم تساوى»؟ و«عندما يبكى الرجال» و«لا تدمرنى معك» وغيرها من العبارات التى تلفت الأنظار، ولاشك وحين شاهدت المحتوى بهرنى ذلك الطرح العميق، وهذا النفاذ إلى ماهية الأشياء، وحينها قررت أن اقتنى كل المتاح من كتب الأديب الكبير أحمد فريد الذى بدا لى اسمه شاعريًا كعناوين رواياته، والأفلام المأخوذة عنها، ولكنى للأسف لم أعثر ساعتها إلا على كتابين له استغرقت فى قراءتهما، فاكتشفت ان النجاح الجماهيرى والاستحواذ على إعجاب النقاد الذى أحرزته الأفلام المأخوذة عن نصوصه لم يأت من فراغ، بل استند لأمرين فى الأساس،

على نص أدبى متفوق يشى بموهبة لافتة خاصة فى تشخيص الأدواء ومعالجة الأسباب، وخلف هذه الموهبة تقف خبرة عميقة بالحياة، ونظرة متأملة نفاذة لبواطن الأشياء، ومنذ ذلك الحين قررت اقتناء أى كتاب جديد يصدر له حتى تعرفت عليه هو شخصيًا عندما شرفنى باتصال مبادر كريم عبر لى فيه عن إعجابه بهذه الصفحة المؤثرة بعمق فى حياتنا الثقافية على حد قوله، وبعدها نشأت بيننا صداقة تطوف حول هموم الوطن، وصار الأديب أحمد فريد حريصاً على أن يهدى إلى أية رواية جديدة تصدر له، ومنذ شهور أهدانى روايته الجديدة «شيطان الفضيلة»، ولكنى للأسف لم أتمكن من قراءتها إلا منذ أيام،  وقد أخذتنى أحداث الرواية من شواغلى وهمومى حيث جرفتنى إلى همومها وشواغلها، وحين تأملت الأمر اكتشفت ان التشابه يكاد يكون متطابقًا بين شواغلى النفسية وما تطرحه الرواية من هموم، فقد غاصت فى أجواء حياتنا المؤرقة بما طرأ على ذوات البعض من تشوه سببته تلك الريح الشريرة العاتية التى حاولت أن تطيح بأصالتنا وملامحنا، ومشاعرنا البريئة وكما ذكرت فى مقالى السابق فإن الروايات عصية دائمًا على تقديم موجز أحدثها لأنها كائن حى نابض لا يمكن اختزاله فى سطور متعجلة ورواية أديبنا الكبير أحمد فريد مثلها كالروايات النابضة بالحياة لا يمكننى تقديم ملخص أو موجز لأحداثها ولكنى أؤكد أنها مثل كل بصماته مرآة مصقولة تنعكس فيها همومنا المؤرقة.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة